الآيات: " 3 وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ، وَجَعَلْتُ جِبَالَهُ خَرَابًا وَمِيرَاثَهُ لِذِئَابِ الْبَرِّيَّةِ؟"
أيضًا رومية 9 " 13 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ»."
مقارنة مع 1 يوحنا 4 " 7 أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، لِنُحِبَّ بَعْضُنَا بَعْضًا، لأَنَّ الْمَحَبَّةَ هِيَ مِنَ اللهِ، وَكُلُّ مَنْ يُحِبُّ فَقَدْ وُلِدَ مِنَ اللهِ وَيَعْرِفُ اللهَ."
الاعتراض: كيف يقول الكتاب أن الله أبغض عيسو، وفي نفس الوقت، يقول في 1 يوحنا، أن الله محبة؟
الرد: إن الصيغة الواردة في ملاخي (والتي يفسرها في رومية 9)، لا تعني أن الله يكره عيسو فعلاً؛ بل تعبر عن رفضه لأعماله الشريرة؛ وعيسو في النص الذي في ملاخي 1: 3-4؛ يتكلم عن الشعب الأدومي، لأن ألأية نزلت حوالي 1500 سنة بعد وفاة عيسو أخو يعقوب. ونرى تفسير الآية من الآية التي قبلها في رومية 9. فمعنى "13.. أَحْبَبْتُ يَعْقُوبَ وَأَبْغَضْتُ عِيسُوَ" هو "12.. إِنَّ الْكَبِيرَ يُسْتَعْبَدُ لِلصَّغِيرِ (أي يخدم الصغير)"؛ والذي يعبر عن أدوار، وليس أن يعقوب أفضل من عيسو؛ وطبعًا لا يعني أن الله يبعض عيسو أو شعبه. وممكن أن نستعرض صيغ مشابهه من أقوال المسيح: " 26 إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَيَّ وَلاَ يُبْغِضُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَامْرَأَتَهُ وَأَوْلاَدَهُ وَإِخْوَتَهُ وَأَخَوَاتِهِ، حَتَّى نَفْسَهُ أَيْضًا، فَلاَ يَقْدِرُ أَنْ يَكُونَ لِي تِلْمِيذًا." لوقا 14. فهل المسيح يدعونا هنا لأن نبغض أبانا، أمنا، إمرأتنا، أولادنا، وحتى أنفسنا؟ فهل يُعقل أن المسيح الذي علمنا أن نحب أعدائنا، يدعونا لنكره أهلنا وأنفسنا؟ بالطبع لا؛ لكن الكتاب هنا يتكلم عن مفارقة وأولوية. فلكي نفهم النصوص، لا نأخذ آية واحدة ونبني عليها موقف فقهي؛ بل يجب أن نأخذ الآيات على ضوء معناها في سياقها وبحسب وقتها؛ ونأخذها على ضوء جميع الآيات التي تعلم عن نفس الموضوع، وهو محبة الله الكاملة للجميع. فموضوع محبة الله غير المشروطة لجميع الشعوب والناس، واضح وضوح الشمس ولا يقبل التأويل أو التعطيل.
باسم ادرنلي
الآيات: " 1 هَئَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي..."
بالمقارنة مع مرقس 1 " 2 كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي الأَنْبِيَاءِ: «هَا أَنَا أُرْسِلُ أَمَامَ وَجْهِكَ مَلاَكِي الَّذِي يُهَيِّئُ طَرِيقَكَ قُدَّامَكَ."
الاعتراض: لماذا أخطأ كاتب مرقس في اقتباس آية ملاخي؟
الرد: في آية مرقس، الوحي قدم اقتباسًا تفسيريًا، وفيه كما قلنا في تعاليق سابقة، طالما لا يضح الاقتباس في علامات الاقتباس ""، الكاتب غير ملزم بأن ينقله حرفيًا. فالاختلافات التفسيرية التي أوردها الوحي في نقل آية ملاخي؛ هي الانتقال من شخصيتين، إلى ثلاث شخصيات. ففي ملاخي يقول أن الله سيرسل أمام وجهه ملاكه، ليهيئ الطريق أمامه؛ أي أمام الله. أما في مرقس، فأدخل الوحي شخصية ثالثة، وهي المسيح، ليبرز أنها متداخلة مع شخصية الله نفسه بلا انفصال. فالثلاث شخصيات التي أوردها مرقس هي: شخصية الله الذي يتكلم: "ها أنا أرسل"؛ يوحنا المعمدان، بقوله: "ملاكي" (وتعني أيضًا في العبري رسولي)؛ والمسيح، بقول الوحي: "وجهك..طريقك قدامك"؛ لأنه لو كانت تلك الكلمات تتكلم عن الله، لقال "وجهي..طريقي أمامي" لأن الله يتكلم في الآية بضيغة الـ "أنا" (كما في ملاخي). أي أن الله يقول أنه سيرسل يوحنا، أمام وجه المسيح؛ ليهيء طريق المسيح (التي غيرها الوحي من طريق الله إلى طريق المسيح). وذلك لكي يبرز الوحي ما ابتدأ به مرقس إنجيله: " بَدْءُ إِنْجِيلِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ ابْنِ اللَّهِ"، وابن الله تعني الأقنون المرئي والإعلاني الذي يظهر الله، والذي لا يمكن فصله عن الذات الإلهية.
باسم ادرنلي