الآيات: " 17لأَنَّ الْمَسِيحَ لَمْ يُرْسِلْنِي لأُعَمِّدَ بَلْ لأُبَشِّرَ - لاَ بِحِكْمَةِ كَلاَمٍ لِئَلاَّ يَتَعَطَّلَ صَلِيبُ الْمَسِيحِ."
مقارنة مع متى 28 " 19 فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ."
الاعتراض: هل بولس يعلم ضد المعمودية هنا في 1 كورنثوس 1؛ وماذا عن مأمورية المسيح العظمى في متى 28، أن نعمد الناس باسم الآب والابن الروح القدس؟
الرد: إن بولس بالطبع لم يعلم ضد المعمودية في النص أعلاه؛ فيجب أن نفهم سياق النص الذي قبل الآية؛ والذي يؤكد أن بولس كان يعمد المؤمنين: " 14 أَشْكُرُ اللهَ أَنِّي لَمْ أُعَمِّدْ أَحَداً مِنْكُمْ إِلاَّ كِرِيسْبُسَ وَغَايُسَ 15 حَتَّى لاَ يَقُولَ أَحَدٌ إِنِّي عَمَّدْتُ بِاسْمِي. 16 وَعَمَّدْتُ أَيْضاً بَيْتَ اسْتِفَانُوسَ. عَدَا ذَلِكَ لَسْتُ أَعْلَمُ هَلْ عَمَّدْتُ أَحَداً آخَرَ". فمن عبارة " حَتَّى لاَ يَقُولَ أَحَدٌ إِنِّي عَمَّدْتُ بِاسْمِي" نعلم أن بولس هنا، يعلم ضد استخدام المعمودية، لهدف التحزب وتملك المؤمنين في الكنيسة؛ حيث قال قبلها أيضًا: " 12 فَأَنَا أَعْنِي هَذَا: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ: «أَنَا لِبُولُسَ وَأَنَا لأَبُلُّوسَ وَأَنَا لِصَفَا وَأَنَا لِلْمَسِيحِ» 13 هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟ أَلَعَلَّ بُولُسَ صُلِبَ لأَجْلِكُمْ أَمْ بِاسْمِ بُولُسَ اعْتَمَدْتُمْ؟ " فهنا يوضح بولس أنه لم يعتمد المؤمنين على إسمه أو إسم أبولوس أو صفا!! بل الجميع اعتمدوا وانضموا لاسم المسيح فقط. لذلك يجب أن يكون انتمائنا وولائنا، هو فقط للمسيح الذي مات وصلب وقام لأجلنا أجمعين. إذا بولس لم يعلم ضد المعمودية، لكن علم ضد استخدام المعمودية كوسيلة لامتلاك تبعية المؤمنين؛ فيحث الخدام لأن يتوقفوا عن الوقوف بين المسيح وخرافه الذين مات لأجلهم.
باسم أدرنلي
الآيات: " 11 فَإِنَّهُ لاَ يَسْتَطِيعُ أَحَدٌ أَنْ يَضَعَ أَسَاساً آخَرَ غَيْرَ الَّذِي وُضِعَ الَّذِي هُوَ يَسُوعُ الْمَسِيحُ."
مقارنة مع أفسس 2 " 20 مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ"
الاعتراض: من هو أساس الكنيسة، المسيح أم الرسل؟
الرد: إن الآية واضحة في كورونثوس، وتعلم أن أساس الكنيسة هو الرب يسوع المسيح. ففي أفسس 2، يقول الوحي أن الكنيسة مبنية على أساس الرسل، وليس على الرسل كما يدعي المعترض. أي الأساس الذي وضعه الرسل؛ وهو يسوع المسيح أيضًا. فلو قرأ المعترض الآية التي قبل الآية الأولى جيدًا، لعرف أن بولس يتكلم عن الأساس الذي وضعه، وهو يسوع المسيح: " 10 حَسَبَ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي كَبَنَّاءٍ حَكِيمٍ قَدْ وَضَعْتُ أَسَاساً وَآخَرُ يَبْنِي عَلَيْهِ.." أي أن عبارة "أساس الرسل" في أفسس؛ أو "وضعت أساسًا" في كورنثوس، تتكلم عن الأساس الذي وضعه الرسل، كبولس، والذي هو يسوع المسيح؛ كما في 1 كورنثوس 3: 11 تمامًا. فلا يوجد أي تناقض بين الآيتين إطلاقًا.
باسم أدرنلي
الآيات: " 14 إِنْ بَقِيَ عَمَلُ أَحَدٍ قَدْ بَنَاهُ عَلَيْهِ فَسَيَأْخُذُ أُجْرَةً. 15 إِنِ احْتَرَقَ عَمَلُ أَحَدٍ فَسَيَخْسَرُ وَأَمَّا هُوَ فَسَيَخْلُصُ وَلَكِنْ كَمَا بِنَارٍ".
مقارنة مع متى 20 " 9 فَجَاءَ أَصْحَابُ السَّاعَةِ الْحَادِيَةَ عَشْرَةَ وَأَخَذُوا دِينَاراً دِينَاراً 10 فَلَمَّا جَاءَ الأَوَّلُونَ ظَنُّوا أَنَّهُمْ يَأْخُذُونَ أَكْثَرَ. فَأَخَذُوا هُمْ أَيْضاً دِينَاراً دِينَاراً. 11 وَفِيمَا هُمْ يَأْخُذُونَ تَذَمَّرُوا عَلَى رَبِّ الْبَيْتِ 12 قَائِلِينَ: هَؤُلاَءِ الآخِرُونَ عَمِلُوا سَاعَةً وَاحِدَةً وَقَدْ سَاوَيْتَهُمْ بِنَا نَحْنُ الَّذِينَ احْتَمَلْنَا ثِقَلَ النَّهَارِ وَالْحَرَّ! 13 فَقَالَ لِوَاحِدٍ مِنْهُمْ: يَا صَاحِبُ مَا ظَلَمْتُكَ! أَمَا اتَّفَقْتَ مَعِي عَلَى دِينَارٍ؟ 14 فَخُذِ الَّذِي لَكَ وَاذْهَبْ فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُعْطِيَ هَذَا الأَخِيرَ مِثْلَكَ."
ومع 2 كورنثوس 5 " 10 لأَنَّهُ لاَ بُدَّ أَنَّنَا جَمِيعاً نُظْهَرُ أَمَامَ كُرْسِيِّ الْمَسِيحِ، لِيَنَالَ كُلُّ وَاحِدٍ مَا كَانَ بِالْجَسَدِ بِحَسَبِ مَا صَنَعَ، خَيْراً كَانَ أَمْ شَرّاً."
الاعتراض: ألا يصور المثال في متى صورة من عدم العدل والإنصاف؟ وحتى لو اعتبرنا المسيح يتكلم عن أجر المؤمنين في السماء، ألا يعطي هذا المثال انطباعًا بأن للجميع سيكون نفس الأجر! بالرغم من أن آيات 1 و 2 كورنثوس، تعلم عكس هذا؟
الرد: إن مثال الذي استأجر فعلة، لا يتكلم عن أجر المؤمنين في السماء، بل يتكلم فقط على عطية الخلاص، لجميع الفعلة الذين استجابوا لدعوة صاحب الكرم؛ بغض النظر عن المدة التي قضوها في خدمته. وهو يصور الشعوب المختلفة الذين اختارهم الرب؛ فمن الشعوب التي بدأت مع الرب منذ أول النهار (اليهود)؛ وهناك فعلة (أي شعوب) اختارهم الرب منذ القرون الأولى. وأيضًا في نهاية الأزمنة، الله لا يزال يختار أناس من شعوب ليسو مسيحيين(كالفعلة في الساعة الأخيرة). والمثال يعلم أنه لا يوجد خلاص درجة أولى وخلاص درجة ثانية؛ لأنه الثمن المدفوع للجميع واحد؛ وهو دم المسيح. أما في السماء، نعم الكتاب يعلم أن المسيح سيكافئ المؤمنين بحسب أمانتهم وتعبهم وإيمانهم وعملهم؛ لذلك النصوص أعلاه، لا تناقض بعضها البعض. نص متى، يتكلم عن الخلاص، والنصوص الأخرى تتكلم عن أجر المؤمنين الذين خلصوا، ووصلوا الجنة.
باسم ادرنلي
الآيات: " 19 لأَنَّ حِكْمَةَ هَذَا الْعَالَمِ هِيَ جَهَالَةٌ عِنْدَ اللهِ لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ: «الآخِذُ الْحُكَمَاءَ بِمَكْرِهِمْ»."
مقارنة مع أيوب 5 " 13 الآخِذِ الْحُكَمَاءَ بِحِيلَتِهِمْ..."
وأيوب 42 " 7 وَكَانَ بَعْدَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ مَعَ أَيُّوبَ بِهَذَا الْكَلاَمِ أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لأَلِيفَازَ التَّيْمَانِيِّ: قَدِ احْتَمَى غَضَبِي عَلَيْكَ وَعَلَى كِلاَ صَاحِبَيْكَ لأَنَّكُمْ لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ."
الاعتراض: كيف ينقل الوحي كلام أليفاز التيماني، في أيوب 5، ويعتبره صحيح ومواحى به؛ وفي نفس الوقت، نرى في آية أيوب 42، أن الله يوبخه على كلامه؛ ويصفه بأنه لم يتكلم عن الله بالصواب ؟
الرد: إن الله، بحسب أيوب 42، لم يقل أن كل ما قاله أليفاز التيماني كان خطأ. ولم يحدد ماذا كان خطأ في قوله؛ لكننا نستطيع أن نميز القول الخطأ من الصحيح. فسياق النص في وصف أليفاز التيماني لله، جميل وصحيح: "9 الْفَاعِلِ عَظَائِمَ لاَ تُفْحَصُ وَعَجَائِبَ لاَ تُعَدُّ. 10 الْمُنْزِلِ مَطَراً عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ وَالْمُرْسِلِ الْمِيَاهَ عَلَى الْبَرَارِيِّ. 11 الْجَاعِلِ الْمُتَوَاضِعِينَ فِي الْعُلَى فَيَرْتَفِعُ الْمَحْزُونُونَ إِلَى أَمْنٍ. 12 الْمُبْطِلِ أَفْكَارَ الْمُحْتَالِينَ فَلاَ تُجْرِي أَيْدِيهِمْ قَصْداً. 13 الآخِذِ الْحُكَمَاءَ بِحِيلَتِهِمْ فَتَتَهَوَّرُ مَشُورَةُ الْمَاكِرِينَ." أيوب 5.
هل هذا الكلام خطأ في حق الله؟ لست أعتقد؛ لكن في نفس الوقت، قال أليفاز التيماني وأصحابه الكثير من الأفكار الخطأ عن الله. ففي مطلع الأصحاح الخامس نفسه، اتهم أليفاز أيوب بالخطية، دون أن يراهُ يُخطئ؛ لكن فقط بناء على افتراض أنه لا بد أن يكون قد أخطأ، حتى وقع في تلك البلية. وأيضًا ادعى أليفاز أن الله سوف لا يسمع له الآن، بناء على شره؛ وهذا خطأ في حق الله وفي حق أيوب. فأليفاز ليس له الحق في إدانة أيوب، وهو بذلك يتعدى على حق الله وحده في إدانة البشر: "1 اُدْعُ الآنَ. فَهَلْ لَكَ مِنْ مُجِيبٍ! وَإِلَى أَيِّ الْقِدِّيسِينَ تَلْتَفِتُ؟ 2 لأَنَّ الْغَيْظَ يَقْتُلُ الْغَبِيَّ وَالْغَيْرَةَ تُمِيتُ الأَحْمَقَ. 3 إِنِّي رَأَيْتُ الْغَبِيَّ يَتَأَصَّلُ وَبَغْتَةً لَعَنْتُ مَرْبِضَهُ. 4 بَنُوهُ بَعِيدُونَ عَنِ الأَمْنِ وَقَدْ تَحَطَّمُوا فِي الْبَابِ وَلاَ مُنْقِذَ" أيوب 5. وحتى في العهد الجديد، المسيح حث التلاميذ على أن يسمعوا لأقوال الفريسيين؛ حيث لم تكن خطأ كلها: "23 فَكُلُّ مَا قَالُوا لَكُمْ أَنْ تَحْفَظُوهُ فَاحْفَظُوهُ وَافْعَلُوهُ، وَلكِنْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ لاَ تَعْمَلُوا، لأَنَّهُمْ يَقُولُونَ وَلاَ يَفْعَلُونَ." متى 23؛ فلم يقل المسيح أن كل أقوال الفريسيين خطأ، لك بعضها فقط. أما أفعالهم فكانت خطأ، ولا يوجد منها ما يُقتدى به.
باسم أدرنلي
الآيات: " 9 كَتَبْتُ إِلَيْكُمْ فِي الرِّسَالَةِ أَنْ لاَ تُخَالِطُوا الزُّنَاةَ."
الاعتراض: متى كتب لأهل كورنثوس قائلا: "لا تخالطوا الزناة" ؟ وإذا كتب بولس لهم رسالة أخرى سابقة لهذه؛ فكيف يسمح الله بضياعها؟
الرد: إن بولس يقول "كتبت إليكم في الرسالة" أي في نفس رسالة كورنثوس الأولى؛ لأنه لم يقل: "كما سبقت وكتبت إليكم" أو "كما قلت لكم سابقًأ". إذًا ما يقصده من هذه العبارة، هو ببساطة أراد أن يفسر ما قاله قبلها بآيتين: "7 إِذًا نَقُّوا مِنْكُمُ الْخَمِيرَةَ الْعَتِيقَةَ، لِكَيْ تَكُونُوا عَجِينًا جَدِيدًا كَمَا أَنْتُمْ فَطِيرٌ..." فيفسرها بعبارة "لا تخالطوا الزناة" في عدد 9، كما كتب لهم، قبلها بآيتين. لأن كل هذا الأصحاح يتكلم عن الزنى؛ حيث يفتتح الإصحاح بقوله: "1 يُسْمَعُ مُطْلَقًا أَنَّ بَيْنَكُمْ زِنًى!..". فصلاً عن أن الوحي أيضًا حذر من الاختلاط بالزواني في الأصحاح الذي بعده (السادس): "9 أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا! لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذكور .. يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ.. 16 أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ مَنِ الْتَصَقَ بِزَانِيَةٍ هُوَ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّهُ يَقُولُ: «يَكُونُ الِاثْنَانِ جَسَداً وَاحِداً»." 1 كورنثوس 6. ويحذر أيضًا في الأصحاح العاشر: "8 وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفاً." إذا كل الرسالة تحذر من الزنى، ومن الاختلاط بالزواني.
باسم أدرنلي
الآيات: " 2 أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الْقِدِّيسِينَ سَيَدِينُونَ الْعَالَمَ؟ فَإِنْ كَانَ الْعَالَمُ يُدَانُ بِكُمْ أَفَأَنْتُمْ غَيْرُ مُسْتَأْهِلِينَ لِلْمَحَاكِمِ الصُّغْرَى؟ 3 أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّنَا سَنَدِينُ مَلاَئِكَةً؟ فَبِالأَوْلَى أُمُورَ هَذِهِ الْحَيَاةِ!"
مقارنة مع يوحنا 5 "22 لأَنَّ الآبَ لاَ يَدِينُ أَحَدًا، بَلْ قَدْ أَعْطَى كُلَّ الدَّيْنُونَةِ لِلابْنِ"
الاعتراض: كيف سيدين القديسين العالم والملائكة، ألا يوضح الكتاب أن المسيح هو سيدين العالم؛ وآية يوحنا تقول أن الآب أعطى "كل" الدينونة للابن؛ فماذا تبقى للقديسين إذًأ ؟
الرد: أن العهد القديم يوضح أن الدينونة التي هي فقط لله وحده (راجع مزمور 96: 13 وأعمال 17: 31 ورؤيا 20: 11-15)؛ ويوضح خلال العهد الجديد تفاصيل عن الدينونة، وهي أن الدينونة أعطيت لأقنوم الابن؛ الذي هو "3 .. حَامِلٌ كُلَّ الأَشْيَاءِ بِكَلِمَةِ قُدْرَتِهِ (قدرة الله)، بَعْدَ مَا صَنَعَ بِنَفْسِهِ تَطْهِيرًا لِخَطَايَانَا، جَلَسَ فِي يَمِينِ الْعَظَمَةِ فِي الأَعَالِي" عبرانيين 1. فالعهد الجديد قد أكمل فكرة أن الله وحده مالك يوم الدين؛ لكن في نفس الوقت، بين لنا تفاصيل عن الكيفية التي سيدين بها الله البشر. فالله سيدين البشر بواسطة أقنوم الابن (كما في يوحنا 5 أعلاه)؛ وبما أن الكتاب وضح أن المؤمنين بالمسيح سيملكون معه:" 6... هؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ، بَلْ سَيَكُونُونَ كَهَنَةً ِللهِ وَالْمَسِيحِ، وَسَيَمْلِكُونَ مَعَهُ أَلْفَ سَنَةٍ" رؤيا 20. فهم سيكونون الأداة التي سيستخدمها لدينونة الأشرار. مثل القاضي مثلا، ليس هو الذي يدين، بل القانون الذي يدين؛ هو فقط أداة القانون. هكذا سيكون المؤمنين بالمسيح في القيامة؛ الأداة التي يملك بها المسيح ويدين العالمين (أي ملائكة وبشر). لذلك يقول الكتاب أنَّ التلاميذ سيجلسون على كرسي المسيح يدينون أسباط إسرائيل: " 28 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ:«الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي، فِي التَّجْدِيدِ، مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ، تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضًا عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيًّا تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاثْنَيْ عَشَرَ" متى 19. وهذا ليس مخصص فقط لتلاميذ المسيح اليهود؛ بل للأمم أيضًا: " 41 رِجَالُ نِينَوَى سَيَقُومُونَ فِي الدِّينِ مَعَ هذَا الْجِيلِ وَيَدِينُونَهُ، لأَنَّهُمْ تَابُوا بِمُنَادَاةِ يُونَانَ، وَهُوَذَا أَعْظَمُ مِنْ يُونَانَ ههُنَا!" متى 12. فلا يوجد أي تناقض بين الحقيقتين؛ المسيح هو الذي سيدين؛ وكون المؤمنين به سيملكون معه، سيكونون هم الأداة التي ينفذ من خلالها المسيح دينونته العادلة للعالمين.
باسم ادرنلي
الآيات: " 9 أَمْ لَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ الظَّالِمِينَ لاَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ؟ لاَ تَضِلُّوا! لاَ زُنَاةٌ وَلاَ عَبَدَةُ أَوْثَانٍ وَلاَ فَاسِقُونَ وَلاَ مَأْبُونُونَ وَلاَ مُضَاجِعُو ذُكُورٍ 10 وَلاَ سَارِقُونَ وَلاَ طَمَّاعُونَ وَلاَ سِكِّيرُونَ وَلاَ شَتَّامُونَ وَلاَ خَاطِفُونَ يَرِثُونَ مَلَكُوتَ اللهِ."
الاعتراض: هل دان الوحي المثلية أو اللواط؛ أم كان هذا رأي بولس الخاص؟
الرد: لا طبعًا الكتاب المقدس يعتبر المثلية (أول اللواط) هي أحد الخطايا التي تحتاج لقوة الله المجيدة للتغيير؛ لذلك يتابع الوحي ويقول: " 11 وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ (أي من الكنيسة - من المؤمنين). لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ بَلْ تَبَرَّرْتُمْ بِاسْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ وَبِرُوحِ إِلَهِنَا." فالكتاب دائمًا يبرز قوة الله المخلصة والمغيرة، التي تطلب من الإنسان كل أيام حياته، ليستأمن ذاته في يد الله الشافية؛ ليتغير يوما فيوما أكثر وأكثر إلى صورة المسيح. وأيضًا الكتاب تكلم عن المثلية من الطرفين؛ كأحد أنواع الشرور التي في العالم؛ والتي تأتي بسبب الابتعاد عن الله: " 26 لِذَلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ لأَنَّ إِنَاثَهُمُ اسْتَبْدَلْنَ الاِسْتِعْمَالَ الطَّبِيعِيَّ بِالَّذِي عَلَى خِلاَفِ الطَّبِيعَةِ 27 وَكَذَلِكَ الذُّكُورُ أَيْضاً تَارِكِينَ اسْتِعْمَالَ الأُنْثَى الطَّبِيعِيَّ اشْتَعَلُوا بِشَهْوَتِهِمْ بَعْضِهِمْ لِبَعْضٍ فَاعِلِينَ الْفَحْشَاءَ ذُكُوراً بِذُكُورٍ وَنَائِلِينَ فِي أَنْفُسِهِمْ جَزَاءَ ضَلاَلِهِمِ الْمُحِقَّ. 28 وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ." رومية 1. إذًا الله يقبل المثليين ويحبهم؛ لكنه يطالبهم بأن يسلموه حياتهم ليغيِّرهم؛ كما أكد النص نفسه في 1 كورنثوس 6: " 11 وَهَكَذَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْكُمْ. لَكِنِ اغْتَسَلْتُمْ بَلْ تَقَدَّسْتُمْ.." إذا لنا رجاء دائمًا في السير مع الله، لأن إلهنا هو ليس قاضي موجود ليحكم فقط علينا إذا أخطأنا؛ بل هو أب حنون يلاحقنا ويحاول تغييرنا وردنا إليه عندما نخطئ.
باسم أدرنلي
الآيات: " 13 اَلأَطْعِمَةُ لِلْجَوْفِ وَالْجَوْفُ لِلأَطْعِمَةِ وَاللهُ سَيُبِيدُ هَذَا وَتِلْكَ. وَلَكِنَّ الْجَسَدَ لَيْسَ لِلزِّنَا بَلْ لِلرَّبِّ وَالرَّبُّ لِلْجَسَدِ."
مقارنة مع يوحنا 5 "28 .. فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ، 29 فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ، وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ."
الاعتراض: هل سيبيد الله الجسد أيضًا؟ لكن في نفس الوقت، كيف يتكلم الكتاب في يوحنا 5، عن قيامة الأموات؟
الرد: إن فكرة القيامة لا تتناقض مع إبادة أجسادنا الحالية؛ لأنه في القيامة سيعطى البشر فيها أجسد سماوية؛ بعدما يبيد الله أجساد البشر الترابية، الفانية. هذا يوضحه الكتاب في نفس الرسالة، 1 كورنثوس 15، بقوله: " 40 وَأَجْسَامٌ سَمَاوِيَّةٌ وَأَجْسَامٌ أَرْضِيَّةٌ. لَكِنَّ مَجْدَ السَّمَاوِيَّاتِ شَيْءٌ وَمَجْدَ الأَرْضِيَّاتِ آخَرُ.... 53 لأَنَّ هَذَا الْفَاسِدَ (أي الجسد الفاسد) لاَ بُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ وَهَذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ." إذًا الله سيبيد أجسادنا الأرضية الترابية المائتة، ويلبسنا أجسد سماوية خالدة، لا تمرض ولا تموت.
باسم أدرنلي
الآيات: " 10 وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ فَأُوصِيهِمْ لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا. 11 وَإِنْ فَارَقَتْهُ فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ. 12 وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ: إِنْ كَانَ أَخٌ لَهُ امْرَأَةٌ غَيْرُ مُؤْمِنَةٍ وَهِيَ تَرْتَضِي أَنْ تَسْكُنَ مَعَهُ فَلاَ يَتْرُكْهَا. 13 وَالْمَرْأَةُ الَّتِي لَهَا رَجُلٌ غَيْرُ مُؤْمِنٍ وَهُوَ يَرْتَضِي أَنْ يَسْكُنَ مَعَهَا فَلاَ تَتْرُكْهُ. 14 لأَنَّ الرَّجُلَ غَيْرَ الْمُؤْمِنِ مُقَدَّسٌ فِي الْمَرْأَةِ وَالْمَرْأَةُ غَيْرُ الْمُؤْمِنَةِ مُقَدَّسَةٌ فِي الرَّجُلِ - وَإِلاَّ فَأَوْلاَدُكُمْ نَجِسُونَ. وَأَمَّا الآنَ فَهُمْ مُقَدَّسُونَ. 15 وَلَكِنْ إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ فَلْيُفَارِقْ. لَيْسَ الأَخُ أَوِ الأُخْتُ مُسْتَعْبَداً فِي مِثْلِ هَذِهِ الأَحْوَالِ. وَلَكِنَّ اللهَ قَدْ دَعَانَا فِي السَّلاَمِ. 16 لأَنَّهُ كَيْفَ تَعْلَمِينَ أَيَّتُهَا الْمَرْأَةُ هَلْ تُخَلِّصِينَ الرَّجُلَ؟ أَوْ كَيْفَ تَعْلَمُ أَيُّهَا الرَّجُلُ هَلْ تُخَلِّصُ الْمَرْأَةَ؟"
مقارنة مع متى 5 " 32 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي." (أيضًا متى 19: 8-9).
الاعتراض الأول: هل ناقض بولس تعاليم المسيح من جهة الطلاق؛ فكيف يتيح للمرأة أو الرجل الذي له شريك غير مؤمن، إذا أراد أن يفارق، فليفارق؛ ألم يمنع المسيح الطلاق، إلا في حالة الزنى؟؟
الرد: لا بالطبع لم يناقض الوحي من خلال بولس ما علمه المسيح إطلاقًا؛ فالمسيح علم شعبه وأتباعه كيف يسلكون. أما ما علمه بولس هنا هو: ماذا يفعل الشريك المؤمن (زوج أم زوجة)، إذا كان شريكه غير المؤمن، يريد الانفصال؟ فعلم بولس ببساطة أن الشريك المؤمن، لا يقدر أن يجبره على البقاء؛ فهذا ما قصده بولس بقوله " وَلَكِنْ إِنْ فَارَقَ غَيْرُ الْمُؤْمِنِ فَلْيُفَارِقْ". فهو غير تابع لعالم المسيح أصلاً، ولا يتوقع منه الله أن يطيع تعاليم المسيح، طالما لم يطع بعد أهم وصيه عند الله، وهي الإيمان بالمسيح ذاته. كما تقول الكلمة: "23 وَهذِهِ هِيَ وَصِيَّتُهُ: أَنْ نُؤْمِنَ بِاسْمِ ابْنِهِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا كَمَا أَعْطَانَا وَصِيَّةً." 1 يوحنا 3 (راجع أيضًا يوحنا 16: 9). فعندما لا يقبل الشريك أهم وصيه عند الله، هو بالطبع لا يُعتبر مُلزم بتطبيق تعاليم الله الأخرى؛ لذلك ما علمه المسيح لا يصبه بشيء، لأنه لا يتبعه في الحياة بعد. أما إذا أرد الشريك غير المؤمن أن يبقى مع المؤمن، هذا يكون جيد؛ ويعتبر، في إطار العلاقة الزوجية، مقدس في الشريك المؤمن. فجميع هذا لا يناقض ما علمه المسيح عن الطلاق أبدًا.
تفسير موسع:
ولكي نوضح أكثر ما علمه الوحي من خلال بولس عن الزواج، وتطابقه التام مع ما علمه المسيح، نحتاج أن تبرز بعض المبادئ حول النصين:
أولا: بعض المفسرون يعتقدون إن المسيح في متى 5، حلل الطلاق في حالة زنى المرأة؛ ويستنتجون هذا من العبارة: " إِنَّ مَنْ طَلَّقَ امْرَأَتَهُ إِلاَّ لِعِلَّةِ الزِّنَى يَجْعَلُهَا تَزْنِي". لكن هذا التفسير ليس صحيح؛ لأن كلمة "إلا" في العبارة، وهي كلمة "باركتوس"؛ هي لا تعني دائمًا "إلا" أو "ما عدا"؛ فهي قد تعني "بالإضافة إلى". كما استخدمت في 2 كورنثوس 11: 28: "عدا ما هو دون ذلك، التراكم علي كل يوم..." ويعني الوحي على لسان بولس، "أي بالإضافة لجميع ما ذكر، تتراكم عليًّ مسؤوليات كبيرة كل يوم...". فمن الأصح أن نترجم أية متى 5، عن الطلاق، بـ "إن من طلق امرأته بالإضافة إلى (أو بالرغم من) علة الزنى، يجعلها تزني".
ثانيًا: إن عبارة "يجعلها تزني" تؤكد على هذا التفسير؛ أي أنه على الرجل أن لا يطلق امرأته، وحتى لو وجدها تزني، لكي لا يجعلها تتمادى في الزنى؛ أو تتزوج برجل آخر (وهو زنى أيضًأ، كما تابع المسيح وعلم)؛ هذا هو تفسير عبارة "يجعلها تزنى". فإذا فهمنا أن المسيح قال أنه يحق للرجل أن يطلق امرأته إذا وجدها تزني؛ تصبح عبارة "يجعلها تزني"، بلا معنى، ولا تركب إطلاقًا على المعنى وسياق النص.
ثالثًا: نرى من نص 1 كورنثوس أعلاه، مطابقة تامة لما علمه المسيح؛ ويشمل به المرأة والرجل معًا، قائلا: " 10 وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ فَأُوصِيهِمْ لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا. 11 وَإِنْ فَارَقَتْهُ فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ." فيه ينهى الرب تمامًا عن الطلاق، ويؤكد على الشطر الثاني من تعاليم المسيح " وَمَنْ يَتَزَوَّجُ مُطَلَّقَةً فَإِنَّهُ يَزْنِي"؛ بحثهم على عدم الزواج مرة أخرى؛ لكن إذا استوجب الأمر لانفصال الزوجين كنتيجة للخلافات الزوجية؛ ليكن ذلك الانفصال هدفه إصلاح العلاقة، بواسطة الكنيسة، وليس التخلي عنها، والزواج من شريك آخر؛ كما يؤكد بولس في نفس النص: "وَإِنْ فَارَقَتْهُ فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا". فجميع هذا مطابق تماما وموضح أكثر لما علمه المسيح، بأن" ما جمعه الله، لا يفرقه إنسان" (متى 19: 6 ومرقس 10: 9).
الاعتراض الثاني: كيف يقول بولس في عدد 12 " وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَأَقُولُ لَهُمْ أَنَا لاَ الرَّبُّ"؛ فكيف يسمح الوحي أن يعلم بولس كلام من عنده، وبعدها يعتبره بنفس مصداقية الوحي قائلا في عدد 40: "... هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ."؛ فهل كلام بولس يعتبر بنفس سلطة كلام الله؟؟
الرد: يجب أن ندرك أن رأي بولس هو رأي الله، كرسول من رسل المسيح الذين أوحي لهم بكتابة العهد الجديد؛ أما تعبيره "فأقول لهم أنا لا الرب"، يتكلم عن حالة خاصة لذلك الوقت، لقيادة مجموعة من المؤمنين؛ لكنها طبعًا مبنية على نفس المبادئ الإلهية الثابتة. فكان المؤمنون وقتها يعيشون في أقصى درجات الاضطهاد، مما يجعل البعض منهم مطاردين، وذات مكان غير ثابت. ولمَّح بولس قليلاً عن هذا؛ بقوله: "26 فَأَظُنُّ أَنَّ هَذَا حَسَنٌ لِسَبَبِ الضِّيقِ الْحَاضِرِ أَنَّهُ حَسَنٌ لِلإِنْسَانِ أَنْ يَكُونَ هَكَذَا (أي في حالة عدم تغيير لوضعه الاجتماعي)... 38 إِذاً مَنْ زَوَّجَ فَحَسَناً يَفْعَلُ وَمَنْ لاَ يُزَوِّجُ يَفْعَلُ أَحْسَنَ." فهل رأي الله الكتابي العام، إذا لم يتزوج الإنسان يكون أفضل له؟ بالطبع لا (راجع تكوين 2: 18)؛ لكن ذلك التعبير يتكلم بوحي إلهي، عن قيادة الروح القدس الخاصة لمجموعة المؤمنين الذين عاشوا في ذلك الوقت الصعب. إذًا هذا القول هو ليس كلام من عقل بولس، بل من الرب لقيادة المؤمنين آنذاك؛ كما يؤكد بولس ويقول: " هَكَذَا بِحَسَبِ رَأْيِي. وَأَظُنُّ أَنِّي أَنَا أَيْضاً عِنْدِي رُوحُ اللهِ." أي كأنه يقول: " كما يحيى روح الله فيكم ليقودكم، روح الله في أنا أيضًا، لأساعدكم لتميزوا مشيئته لكم في ذلك الوقت الصعب". وممكن أن نستخلص منه العبر لوقتنا اليوم، بأن جميع المؤمنين الذين يعيشون في حالة عدم استقرار، أفضل لهم أن لا يأخذوا خطوة ارتباط؛ فالمبدأ الكتابي الذي يعلمه لنا الكتاب من خلال هذا النص وغيره؛ أننا نحيى بحسب الأولوية الأولى التي هي فوق كل شيء آخر، وهي مكلوت الله وبره؛ وكل شيء آخر ممكن أن يصطدم مع ملكوت الله، يستطيع أن ينتظر أو يُلغى (متى 6: 33).
باسم أدرنلي
الآيات: " 4 فَمِنْ جِهَةِ أَكْلِ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ نَعْلَمُ أَنْ لَيْسَ وَثَنٌ فِي الْعَالَمِ وَأَنْ لَيْسَ إِلَهٌ آخَرُ إِلاَّ وَاحِداً."
مقارنة مع خروج 20 " 4 لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالاً مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. 5 لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ، لأَنِّي أَنَا الرَّبَّ إِلهَكَ إِلهٌ غَيُورٌ، أَفْتَقِدُ ذُنُوبَ الآبَاءِ فِي الأَبْنَاءِ فِي الْجِيلِ الثَّالِثِ وَالرَّابعِ مِنْ مُبْغِضِيَّ."
الاعتراض: لماذا يقول في آية 1 كورنثوس "ليس وثن في العالم" وكأن الوثنية غير موجودة؛ لكن في نفس الوقت، ينهي الله عن الوثنية في خروج 20 !! فإذا كانت غير موجودة، فلماذا نهى الله عنها، وعاقب الشعب مرارًا وتكرارًا لأنهم مارسوها؟
الرد: إن الناقض لا يضع الآية في سياقها؛ فسياقها واضح من بداية الأصحاح الثامن بقوله: " 1 وَأَمَّا مِنْ جِهَةِ مَا ذُبِحَ لِلأَوْثَانِ "؛ أي أنه يتكلم عن أكل أي لحوم، ممكن أن تكون مذبوحة بممارسات وتسميات وصلوات وثنية. فالوحي يقول في هذه الآية أن قوة الله الحارسة للمؤمن، لا يقوى عليها ولا أي عمل شيطاني. كما سبق الله وقال في القديم: " إِنَّهُ لَيْسَ عِيَافَةٌ عَلَى يَعْقُوبَ، وَلاَ عِرَافَةٌ عَلَى إِسْرَائِيلَ..." (العدد 23: 23). وأيَضًا أكد للمؤمنين بأنهم بقوة الله محروسون: "5 أَنْتُمُ الَّذِينَ بِقُوَّةِ اللهِ مَحْرُوسُونَ، بِإِيمَانٍ، لِخَلاَصٍ مُسْتَعَدٍّ أَنْ يُعْلَنَ فِي الزَّمَانِ الأَخِيرِ" 1 بطرس 1.
أما عبادة الأوثان، طبعًا الله نهى عنها؛ حتى في نفس الرسالة، حيث قال: "14 لِذلِكَ يَا أَحِبَّائِي اهْرُبُوا مِنْ عِبَادَةِ الأَوْثَانِ." 1 كورنثوس 10؛ لكن الموضوع هنا الذي يعلمه الوحي لأتباع المسيح؛ هو أن لا يخافوا من تأثير أي عبادات شيطانية عليهم، لأنهم محصنين بقوة الله شخصيًا. أما عبادة الأوثان، بكافة أنواعها، فطبعًا الله نها عنها بشدة؛ إذًا لا تناقض بين الآيتين إطلاقًا.
باسم أدرنلي
الآيات: "20 فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ 21 وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ ِللهِ، بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ 22 صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا "
الاعتراض: ألا يظهر كلام بولس هذا، نوع من الكذب والنفاق؟؟ ألا يوحي أنه يتبع أسوب الغاية تبرر الوسيلة؟
الرد: إن المعترض ينبغي أن يُعرِّف ما هو الكذب وما هو النفاق، قبل أن يقدم نقد كهذا!!!!!
فالكذب هو عندما يُسأل شخص بولس مثلا: "هل أنت بلا ناموس؟" ويقول له: "نعم أنا بلا ناموس"؛ عندها يكون فعلا كذب ونفاق؛ لكن النص لا يقول هذا إطلاقًا. بل النص يقول العكس تمامًا، لأنه يستخدم حرف التشبيه "ك": "كيهودي" "كأني" "كضعيف"، وهي معروفة للتشبيه وليس للمماثلة!! فعندما يستخدم التشبيه، لا تعني أنه كان مع اليهود يهودي، أو لم يمثل عليهم أنه يهودي وبلا ناموس...إلخ؛ وإلا لقال النص: "صرت لليهود يهودي ..." بدلا من: "صرت لليهود كيهودي..".
إذا ما هو المقصود بهذا القول؟؟
إن بولس هنا يتكلم عن الدعوة لفئات مختلفة من الناس: اليهود، الذين تحت الناموس، الضعفاء؛ ويقصد أنه لم يأت لكل فئة ليتصادم معها في إيمانها؛ بل كان يعيش معهم، يحترم عاداتهم، ومن ثم يجد دائمًا مداخلاً آمنًا ليقدم لهم بشارة الإنجيل، دون أن يسيء لهم: " صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا". وأوضع مثال على هذا، هو شهادته لليونانيين الوثنيين في أريوس باغوس. فعندما تجول بين اوثانهم، لم يوبخهم على عبادة الأوثان، ولم يتصادم مع إيمانهم، بل وجد مدخلا ليقدم لهم بشارة الإنجيل، من خلال نفس إيمانهم. فيقول النص: "22 فَوَقَفَ بُولُسُ فِي وَسْطِ أَرِيُوسَ بَاغُوسَ وَقَالَ:«أَيُّهَا الرِّجَالُ الأَثِينِوِيُّونَ! أَرَاكُمْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ كَأَنَّكُمْ مُتَدَيِّنُونَ كَثِيرًا، 23 لأَنَّنِي بَيْنَمَا كُنْتُ أَجْتَازُ وَأَنْظُرُ إِلَى مَعْبُودَاتِكُمْ، وَجَدْتُ أَيْضًا مَذْبَحًا مَكْتُوبًا عَلَيْهِ:«لإِلهٍ مَجْهُول». فَالَّذِي تَتَّقُونَهُ وَأَنْتُمْ تَجْهَلُونَهُ، هذَا أَنَا أُنَادِي لَكُمْ بِهِ" أعمال 17. فنرى كيف أن بولس وجد مدخل من خلال مذبح لإله مجهول، ليقدم لهم بشارة الإنجيل!! وهذا يبرز حكمة بولس وتواضعه؛ حيث كان بإمكانه أن يصطدم معهم، ويوبخهم على ضلالهم، ويدعوهم للتوبة والتوحيد بشكل فوقي، كما يفعل الكثير من الدعاة الدينيين!! لكنه أظهر العكس تمامًا، فكان قدوة للمؤمنين في تطبيق مبدأ الاحترام والتوضع الذي علمه اياه الرب، وأوحى به من خلاله، الذي يحثنا أن نكرم الآخرين أكثر من أنفسنا: "3... بَلْ بِتَوَاضُعٍ، حَاسِبِينَ بَعْضُكُمُ الْبَعْضَ أَفْضَلَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ" فيلبي 2.
فلا يوجد أي نفاق أو كذب من طرف بولس، كما يدعي الناقد؛ بل العكس تمامًا، لقد أظهر بولس في تعامله، أخلاق وتواضع من أعلى المستويات، وذلك بسبب حبة للنفوس التي مات المسيح لأجلها. وتثقله العميق عليهم، لكي يخلصوا وينتقلوا من الموت في الجحيم، للحياة الأبدية.
باسم ادرنلي
الآيات: " 8 وَلاَ نَزْنِ كَمَا زَنَى أُنَاسٌ مِنْهُمْ فَسَقَطَ فِي يَوْمٍ وَاحِدٍ ثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفاً."
مقارنة مع خروج 32 " 28 فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُلٍ."
ومع سفر العدد 25 " 1 وَأَقَامَ إِسْرَائِيلُ فِي شِطِّيمَ، وَابْتَدَأَ الشَّعْبُ يَزْنُونَ مَعَ بَنَاتِ مُوآبَ.... 5 وَكَانَ الَّذِينَ مَاتُوا بِالْوَبَإِ أَرْبَعَةً وَعِشْرِينَ أَلْفًا."
الاعتراض: كيف يقول الوحي في 1 كورنثوس، أن 23 ألف من الشعب سقط؟ لكن في خروج 32، يذكر أنه فقط ثلاثة آلاف من الشعب مات؛ فكيف يقترف الوحي هذا الخطأ؟؟
وفي النقد على نفس الآية، أيضًا قالوا: كيف يقول في 1 كورنثوس أن 23 ألف من الشعب مات؟ وفي نفس الوقت، في سفر العدد 25، يقول أنه 24 ألف، من الشعب ماتوا ؟؟
الرد: للرد على هذان الاعتراضان، نقدِّم النقاط التالية:
أولا: إن النص الذي يتلكم عنه الوحي في 1 كورنثوس، هو ليس ما ورد في سفر العدد 25، بل خروج 32. لأن سفر العدد 25، يتكلم عن زنى الشعب مع ما ملكت أيمانهم من سبايا الحرب، من بنات موآب؛ فغضب الله الطاهر عليهم، وأمات منهم 24 ألف بسبب الزنى. أما ما يقوله في 1 كورنثوس 10، فهو قضية عبادة الأوثان وليست الزنى؛ فلا يوجد أي علاقة لقصة العدد 25، مع ما يقوله الوحي في 1 كورنثوس 10.
ثانيًأ: إن النص الذي يستشهد به الوحي في 1 كورنثوس 10، هو من خروج 32. ونعرف هذا من عبارة " 7 فَلاَ تَكُونُوا عَبَدَةَ أَوْثَانٍ كَمَا كَانَ أُنَاسٌ مِنْهُمْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «جَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ»." 1 كورنثوس 10؛ وهي نفس الآية في خروج 32 " 6 ... وَجَلَسَ الشَّعْبُ لِلأَكْلِ وَالشُّرْبِ ثُمَّ قَامُوا لِلَّعِبِ." فهذا هو النص ذاته، الذي يستشهد به الوحي في 1 كورنثوس.
ثالثًأ: إن النص في خروج 32 يذكر قضاء الرب، الذي ابتدأ على عائلات الكهنة، فأجرى بهم الله قضائه على يد موسى، وقتلوا منهم ثلاثة آلاف رجل: " 28 فَفَعَلَ بَنُو لاَوِي بِحَسَبِ قَوْلِ مُوسَى. وَوَقَعَ مِنَ الشَّعْبِ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ نَحْوُ ثَلاَثَةِ آلاَفِ رَجُلٍ."، لكن المعترض لا ينتبه إلى أن قضاء الله على الشعب استمر، ويقول الوحي في نهاية أصحاح 32 من سفر الخورج: " 35 فَضَرَبَ الرَّبُّ الشَّعْبَ لأَنَّهُمْ صَنَعُوا الْعِجْلَ الَّذِي صَنَعَهُ هَارُونُ." فمع أن الوحي لا يذكر كم من الشعب أمات الرب، بعد أن أجرى قضائه على ثلاثة آلاف رجل من عائلات الكهنة؛ لكن النص في 1 كورنثوس، يظهر إعجاز غيبي، حيث أنه يذكر عدد الناس بالضبط الذين ماتوا من الشعب، كنتيجة لدينونة الله عليهم، بسبب الزنى. وهذا يؤكد على أن الله أنزله فعلاً؛ لأن الله يعرف كم مات من الشعب في خروج 32، في الوقت الذي فيه كان الوحي صامتًا في وحيه على موسى في سفر الخروج 32؛ فبينه لنا في العهد الجديد على فم بولس الرسول، في 1 كورنثوس 10.
باسم أدرنلي
الآيات: "11 فَهَذِهِ الأُمُورُ جَمِيعُهَا أَصَابَتْهُمْ مِثَالاً وَكُتِبَتْ لِإِنْذَارِنَا نَحْنُ الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ"
وأيضًا أية 1 تسالونيكي 4 " 15 فَإِنَّنَا نَقُولُ لَكُمْ هَذَا بِكَلِمَةِ الرَّبِّ: إِنَّنَا نَحْنُ الأَحْيَاءَ الْبَاقِينَ إِلَى مَجِيءِ الرَّبِّ لاَ نَسْبِقُ الرَّاقِدِينَ."
الاعتراض: لقد ارتكب بولس خطأً فادحاً عندما صرح بأن القيامة ستقوم في جيله، في الآية الأولى يؤكد إن في جيله انتها أواخر الدهور؛ وفي الآية الثانية، يتوقع أن يكون حيًا عند رجوع المسيح!! فهذا خطأ كبير، ولو كان الروح القدس هو الذي أوحى له، لماذا لم يعرف متى يرجع المسيح؟؟
الرد: إن المسيح لم يُعلم أن الرسل الذين أوحيت إليهم كلمة الله، من المفترض أن يعرفوا زمن مجيئه إطلاقًا. بل بالعكس لقد علَّم المسيح على أنه لا أحد يعرف وقت مجيئة، حتى المسيح كإنسان (لكي يشدد على جزمه في تلك القضية)، بل الآب وحده: " 36 وَأَمَّا ذلِكَ الْيَوْمُ وَتِلْكَ السَّاعَةُ فَلاَ يَعْلَمُ بِهِمَا أَحَدٌ،وَلاَ مَلاَئِكَةُ السَّمَاوَاتِ، إِلاَّ أَبِي وَحْدَهُ" متى 24. وفي نفس الوقت، دعى المسيح التلاميذ والمؤمنين به، بأن يكونوا دائمًا مستعدين ومتوقعين مجيء المسيح في كل لحظة: " 36 وَأَنْتُمْ مِثْلُ أُنَاسٍ يَنْتَظِرُونَ سَيِّدَهُمْ مَتَى يَرْجعُ مِنَ الْعُرْسِ، حَتَّى إِذَا جَاءَ وَقَرَعَ يَفْتَحُونَ لَهُ لِلْوَقْتِ 37 طُوبَى لأُولَئِكَ الْعَبِيدِ الَّذِينَ إِذَا جَاءَ سَيِّدُهُمْ يَجِدُهُمْ سَاهِرِينَ.." إذا عندما يظهر بولس سهره والتوقعه لرجوع المسيح في أي لحظة، هذا ليس خطأ من الوحي، بل بالعكس، تثبيت له، بحسب ما علمه المسيح لهم ولنا.
باسم أدرنلي
الآيات: " 27 إِذاً أَيُّ مَنْ أَكَلَ هَذَا الْخُبْزَ أَوْ شَرِبَ كَأْسَ الرَّبِّ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ يَكُونُ مُجْرِماً فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ. 28 وَلَكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَهَكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ. 29 لأَنَّ الَّذِي يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ بِدُونِ اسْتِحْقَاقٍ يَأْكُلُ وَيَشْرَبُ دَيْنُونَةً لِنَفْسِهِ غَيْرَ مُمَيِّزٍ جَسَدَ الرَّبِّ. 30 مِنْ أَجْلِ هَذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ."
الاعتراض: نسمع جميع الكهنة والقسوس يعلمون أن من أخذ من القربان الأقدس، بدون أن يعترف أو يتوب؛ سيأخذ دينونة لنفسه!! فممكن أن يؤدب وحتى يموت، بحسب الآيات!! لكن من يعتبر نفسه مستحقًا أمام الله؟؟ وهل إذا تاب كإنسان محاط بالضعف والطبيعة الخاطئة، سيصبح مستحق؟؟
الرد: نعم جميع المؤمنين خطاة وغير مستحقين لينالوا نصيب في مائدة الرب، مهما فعلوا؛ فأستحقاقنا نناله فقط من خلال دم فداء المسيح. لكن هذا لا يحل مشكلة النص، حيث يقدم تحذيرًا واضحًا بحسب الآيات أعلاه!! وهذا يخيف قسم من المؤمنين، مما يجعلهم لا يتناولوا من جسد الرب. أيضًا بعضهم يخافون من وقوعهم بنفس الخطية مرة أخرى، بعد أن يتوبوا عنها؛ ولأنهم لا يريدون أن يكونوا مجرمين في جسد الرب ودمه، فيمتنعون. وهذا يجعلهم يرتكبون جريمتين في حق جسد الرب ودمه، وهما:
الأولى: لأنهم يكسرون وصية الرب الذي قال: "اصنعوا هذا لذكري".
والثانية: كأنهم يعلنون بأن دم المسيح غير مؤهل لتطهيرهم من خطيتهم، فما هو رجاءهم في إيمانهم بالمسيح إذًا؟
أعتقد إن الوحي هنا لا يتكلم عن خطايا في حياة المؤمن يتصارع معها بشكل خاص. إن الوحي في رسالة كورنثوس الأولى، يتكلم عن خطايا معينة يرتكبها بعض المؤمنين، وتؤدي إلى التخريب في كنيسة المسيح. هذا ما يقصد به: "يَكُونُ مُجْرِماً فِي جَسَدِ الرَّبِّ وَدَمِهِ".
سأحاول بنعمة الرب أن أقدم تفسيرًا للنص بحسب دراستي للرسالة.
إن أحد أكبر الشعارات البارزة في الرسالة الأولى لكورنثوس، هي الخطايا التي تؤول إلى هدم وتخريب الكنيسة، ومنها مثلاً انتشار الخصومات، التحزب والانشقاق:
" 11 لأَنِّي أُخْبِرْتُ عَنْكُمْ يَا إِخْوَتِي مِنْ أَهْلِ خُلُوِي أَنَّ بَيْنَكُمْ خُصُومَاتٍ. 12 فَأَنَا أَعْنِي هَذَا: أَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ مِنْكُمْ يَقُولُ: «أَنَا لِبُولُسَ وَأَنَا لأَبُلُّوسَ وَأَنَا لِصَفَا وَأَنَا لِلْمَسِيحِ». 13 هَلِ انْقَسَمَ الْمَسِيحُ؟...” 1 كورنثوس 1.
" 3 لأَنَّكُمْ بَعْدُ جَسَدِيُّونَ. فَإِنَّهُ إِذْ فِيكُمْ حَسَدٌ وَخِصَامٌ وَانْشِقَاقٌ أَلَسْتُمْ جَسَدِيِّينَ وَتَسْلُكُونَ بِحَسَبِ الْبَشَرِ؟" 1 كورنثوس 3.
أيضًا هذا ليس التحذير الوحيد:
إن هذا الموضوع ليس سهلاً، فالتحذير الذي يقدمه الوحي، في الأصحاح 11: "مِنْ أَجْلِ هَذَا فِيكُمْ كَثِيرُونَ ضُعَفَاءُ وَمَرْضَى وَكَثِيرُونَ يَرْقُدُونَ." ممكن أن تكون نتيجته وخيمة، حتى المرض والموت. لكن هذا التحذير هو ليس الوحيد في هذه الرسالة؛ ونحن نحتاج أن نستعرض جميع التحذيرات التي تصب في نفس السياق من جميع الرسالة، لكي نفهم العنصر المشترك بينها؛ وهو خطية التخريب في جسد الرب أي كنيسة المسيح.
" 16 أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّكُمْ هَيْكَلُ اللهِ وَرُوحُ اللهِ يَسْكُنُ فِيكُمْ؟ 17 إِنْ كَانَ أَحَدٌ يُفْسِدُ هَيْكَلَ اللهِ فَسَيُفْسِدُهُ اللهُ لأَنَّ هَيْكَلَ اللهِ مُقَدَّسٌ الَّذِي أَنْتُمْ هُوَ." 1 كورنثوس 3.
لاحظ هنا يتكلم عن الكنيسة "أنتم هيكل الله"، وليس عن الفرد.
أيضًا يتكلم مثلاُ عن حالة زنى في الكنيسة ويقول:
" 5 أَنْ يُسَلَّمَ مِثْلُ هَذَا لِلشَّيْطَانِ لِهَلاَكِ الْجَسَدِ لِكَيْ تَخْلُصَ الرُّوحُ فِي يَوْمِ الرَّبِّ يَسُوعَ." 1 كورنثوس 5. لماذا ممكن أن يكون مصير هذا المؤمن الموت، "هلاك الجسد"، لأن خطيته تشكل عنصرًا مدمرًا للكنيسة كما يتابع الوحي ويقولك: " 6 ... أَلَسْتُمْ تَعْلَمُونَ أَنَّ خَمِيرَةً صَغِيرَةً تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ؟".
أيضًا من جهة أكل ما ذبح للأوثان، فيقول:
" 9 وَلَكِنِ انْظُرُوا لِئَلاَّ يَصِيرَ سُلْطَانُكُمْ هَذَا مَعْثَرَةً لِلضُّعَفَاءِ... 11 فَيَهْلِكَ بِسَبَبِ عِلْمِكَ الأَخُ الضَّعِيفُ الَّذِي مَاتَ الْمَسِيحُ مِنْ أَجْلِهِ. 12 وَهَكَذَا إِذْ تُخْطِئُونَ إِلَى الإِخْوَةِ... تُخْطِئُونَ إِلَى الْمَسِيحِ." 1 كورنثوس 8.
فهدف الشركة في جسد المسيح ودمه هي إعلان أننا جميعًا جسد واحد، وليس إعلانًا على نزاعاتنا وخلافاتنا المعلقة التي لا نريد أن نحلها ونُصلحها:
" 17 فَإِنَّنَا نَحْنُ الْكَثِيرِينَ خُبْزٌ وَاحِدٌ جَسَدٌ وَاحِدٌ لأَنَّنَا جَمِيعَنَا نَشْتَرِكُ فِي الْخُبْزِ الْوَاحِدِ." 1 كورنثوس 10.
لذلك يركز أيضًا الوحي على رفض أي شيء لا يؤدي إلى بنيان الجسد:
" 23 ... كُلُّ الأَشْيَاءِ تَحِلُّ لِي وَلَكِنْ لَيْسَ كُلُّ الأَشْيَاءِ تَبْنِي.... 32 كُونُوا بِلاَ عَثْرَةٍ لِلْيَهُودِ وَلِلْيُونَانِيِّينَ وَلِكَنِيسَةِ اللهِ. " 1 كورنثوس 10.
وفي الأصحاح 11 نفسه، يوجد بعض الدلائل التي تدل على وجود حالة عامة من التخريب في جسد الرب؛ وهي أمور يعملها المؤمنون تؤول إلى تراجع الكنيسة:
" 17 وَلَكِنَّنِي إِذْ أُوصِي بِهَذَا لَسْتُ أَمْدَحُ كَوْنَكُمْ تَجْتَمِعُونَ لَيْسَ لِلأَفْضَلِ بَلْ لِلأَرْدَإِ...21 لأَنَّ كُلَّ وَاحِدٍ يَسْبِقُ فَيَأْخُذُ عَشَاءَ نَفْسِهِ فِي الأَكْلِ فَالْوَاحِدُ يَجُوعُ وَالآخَرُ يَسْكَرُ. 22 أَفَلَيْسَ لَكُمْ بُيُوتٌ لِتَأْكُلُوا فِيهَا وَتَشْرَبُوا؟ أَمْ تَسْتَهِينُونَ بِكَنِيسَةِ اللهِ وَتُخْجِلُونَ الَّذِينَ لَيْسَ لَهُمْ؟ مَاذَا أَقُولُ لَكُمْ! أَأَمْدَحُكُمْ عَلَى هَذَا؟ لَسْتُ أَمْدَحُكُمْ! "
إذًا، إن كنت مؤمنًا تتصارع مع الشهوات ويوجد خطايا خاصة في حياتك، وتعتقد أنك لو تناولت من المائدة، ستعود وتكرر نفس الخطية؛ لا تمتنع، امتحن نفسك، تُب واشترك في المائدة؛ إن دم المسيح صالح للتطهير الدائم، وليس صالح لتطهير خطايا معينة فقط. دم يسوع صالح لمرات غير متناهية، وليس لمرة واحدة فقط. إن النص هنا لا يتكلم عنك، بل يتكلم عن خطايا أخوة يقودوا انشقاقات، خصومات، بدع، علاقات مكسورة مع خدام وأخوة، وأمور كثيرة مُعثرة للأخوة ولشهادة المسيح في المجتمع. وحتى هذه الخطايا، لها حل، وهو مؤكدًا ليس الامتناع عن المائدة، بل امتحان النفس والتوبة والاشتراك: "وَلَكِنْ لِيَمْتَحِنِ الإِنْسَانُ نَفْسَهُ وَهَكَذَا يَأْكُلُ مِنَ الْخُبْزِ وَيَشْرَبُ مِنَ الْكَأْسِ."
باسم ادرنلي
الآيات: "8 اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. 9 لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ. 10 وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ."
الاعتراض: هل عبارة "لكن متى جاء الكامل" تتكلم عن المسيح؟ أو عن كتاب العهد الجديد؟
الرد: لقد دخلت الكنيسة في اختلاف في تفسير معنى كلمة "الكامل" في الآية السابقة. وبشكل عام ينقسم المفسرون إلى رأيين من جهة معنى "الكامل"، وهما كما يلي:
الرأي الأول: الكامل هو الحالة الأبدية
إن كلمة "الكامل" في النص، لا تتكلم عن المسيح؛ لأن الكلمة باليونانية "تو تيلييون"، معناها الحرفي "الشيء المكتمل، المنتهي"؛ وهي لا تتكلم عن إنسان، بل عن جماد؛ لأن حرف الدلالة "تو" يستخدم للجماد وليس للبشر. لذلك مُعظم المفسرين من هذه المجموعة يفسرون الكامل بالحالة الكاملة الأبدية التي سيعيشها المؤمن مع الله في السماء. ويربطونها مع أفسس 4 "13 إِلَى أَنْ نَنْتَهِيَ جَمِيعُنَا إِلَى وَحْدَانِيَّةِ الإِيمَانِ وَمَعْرِفَةِ ابْنِ اللهِ. إِلَى إِنْسَانٍ كَامِلٍ. إِلَى قِيَاسِ قَامَةِ مِلْءِ الْمَسِيحِ." وكلمة "كامل" في هذه الآية هي "تيليون"، أي نفس الكلمة تمامًا؛ وهي تتكلم عن الحالة النهائية "إلى أن ننتهي". لذلك تفسر هذه الفئة من اللاهوتيين "الكامل" بملكوت الله الأبدي، يوم الرب، المجيء الثاني، الحالة الكاملة.....إلخ. وهذا هو التفسير المعروف والمقبول الذي فسره جميع اللاهوتيين القدامى على مر العصور إلى هذا اليوم؛ وهو يتفق مع تفسير الكنائس الأرثوذكسية، الكاثوليكية، ولاهوتيي الإصلاح القدامى مثل جون كالفين، ماثيو هنري، جون وسلي، آدم كلارك وغيرهم.
الرأي الثاني: الكامل هو كتاب العهد الجديد
وهذا التفسير يقول أنه عندما يكتمل العهد الجديد، ستبطل النبوءة الخارجة عن الكتاب المقدس. والألسنة ستنتهي، كون الله استخدمها لكي يقود الكنيسة الأولى إلى أن يكتمل الوحي؛ فعندما اكتمل وحي العهد الجديد، لم يعد للمواهب داعٍ. مع أن هذا التفسير حل مشكلة الضمير المشير للجماد، حيث يمكن استخدامه لكتاب العهد الجديد؛ إلى أن هذا التفسير يواجه تحديات لاهوتية كبيرة؛ فيما يلي بعضها:
أولاً: لا يمكن أن يُبنى تفسير كهذا على آية واحدة فقط؛ خاصة إذا أدى الأمر إلى إبطال فعالية إصحاحين كاملين تكلما عن المواهب الروحية المذكورة في الأصحاح الذي قبله وبعده (12 و14). فكيف يمكن أن نحذف ضمنيًا أصحاحين، بناء على آية غير واضحة، أو إذا جاز التعبير على كلمة واحدة من آية؟ إن هذا غير مقبول في علم التفسير، الذي يؤكد على أن العقيدة يجب أن تُبنى على مجموعة من الآيات الواضحة.
ثانيًا: ماذا يعني بولس بعبارة " النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ"؟ ولماذا يطوع إولئك المفسرون كلمة "النبوات" بأنها نص العهد الجديد؟ لماذا لا تكون ما يفسره بولس بعده ببضع آيات، بإصحاح 14 "3 وأمَّا من يتنبأ فيكلم الناس ببنيان ووعظ وتسلية"؟ فهل الوعظ الذي في الكنيسة سينتهي بعدما يكتمل العهد الجديد؟ فتفسير التنبؤ أيضًا يخرجوه عن سياق الرسالة، وهذا غير سليم!!
ثالثًا: تقول الآية متى جاء الكامل، "العلم سيبطل"؛ والسؤال هو كيف؟ يفسرونها بأن العلم هنا، هو العلم المختص بالوحي الإلهي. لكن هذا لا ينطبق على السياق، فيقول السياق "9 لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ. 10 وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الْكَامِلُ فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ." هل باكتمال العهد الجديد، انتهت المعرفة الجزئية للوحي؟ نعم لقد أصبحت النصوص النبوية كاملة وواضحة أمامنا، لكن معرفتنا وإدراكنا لها، لم يكتمل. وهل ما عَلِمَه بولس عندما كتب الرسالة كان جزئي، وأقل مما نعلمه اليوم بوجود العهد الجديد في أيدينا؟ حيث أنه قال " لأَنَّنَا (أي الرسل أيضًا) نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ".
رابعًا: هل عندما اكتمل العهد الجديد، نرى المسيح وجهًا لوجه؟ وهل باكتمال العهد الجديد عرفنا المسيح معرفة كاملة كالمعرفة التي هو يعرفنا بها، بحسب العدد 12 " فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ وَجْهاً لِوَجْهٍ. الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ"؟ لست أعتقد ذلك. وهل نضوج الرسل قبل اكتمال العهد الجديد، كان كالأطفال؛ وأما اليوم، بوجود العهد الجديد كامل لدينا، نحن أنضج منهم وكالرجال؛ لذلك لسنا نحتاج للمواهب؟ وذلك بحسب العدد "11 لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ."
خامسًا: هذه الفئة من المفسرين، تقترح قفزة في النص في العدد 12 مرتين؛ فينسبون الشطر الأول من نصف الآية، للزمن الذي لم يكن فيه العهد الجديد مكتمل، وهو " 12 فَإِنَّنَا نَنْظُرُ الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ لَكِنْ حِينَئِذٍ (يقفز النص لاكتمال العهد الجديد) وَجْهاً لِوَجْهٍ." فيقولون أنه باكتمال الوحي، عرفنا الرب وجه لوجه. وأيضًا الشطر الثاني من النصف الثاني من الآية ينسبونه للحالة النهائية، وهو "الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ لَكِنْ حِينَئِذٍ (يقفز النص لاكتمال العهد الجديد) سَأَعْرِفُ كَمَا عُرِفْتُ"، أي سأعرف المسيح كما عرفني. فعلى أي أساس عملوا ذلك الفصل أو القفزات؟ وأين نقع نحن في هذا الفصل فنحن بين الحالتين؟ أي بين فترة عدم اكتمال العهد الجديد، فالعهد الجديد مكتمل على وقتنا. لكن لم نصل إلى مجيء الرب بعد!!! ولماذا لا تكون كل الآية تتكلم عن الحالة النهائية الكاملة كما فسرت الفئة الأولى من المفسرين؟
كما قلت سابقًا هذا التفسير يواجه تحديات كبيرة وينعزل عن سياق نص الرسالة، ويطوعه ليخرج منه ما ليس فيه، بحسب رأيي الخاص. فهذه الفئة الثانية ظهرت فقط منذ مطلع القرن العشرين كرد على الحركات الخمسونية. فنفس لاهوتييهم القدامى لم يفسروا الكامل بالعهد الجديد أبدًا؛ مثل المشيخي ماثيو هنري (1662 – 1714 م)؛ والمعمداني آدم كلارك (1762- 1832 م)؛ كلاهما مثلا فسرا الكامل بالحالة الأبدية للكون، وليس بكتاب العهد الجديد. وأنا شخصيًا أتفق معهم وأرجح الرأي الأول، في تفسير الكامل بالحالة النهائية. لكن مشكلة الرأي الأول هو أنه لم يعطِ أي تفسير واضح لمعنى كلمة "الكامل". لذلك في هذا المقال سأقدم تفسيرًا جديدًا لمعنى كلمة الكامل، يتفق نوعًا ما مع الرأي الأول أعلاه؛ لكن يوضح المعنى بشكل أدق. وأنا أؤمن أن المعنى الذي سأقترحه يقدم أكثر التفاسير تطابقًا مع سياق النص وسياق الرسالة بشكل عام.
الكامل هو الجسد السماوي
وذلك لأسباب كثيرة واضحة من سياق النص والرسالة:
أولا: إن الجسد السماوي هو ركن هام جدًا في الرسالة الأولى لكورنثوس، حيث فصَّل بولس حقائق كثيرة عنه، بعدها بإصحاحين؛ وتكلم عن القيامة والجسد السماوي، وكيف نلبس الجسد السماوي؟ ولماذا رتب الله جسدًا ترابيًا أولاً ومن ثم سماوي؟ راجع 15: 35-50.
ثانيًا: عندما تكلم بولس عن الجسد السماوي في نفس الرسالة، استخدم نفس الضمير الذي استخدمه في الأصحاح 13؛ فعندما قال في الأصحاح 15 " 53 لأَنَّ هَذَا الْفَاسِدَ (تو فثرتون) لاَ بُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ وَهَذَا الْمَائِتَ (تو ثنايتوس) يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ." استخدم بولس نفس الضمير "تو" الذي استخدمه في الأصحاح 13 (تو تيليون) لكلمة "الكامل".
ثالثًا: إن استخدام مشتقات كلمة "الكامل، تيليون" في نفس الرسالة، كان بمعنى "نهاية" "اكتمال"؛ مثل 1 " 8 الَّذِي سَيُثْبِتُكُمْ أَيْضاً إِلَى النِّهَايَةِ (تيلُيوس)..." أيضًا 15 " 24 وَبَعْدَ ذَلِكَ النِّهَايَةُ (تيلوس)..." فكلمة "الكامل" في الأصحاح 13، تعني مكتمل أو في الحالة النهائية؛ وهذا ينفي الرأي الثاني من المفسرين، ويثبت أن الوحي هنا يتكلم عن الوضع النهائي للمؤمنين.
رابعًا: إن تشبيه الطفل والرجل، يتكلم عن حالة المؤمن ولايتكلم عن الدهر الذي يعيش به المؤمن؛ فالطفل لم يكتمل نموُّه بعد، أما الرجل، فقد اكتمل نموُّه. وهذا يثبت معنى أن الكامل هنا هو الجسد السماوي؛ أي الصورة الموازية لنقص الطفل (الإنسان في الجسد الترابي)؛ وهي الصورة النهائية لما خططه الله لجميع المؤمنين الذين قبلوا يد الله الممتدة لهم من خلال خلاص المسيح، وانتقلوا من الجسد الترابي للجسد السماوي. فلو كان الكامل هو يوم الرب أو المجيء الثاني، فيكون لا يوازي حالة الطفل. لأن حالة الطفل تتكلم عني أنا، وليس عن الدهر الذي أعيش به؛ كذلك حالة الرجولة الموازية لكلمة "الكامل"، يجب أن تتكلم عن حالتي أنا، وليس حالة الدهر الذي أحيى به.
فيما يلي إعادة صياغة نص 1 كورنثوس 13، بشكل تفسيري، وتطبيق كلمة "الكامل" على الجسد السماوي فيه:
"8 اَلْمَحَبَّةُ لاَ تَسْقُطُ أَبَداً. وَأَمَّا النُّبُوَّاتُ فَسَتُبْطَلُ وَالأَلْسِنَةُ فَسَتَنْتَهِي وَالْعِلْمُ فَسَيُبْطَلُ. 9 لأَنَّنَا نَعْلَمُ بَعْضَ الْعِلْمِ وَنَتَنَبَّأُ بَعْضَ التَّنَبُّؤِ. 10 وَلَكِنْ مَتَى جَاءَ الجسد السماوي فَحِينَئِذٍ يُبْطَلُ مَا هُوَ بَعْضٌ؛ لأننا سنكون كاملين فيه. 11 لَمَّا كُنْتُ طِفْلاً كَطِفْلٍ كُنْتُ أَتَكَلَّمُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْطَنُ وَكَطِفْلٍ كُنْتُ أَفْتَكِرُ، في الجسد الترابي، المائت، الفاسد. وَلَكِنْ لَمَّا صِرْتُ رَجُلاً، في حالة الجسد السماوي، أَبْطَلْتُ مَا لِلطِّفْلِ؛ أي سيكون قد انتهى كل ما في حياتي في الجسد الترابي. 12 فَإِنَّنَا نَنْظُرُ للرب الآنَ فِي مِرْآةٍ فِي لُغْزٍ في هذا الجسد؛ لَكِنْ حينما نلبس الجسد السماوي سنرى الرب وَجْهاً لِوَجْهٍ، فسنكون مثل المسيح لأننا سنراه كما هو (1 يوحنا 3: 2). الآنَ أَعْرِفُ بَعْضَ الْمَعْرِفَةِ في الجسد الترابي؛ لَكِنْ حِينما نلبس الجسد السماوي، سَأَعْرِفُ الرب كَمَا عُرِفْتُ؛ لأنني سأراه كما يراني." 1 كورنثوس 13.
فنرى تطابقًا كاملاً في هذا النص، مع تفسير الكامل بالجسد السماوي؛ لكن في نفس الوقت، يجب أن لا ننسى خلاصة ما قاله الوحي من خلال بولس عن المحبة، بأن كل شيء زائل من هذه الحياة الأرضية، ما عدا المحبة التي ستظل معنا إلى الأبد. وذلك لكي يقنع المؤمنين على أهمية أن يعيشوا المحبة مع بعضهم البعض، ويكونوا شهادة لمحبة الله في هذا العالم الفاسد والزائل.
باسم ادرنلي
الآيات: " 34 لِتَصْمُتْ نِسَاؤُكُمْ فِي الْكَنَائِسِ لأَنَّهُ لَيْسَ مَأْذُوناً لَهُنَّ أَنْ يَتَكَلَّمْنَ بَلْ يَخْضَعْنَ كَمَا يَقُولُ النَّامُوسُ أَيْضاً. 35 وَلَكِنْ إِنْ كُنَّ يُرِدْنَ أَنْ يَتَعَلَّمْنَ شَيْئاً فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ لأَنَّهُ قَبِيحٌ بِالنِّسَاءِ أَنْ تَتَكَلَّمَ فِي كَنِيسَةٍ. 36 أَمْ مِنْكُمْ خَرَجَتْ كَلِمَةُ اللهِ؟ أَمْ إِلَيْكُمْ وَحْدَكُمُ انْتَهَتْ؟"
بالإضافة إلى 1 تيموثاوس 2 " 12 وَلكِنْ لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ، بَلْ تَكُونُ فِي سُكُوتٍ"
الاعتراض: ألا توضح آية 1 كورنثوس، أن النساء ليس مأذون لهن أن يتكلمن في الكنيسة؛ وأيضًا آية 1 تيموثاوس هذا جيدًا؟ فلماذا نرى نساء كثيرات تتكلمن في الكنائس؟
الرد: إن هذا التفسير من خلال الآيات السابقة ليس دقيق، فيحق للنساء أن يتكلمن في الكنائس، وذلك لعدة نقاط واضحة من النصوص:
أولا: في نفس رسالة كورنثوس الأولى، يقول الوحي: "5 وَأَمَّا كُلُّ امْرَأَةٍ تُصَلِّي أَوْ تَتَنَبَّأُ وَرَأْسُهَا غَيْرُ مُغُطَّى، فَتَشِينُ رَأْسَهَا..." 1 كورنثوس 11. فمن خلال هذه الآية، واضح أن النساء كنَّ يتنبأن في الكنيسة، مثل الرجال تمامًا؛ حيث الآية التي قبلها تقول نفس الشيء عن الرجل: "4 كُلُّ رَجُل يُصَلِّي أَوْ يَتَنَبَّأُ وَلَهُ عَلَى رَأْسِهِ شَيْءٌ، يَشِينُ رَأْسَهُ". وإذا دققنا في معنى التنبؤ، أيضًا من نفس الرسالة، سنجد أن الوحي يعرفه ويقول: "3 وَأَمَّا مَنْ يَتَنَبَّأُ، فَيُكَلِّمُ النَّاسَ بِبُنْيَانٍ وَوَعْظٍ وَتَسْلِيَةٍ." 1 كورنثوس 14. إذًا الذي يتنبأ، يكلم الناس، والوحي في الآيتين يتكلم عن سياق الاجتماع الكنسي؛ إذًا لا ينهى الوحي النساء إطلاقًا عن التكلم في الكنيسة.
ثانيًا: من جهة عبارة "لتصمت نساؤكم في الكنائس.." هي تتكلم عن ثرثرة النساء التي كانت تخلق تشويش في الاجتماع الكنيس؛ حيث كانت النساء في تلك الحضارة، تجلسن في الخلف، وعندما تردن أن تتكلمن مع أزواجهن، كن يتكلمن بصوت مسموع، مما يخلق تشويش في الكنيسة؛ فيحثهم الوحي: " فَلْيَسْأَلْنَ رِجَالَهُنَّ فِي الْبَيْتِ"؛ أي لينتظرن إلى أن يصلن إلى بيوتهن، ومن ثم يسألن أزواجهن.
ثالثًا: الذي يؤكد على أن سياق النص هو الترتيب الكنسي وإخلائه من أي تشويش، هو أن الآية أعلاه ليست الوحيدة التي تحث مؤمنين على الصمت في الكنيسة؛ فيوجد آيات أخرى، تدعو المؤمن ليصمتوا، إذا كان قولهم يخلق تشويش، مثل: "28 وَلكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُتَرْجِمٌ فَلْيَصْمُتْ فِي الْكَنِيسَةِ، وَلْيُكَلِّمْ نَفْسَهُ وَاللهَ...30 وَلكِنْ إِنْ أُعْلِنَ لآخَرَ جَالِسٍ فَلْيَسْكُتِ الأَوَّلُ." إذًا آية "لتصمت نساؤكم"، هي ليست الوحيدة التي أتت في هذا السياق، بل أتت في سياق السيطرة على التشويش في الاجتماع الكنسي، وليس لمنع النساء من كلام الوعظ والبنيان في الكنيسة (كما في النقطة الثانية).
رابعًا: فما هو تفسير آية " لَسْتُ آذَنُ لِلْمَرْأَةِ أَنْ تُعَلِّمَ وَلاَ تَتَسَلَّطَ عَلَى الرَّجُلِ" إذًأ؟
إن الذي يحسم المعنى في الآية هنا، هي كلمة "ولا" وباليونانية "أوديه"، وهي أداة حصر تحصر معنى الكملة التي بعدها، بالكلمة التي قبلها. لذلك معنى كلمة "تعلم" هي إعطاء تعليمات بهدف قيادة الرجل والتسلط عليه. فلا يمنع الوحي المرأة عن أن تعلم رجلها الكتاب المقدس مثلا؛ بل المنع هنا يخُص قيادته، حيث الله رتب أن تكون قيادة البيت للرجل، وليس للمرأة.
ولمزيد من التفسير، دعنا نأخذ مثل آخر؛ لو أخذنا مثلا كلمة "يصرخ" مثلا؛ فتوجد عدة أنواع للصراخ، ممكن أن يكون صراخ استغاثة؛ أو ألم أو غضب أو فرح أو صلاة...إلخ؛ لكن عندما أقول مثلا: "ليس حسنًا للرجل أن يصرخ ولا يهين امرأته" ففي هذه الجملة؛ لقد حصرت كلمة "ولا" معنى كلمة "يصرخ"، على أنه صراخ لؤم وإهانة، وليس استغاثة أو ألم مثلا. إذا عبارة "ولا تتسلط"؛ حصرت معنى كلمة "تعلم" على أنه إعطاء تعليمات بهدف التسلط، كما وضحت تمامًا الكلمة التي بعدها.
إذًا الوحي الإلهي لا يمنع المرأة من أن تعلم في الكنيسة أو تعظ، طالما هي خاضعة لقيادة الرجل.
باسم ادرنلي
الآيات: " 4 وَأَنَّهُ دُفِنَ وَأَنَّهُ قَامَ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ حَسَبَ الْكُتُبِ 5 وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ 6 وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ أَكْثَرُهُمْ بَاقٍ إِلَى الآنَ. وَلَكِنَّ بَعْضَهُمْ قَدْ رَقَدُوا."
مقارنة مع متى 28 " 9 وَفِيمَا هُمَا مُنْطَلِقَتَانِ لِتُخْبِرَا تَلاَمِيذَهُ إِذَا يَسُوعُ لاَقَاهُمَا وَقَالَ: سَلاَمٌ لَكُمَا». فَتَقَدَّمَتَا وَأَمْسَكَتَا بِقَدَمَيْهِ وَسَجَدَتَا لَهُ. 10 فَقَالَ لَهُمَا يَسُوعُ: لاَ تَخَافَا. اذْهَبَا قُولاَ لإِخْوَتِي أَنْ يَذْهَبُوا إِلَى الْجَلِيلِ وَهُنَاكَ يَرَوْنَنِي."
الاعتراض الأول: في متى يقول أن المسيح ظهر أولا للنساء؛ وفي النص الآخر، يقول أنه ظهر أولا لبطرس، فما الصح؟
الرد: إن الوحي وضح بأن المسيح ظهر أولاً للنساء؛ لكن في نفس الوقت، نرى من المسيح الذي ظهر للنساء، تركيز خاص على بطرس؛ فقال في مرقس 16 " 7 لَكِنِ اذْهَبْنَ وَقُلْنَ لِتَلاَمِيذِهِ وَلِبُطْرُسَ إِنَّهُ يَسْبِقُكُمْ إِلَى الْجَلِيلِ. هُنَاكَ تَرَوْنَهُ كَمَا قَالَ لَكُمْ" وذلك لكي يشجعه أنه بالرغم من إنكاره للمسيح، المسيح لا يزال يحبه ويقبله ويهتم به. وعندما ظهر المسيح لتلميذي عمواس (لوقا 24)؛ أعلن لهم بأن بطرس كان أول من ظهر له المسيح من الرجال: " 34 وَهُمْ يَقُولُونَ: إِنَّ الرَّبَّ قَامَ بِالْحَقِيقَةِ وَظَهَرَ لِسِمْعَانَ." يبدو أن المقابلة تمت، عندما ركض بطرس إلى القبر ليتحقق مما قالته النساء (لوقا 24: 12 ويوحنا 20: 2-4). إذا المسيح ظهر أولا للنساء؛ وبعدها ظهر لبطرس؛ ومن ثم لباقي الرسل. أما السبب لقول الوحي في كوروثوس، أن المسيح ظهر أولا لبطرس، يقصد فيها الأول من الرسل؛ لأن الآية تقول: "وَأَنَّهُ ظَهَرَ لِصَفَا ثُمَّ لِلِاثْنَيْ عَشَرَ". فمن عبارة: "ثم للاثني عشر"، نفهم إن الوحي يقصد بأنه ظهر لبطرس، قبل باقي الرسل (الذين كانوا من الرجال طبعًا)؛ وهذا لا يتعارض مع ظهوره للنساء أولاً.
الاعتراض الثاني: هل ظهر المسيح لغير المؤمنين بعد القيامة، لأنه بحسب 1 كورنثوس، ظهر لأكثر من 500 شخص، مرة واحدة؟
الرد: إن النص لا ينفي ظهور المسيح بعد القيامة، لغير المؤمنين؛ وأكبر مثال على هذا هو بولس نفسه الذي أوحى له الله بالرسالة، وهو في طريقه إلى دمشق (أعمال 9: 1-9). لكن في نفس الوقت، لو قرأ المعترض النص جيدًا، ففي العبارة التي في النص أعلاه، وهي: " وَبَعْدَ ذَلِكَ ظَهَرَ دَفْعَةً وَاحِدَةً لأَكْثَرَ مِنْ خَمْسِمِئَةِ أَخٍ"؛ الملاحظ من كلمة "أخ"، هو أن الوحي هنا يتكلم عن مؤمنين شهود لقيامة المسيح؛ كما فعل التلاميذ تمامًا، حيث يقول الوحي: "33 وَبِقُوَّةٍ عَظِيمَةٍ كَانَ الرُّسُلُ يُؤَدُّونَ الشَّهَادَةَ بِقِيَامَةِ الرَّبِّ يَسُوعَ ...." أعمال 4. إلا أن الوحي لا ينفي ظهور المسيح لغير المؤمنين؛ فبما أن الوحي لا يفصله أو يوضحه، لا نقدر أن نرفضه أو نؤكده.
الاعتراض الثالث: كيف يقول بولس أن المسيح ظهر للاثني عشر، ألا يعلم أن يهوذا شنق نفسه، قبل قيامة المسيح المزعومة؟
الرد: إن الرسالة هذه أوحيت حوالي سنة 55 ميلادي، أي أكثر من 20 سنة بعد قيامة المسيح؛ ونحن نعلم أن الرسل اختاروا الرسول الاثني عشر بعد قيامة المسيح بأقل من 50 يوم: " 26 ثُمَّ أَلْقَوْا قُرْعَتَهُمْ فَوَقَعَتِ الْقُرْعَةُ عَلَى مَتِّيَاسَ فَحُسِبَ مَعَ الأَحَدَ عَشَرَ رَسُولاً." أعمال 1. فالفقرة أعلاه ببساطة تقول أن المسيح ظهر بعد القيامة للرسل الأحد عشر، مع متياس الرسول الثاني عشر الممسوح معهم لاحقًا بدل يهوذا. فبما أن الآية تؤكد ظهور المسيح بعد القيامة لأكثر من 500 مؤمن، بالتأكيد تشمل ظهوره لمتياس الرسول الاثني عشر أيضًا معهم؛ لذلك شمله الوحي مع الأحد عشر وقال أنه ظهر للاثني عشر. فالاثني عشر رسول بالعدد هو عدد هام جدًا من الناحية النبوية في خطة الله، تعلمه الرسل من المسيح شخصيًا. لأن المسيح شدد على أن عددهم يجب أن يكونوا اثني عشر رسول مقابل اثني عشر سبط من أسباط إسرائيل، عندما قال: "28 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «ﭐلْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّكُمْ أَنْتُمُ الَّذِينَ تَبِعْتُمُونِي فِي التَّجْدِيدِ مَتَى جَلَسَ ابْنُ الإِنْسَانِ عَلَى كُرْسِيِّ مَجْدِهِ تَجْلِسُونَ أَنْتُمْ أَيْضاً عَلَى اثْنَيْ عَشَرَ كُرْسِيّاً تَدِينُونَ أَسْبَاطَ إِسْرَائِيلَ الاِثْنَيْ عَشَرَ" متى 19. وكما يؤكد أيضًا سفر الرؤيا بالأربعة وعشرين شيخًا الجالسين أما عرش الله (12 شيخ يمثلوا أسباط إسرائيل و12 رسول للمسيح)
(لمزيد من القراءة، راجع تعليقي الثاني تحت متى 19: 28-29).
باسم أدرنلي
الآيات: " 20 وَلَكِنِ الآنَ قَدْ قَامَ الْمَسِيحُ مِنَ الأَمْوَاتِ وَصَارَ بَاكُورَةَ الرَّاقِدِينَ."
مقارنة مع كولوسي 1 " 18 وَهُوَ رَأْسُ الْجَسَدِ: الْكَنِيسَةِ. الَّذِي هُوَ الْبَدَاءَةُ، بِكْرٌ مِنَ الأَمْوَاتِ، لِكَيْ يَكُونَ هُوَ مُتَقَدِّماً فِي كُلِّ شَيْءٍ."
الاعتراض: كيف يقول الكتاب المقدس، أن المسيح هو باكورة الراقدين، وهو بكر من الأموات؛ أي أنه أول شخص مات، وأول شخص قام!! ألم يمت ملايين من قبله، ويقم المسيح بنفسه موتى قبله؛ مثل الصبية طليثا (مرقس 5: 41-42)؛ وابن أرملة نايين (لوقا 7: 14-15)؛ ولعازر (يوحنا 11: 43-44)؟ وحتى أنبياء مثل إيليا وأليشع، أقاموا موتى قبل المسيح بمئات السنين؟؟
الرد: إن معنى عبارات أن المسيح هو باكورة الراقدين وبكر من الأموات، تعني أنه أول من مات؛ بل تعني أنه أول من مات بحالة البر التام، أي أول من مات وهو خال تمامًا من أي خطية. وهو جعل جميع الذين يقبلون كفارته، أبرياء من أي خطية أيضًا مثله (رومية 5: 19)، مما يجعله بكر من مات وهو خال من الخطية. أما من جهة القيامة، فالمسيح أيضًا هو أول من قام بجسد سماوي خالد لا يموت. وهو يختلف تمامًا عن الذين أقيموا من الموت، بالجسد اللحمي العادي، وبعدها بسنوات، ماتوا أيضًا.
باسم أدرنلي
الآيات: " 44 يُزْرَعُ جِسْماً حَيَوَانِيّاً وَيُقَامُ جِسْماً رُوحَانِيّاً. يُوجَدُ جِسْمٌ حَيَوَانِيٌّ وَيُوجَدُ جِسْمٌ رُوحَانِيٌّ."
مقارنة مع لوقا 24 " 39 اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي."
الاعتراض: إن آية 1 كورنثوس تقول أن قيامة الأموات ستكون بأجساد روحية، أي ليست مادية؛ وبهذا تناقض آية لوقا، حيث قيامة المسيح كانت بجسب مادي!! أليس هذا واضحًا من النصوص؟
الرد: إن تعبير أجساد روحية، لا يعني أنها غير مادية إطلاقًا؛ خاصة أن الوحي يستخدم نفس الكلمة في نفس الرسالة، عن المؤمين البشر أنفسهم؛ المؤمن الروحي والمؤمن الجسدي؛ وفيه تعبير روحي يعني أنه إنسان ينقاد بروح الله، أي تابع لله (1 كورنثوس 3: 1). ويبين هذا أيضًا كلمة "أجساد"، فلا يقول أرواح؛ لذلك يتكلم النص عن حالة المؤمنين بعد القيامة في شقين:
الأول: أنهم سيقومون بأجساد روحية، أي بأجساد تابعة مئة بالمئة لله، ليست كالأجساد الحيوانية أو البشرية القديمة، التي كانت تسكن فيها الخطية والفساد.
الثاني: هو أن الوحي يصفهم بأجساد سماوية أيضًا، في نفس الرسالة (عدد 40)؛ أي أن المؤمنين الراقدين سوف يقومون بأجساد سماوية خالدة طاهرة لا تعرف المرض أو الضعف أو الموت.
وهذا أكد عليه الوحي في نفس النص أيضًا، أن النظام السماوي يتطلب من الله أن يغير طبيعتنا، لأن أجسادنا اللحمية؛ لا يمكن أن تقف أمام الله. مثل رواد الفضاء، فلا يمكن لهم أن يتمشون على سطح القمر، بنفس الحالة والملابس التي يتمشون بها على سطح الأرض؛ وهذا أكده نفس النص في عدد 50: " فَأَقُولُ هذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْمًا وَدَمًا لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ، وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ". إذًا لا تناقض بين الآيات، سيقوم المؤمنين بالمسيح بأجساد روحية، أي تابعة تمامًا لله؛ وهي سماوية، أي خالدة كاملة لا تعرف الضعف والمرض والموت.
باسم ادرنلي
الآيات: " 50 فَأَقُولُ هَذَا أَيُّهَا الإِخْوَةُ: إِنَّ لَحْماً وَدَماً لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ."
مقارنة مع لوقا 24 " 39 اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ. جُسُّونِي وَانْظُرُوا فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي»."
الاعتراض: كيف يقول في رسالة 1 كورنثوس 15 " إِنَّ لَحْماً وَدَماً لاَ يَقْدِرَانِ أَنْ يَرِثَا مَلَكُوتَ اللهِ"؛ في الوقت الذي فيه يقول أن المسيح كان له لحم ودم بعد القيامة، بحسب لوقا ؟؟
الرد: مرة أخرى إن تعبير لحم ودم، يعبر عن الجسد البشري الضعيف الفاسد التي تسكن فيه الخطية. كما نرى من العبارة التي تتبعها أعلاه: " وَلاَ يَرِثُ الْفَسَادُ عَدَمَ الْفَسَادِ"؛ وهذه العبارة تفسر قصد النص من عبارة "لحم ودم"؛ أي جسد يسكن فيه الفساد والخطية؛ ولا يُقصد بتعبير "لحم ودم" أنه سوف لا يكون للبشر جسد ملموس سماوي بعد القيامة (الذي عبر عنه في النص بعبارة "عدم الفساد"). فقول المسيح أن جسده له لحم وعظام، لا يعني أنه نفس الجسد البشري، لأنه جسد بلا فساد وسماوي أي ذات قدرات فائقة للطبيعة. كما رأينا في جسد المسيح بعد القيادة، بالرغم من أنه كان ملموسًا، لكن في نفس الوقت كانت له الامكانية أن يجتاز الحائط والأبواب المغلقة: "19 وَلَمَّا كَانَتْ عَشِيَّةُ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَهُوَ أَوَّلُ الأُسْبُوعِ، وَكَانَتِ الأَبْوَابُ مُغَلَّقَةً حَيْثُ كَانَ التَّلاَمِيذُ مُجْتَمِعِينَ لِسَبَبِ الْخَوْفِ مِنَ الْيَهُودِ، جَاءَ يَسُوعُ وَوَقَفَ فِي الْوَسْطِ، وَقَالَ لَهُمْ: سَلاَمٌ لَكُمْ " يوحنا 20 (كذلك عدد 26).
لمزيد من الشرح، أنظر إلى تعليقنا على العدد 44، من نفس الأصحاح.
باسم ادرنلي
الآيات: "51 هُوَذَا سِرٌّ أَقُولُهُ لَكُمْ: لاَ نَرْقُدُ كُلُّنَا، وَلكِنَّنَا كُلَّنَا نَتَغَيَّرُ"
مقارنة مع عبرانيين 9 " 27 وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ الدَّيْنُونَةُ"
الاعتراض: ألا تناقض آية عبرانيين آية 1 كورنثوس؟ فالأولى تقول أننا لا نرقد كلنا (أي لا نموت كلنا)! والثانية تقول أن الجميع سيموتون وبعد ذلك الدينونة؟؟
الرد: لا يوجد أي تناقض بين الآيتين؛ فآية عبرانيين أعلاه خارجة عن سياقها؛ فهي تتكلم عن حياة الإنسان قبل انتصار المسيح على الموت؛ وماذا عمل المسيح في الموت، بعدما انتصر عليه بقيامته؛ حيث تقول الآية التي بعدها: "28 هكَذَا الْمَسِيحُ أَيْضًا، بَعْدَمَا قُدِّمَ مَرَّةً لِكَيْ يَحْمِلَ خَطَايَا كَثِيرِينَ، سَيَظْهَرُ ثَانِيَةً بِلاَ خَطِيَّةٍ لِلْخَلاَصِ لِلَّذِينَ يَنْتَظِرُونَهُ." فبقول الوحي أنه سيظهر "للذين ينتظرونه"، يعني أن الأحياء المؤمنين الذين سيكونون في لحظة مجيئه، سوف لا يموتون؛ بل يتغيروا ويلبسوا الأجساد السماوية، عديمة الفساد. كما يؤكد النص تمامًا: " 53 لأَنَّ هَذَا الْفَاسِدَ لاَ بُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ وَهَذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ. 54 وَمَتَى لَبِسَ هَذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ وَلَبِسَ هَذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ: ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ." أي أن الموت الذي يتكلم عنه في عبرانيين؛ ابتلع بموت وقيامة المسيح؛ وسيظهر في ذلك اليوم قوة انتصاره المجيد على الخطية الموت؛ من خلال عدم موت الأحياء عند مجيئه.
باسم ادرنلي