الآيات: "14 وَنَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِيئِيلَ وَالِي يَهُوذَا، وَرُوحَ يَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادِقَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ، وَرُوحَ كُلِّ بَقِيَّةِ الشَّعْبِ. فَجَاءُوا وَعَمِلُوا الشُّغْلَ فِي بَيْتِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِهِمْ، 15 فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ السَّادِسِ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ الْمَلِكِ" حجي 1.
مقارنة مع عزرا 4 "23 حِينَئِذٍ لَمَّا قُرِئَتْ رِسَالَةُ أَرْتَحْشَشْتَا الْمَلِكِ أَمَامَ رَحُومَ وَشِمْشَايَ الْكَاتِبِ وَرُفَقَائِهِمَا ذَهَبُوا بِسُرْعَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الْيَهُودِ، وَأَوْقَفُوهُمْ بِذِرَاعٍ وَقُوَّةٍ 24 حِينَئِذٍ تَوَقَّفَ عَمَلُ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَكَانَ مُتَوَقِّفًا إِلَى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ"
الاعتراض: آيات حجي تقول إن الشعب بدأ ببناء بيت الرب في السنة الثانية لداريوس، ملك فارس. أما آيات عزرا، فتقول أن العمل توقف لغاية السنة الثانية للملك داريوس؛ أليس هذا تناقض واضح بحسب السنة المذكورة؟
الرد: إن الآيات ليس متضاربة إطلاقًا؛ لأن آيات عزرا تقول أنهم في وقت سابق، عندما حاولوا أن يبنوا بيت الرب؛ عمل البناء توقف لغاية السنة الثانية للملك داريوس "وَكَانَ مُتَوَقِّفًا إِلَى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ". حيث في السنة الثانية للملك داريوس، بدأ البناء من جديد، كما في حجي. فلا تناقض بين الآيات والروايتين إطلاقًا.
شرح موسع:
لترتيب الأحداث لإعادة بناء الهيكل الثاني؛ دعنا نشرح بشكل موسع ماذا حدث. لأن هذه الرواية فيها العبر الكثيرة التي نتعلمها عن المكائد التي يستخدمها إبليس، لتعطيل أو إيقاف عمل روحي معين نبدأ به:
* في السنة الأولى لكورش ملك فارس، أعطى أمر لبناء بيت الرب (سنة 537 ق.م.):
"2 هكَذَا قَالَ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ: جَمِيعُ مَمَالِكِ الأَرْضِ دَفَعَهَا لِي الرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ، وَهُوَ أَوْصَانِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا فِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي فِي يَهُوذَا" عزرا 1.
لدرجة أن كورش أخرج أمتعة وأواني بيت الرب التي أخذها البابليين معهم للسبي، وأمر بإرجاعها للهيكل المزمع أن يُبنى في أورشليم (عزرا 1: 7-11)
* بدأ اليهود في أورشليم أولا ببناء مذبح الهيكل (عزرا 3: 1-7).
* وبعد سنتين من مجيئهم لأورشليم، بدأوا ببناء الهيكل. وكان كبار مسؤولي البناء الكهنة "زَرُبَّابَِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَيَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ" (عزرا 3: 8-13).
* بعدها بدأ أعداء اليهود كل جهودهم لإيقاف البناء؛ فحاولوا أولا أن يخدعوهم بعرضهم عليهم أن يساعدوهم، فرفض اليهود هذا (عزرا 4: 1-3). بعدها دسوا عليهم مشيرين ليبثوا اليأس وروح الفشل بين البنائين! (عزرا 4: 4-5).
* وعند ابتداء مُلك أحشويروش ملك فارس (سنة 534 ق.م.)، أرسل أعداء اليهود رسالة له، ليهيجوه على اليهود في أورشليم، ليوقفوا العمل (عزرا 4: 6-23).
* ونجحوا في إيقاف عمل البناء برسالة من أحشويروش، لغاية السنة الثانية للملك داريوس؛ كما في الآية أعلاه (عزرا 4: 24).
* وهنا دخل دور النبي حجي، لإعادة بناء بيت الرب، كما نقرأ في آيات الناقد أعلاه. وكما يبين لنا نفس سفر عزرا:
"1 فَتَنَبَّأَ النَّبِيَّانِ حَجَّيِ النَّبِيُّ وَزَكَرِيَّا بْنُ عِدُّوَ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ فِي يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ بِاسْمِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ عَلَيْهِمْ. 2 حِينَئِذٍ قَامَ زَرُبَّابَِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَيَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ، وَشَرَعَا بِبُنْيَانِ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَمَعَهُمَا أَنْبِيَاءُ اللهِ يُسَاعِدُونَهُمَا" عزرا 5.
* وفيما هم يبنون، هيج أعداء اليهود أيضًا ولاة عبر الأردن تناي وشتربوزناي؛ وجاؤوا ليخوفوا اليهود، ويسألوهم "مَنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَبْنُوا هذَا الْبَيْتَ وَتُكَمِّلُوا هذَا السُّورَ؟" (عزرا 5: 3). بعدها يذهبوا للملك داريوس، هم واليهود معهم، ليبرهنوا بأن الملك كورش أصدر أمر ببناء بيت الرب سابقًا. لكن مع كل هذه الأحداث، لم يوقف اليهود بناء بيت الرب:
"5 وَكَانَتْ عَلَى شُيُوخِ الْيَهُودِ عَيْنُ إِلهِهِمْ فَلَمْ يُوقِفُوهُمْ حَتَّى وَصَلَ الأَمْرُ إِلَى دَارِيُوسَ، وَحِينَئِذٍ جَاوَبُوا بِرِسَالَةٍ عَنْ هذَا" عزرا 5.
* بعدها الملك داريوس يعلن أن بناء الهيكل قانوني، وحق لليهود، بناء على قرار الملك كورش. ويطلق نداء لاستمرار اليهود في بناء بيت الرب (عزرا 6: 7-12).
* واكتمل البناء في السنة السادسة للملك داريوس:
"15 وَكَمِلَ هذَا الْبَيْتُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ الْمَلِكِ" عزرا 6.
باسم أدرنلي