الآيات: "9 [اِبْتَهِجِي جِدّاً يَا ابْنَةَ صِهْيَوْنَ اهْتِفِي يَا بِنْتَ أُورُشَلِيمَ. هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِي إِلَيْكِ. هُوَ عَادِلٌ وَمَنْصُورٌ وَدِيعٌ وَرَاكِبٌ عَلَى حِمَارٍ وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ"
مقارنة مع متى 21 " 1 وَلَمَّا قَرُبُوا مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَاءُوا إِلَى بَيْتِ فَاجِي عِنْدَ جَبَلِ الزَّيْتُونِ حِينَئِذٍ أَرْسَلَ يَسُوعُ تِلْمِيذَيْنِ 2 قَائِلاً لَهُمَا: «اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ تَجِدَانِ أَتَاناً مَرْبُوطَةً وَجَحْشاً مَعَهَا فَحُلَّاهُمَا وَأْتِيَانِي بِهِمَا. 3 وَإِنْ قَالَ لَكُمَا أَحَدٌ شَيْئاً فَقُولاَ: الرَّبُّ مُحْتَاجٌ إِلَيْهِمَا. فَلِلْوَقْتِ يُرْسِلُهُمَا». 4 فَكَانَ هَذَا كُلُّهُ لِكَيْ يَتِمَّ مَا قِيلَ بِالنَّبِيِّ: 5 «قُولُوا لاِبْنَةِ صِهْيَوْنَ: هُوَذَا مَلِكُكِ يَأْتِيكِ وَدِيعاً رَاكِباً عَلَى أَتَانٍ وَجَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ
ومع مرقس 11 " 2 وَقَالَ لَهُمَا: اذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا فَلِلْوَقْتِ وَأَنْتُمَا دَاخِلاَنِ إِلَيْهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ.فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِهِ."
ومع لوقا 19 " 30 قَائِلاً: اِذْهَبَا إِلَى الْقَرْيَةِ الَّتِي أَمَامَكُمَا وَحِينَ تَدْخُلاَنِهَا تَجِدَانِ جَحْشاً مَرْبُوطاً لَمْ يَجْلِسْ عَلَيْهِ أَحَدٌ مِنَ النَّاسِ قَطُّ. فَحُلاَّهُ وَأْتِيَا بِه" (أيضًا يوحنا 12: 12-16).
الاعتراض: الوحي في زكريا ومتى يقول أن المسيح دخل إلى أورشليم على جحش، وكان معه الجحش أتان (أبو الجحش)، بينما في مرقس ولوقا، يذكر أن المسيح دخل فقط على جحش (الأنثى)؛ لماذا؟
الرد: إن الوحي يوضح في زكريا ومتى أن المسيح ركب على حمار أو أتان وأيضًا جحش، لكنه لا يقول أنه دخل أورشليم على الجحش ومعه أتان كما يقول المعترض.
أولا: واضح أن متى ذكر هذه الجزئية لأنه أراد أن يبرز تحقيق النبوة، ليؤكد لليهود الذين كتب لهم أن يسوع هو المسيح المنتظر الذي تنبأ عليه الأنبياء عامة، وزكريا في هذه الجزئية خاصة. لهذا السبب لم يذكر لوقا ومرقس ويوحنا ركب المسيح على الحمار، لأن هذا ليس مهمًا لهم، بحسب هدف وحيهم.
ثانيًا: من غير الممكن طبعًا أن يركب المسيح على الأتان والجحش معًا. لكن إذا تمعنَّا في نبوءة زكريا جيدًا، وانتبهنا إلى ترتيب الحمارين؛ يقول أتام أو حمار (الذكر)؛ ومن ثم يقول " وَعَلَى جَحْشٍ ابْنِ أَتَانٍ (أنثى الحمار)"؛ أي أن دخوله لأورشليم كان على الجحش (الأنثى)، وهذا يتفق فيه مرقس، لوقا ويوحنا؛ لذلك بيَّن الوحي هنا دقة متناهية في تفصيل الخبر، فيكون المسيح على الأرجح، قد ابتدأ طريقه من جبل بيت فاجي على الأتان؛ ومن ثم اراح الأتان في منتصف الطريق؛ ودخل أورشليم على الجحش، كما بين بالتفصيل مرقس، لوقا ويوحنا، لأنهم نقلو فقط خبر دخوله للمدينة. أي أن تفصيل الحدث كان، أنه بحسب جغرافية القدس في الطريق من سفح بيت فاجي (متى 21: 1)، صعودًا إلى جبل الزيتون، ونزولا إلى وادي قدرون، وصعودًا إلى جبل الهيكل؛ فهو مسلك جبلي صعب؛ فنستنتج أن المسيح ركب على الأتان أولا، وبعد أن تعب في منتصف الطريق، أراحه ومن ثم دخل أورشليم على الجحش كما أكد جميع البشراء بدقة متناهية، فيكون المسيح قد ركب على اثنيهما؛ الأتان أولا، ومن ثم الجحش. وربما ترك الأتان مربوطًا في منتصف الطريق وكان يسوع راكبًا فقط الجحش عند دخوله لأورشليم؛ لأن زكريا ومتى لا يقولان أنه دخل على أتان وجحش، بل يقولان أنه ركب على أتان وجحش، وبين الاثنين يوجد فرق كبير.
باسم ادرنلي