كنيسة بلا جدران

الرد على شبهات صفنيا

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
1: 17-18

الآيات: "17 وَأُضَايِقُ النَّاسَ فَيَمْشُونَ كَالْعُمْيِ، لأَنَّهُمْ أَخْطَأُوا إِلَى الرَّبِّ، فَيُسْفَحُ دَمُهُمْ كَالتُّرَابِ وَلَحْمُهُمْ كَالْجِلَّةِ. 18 لاَ فِضَّتُهُمْ وَلاَ ذَهَبُهُمْ يَسْتَطِيعُ إِنْقَاذَهُمْ في يَوْمِ غَضَبِ الرَّبِّ، بَلْ بِنَارِ غَيْرَتِهِ تُؤْكَلُ الأَرْضُ كُلُّهَا، لأَنَّهُ يَصْنَعُ فَنَاءً بَاغِتًا لِكُلِّ سُكَّانِ الأَرْضِ»" صفنيا 1.
الاعتراض: ما هذه الوحشية التي تقولها الآيات؛ هل الله بهذه القصوة فعلا! يضرب شعبه بالعمى، ويجعل دمهم كالتراب ولحمهم كالنفايات ويفنيهم!؟
الرد: للرد على هذا النقد المنطقي والطبيعي، نقول الآتي:
أخي المعترض، الله ليست له أي علاقة بهذه الوحشية، ونحن نتفق معك في هذا الوصف. بل النبي صفنيا يقدم تحذيرًا إلهيًا لإسرائيل، وبالتحديد المملكة الجنوبية يهوذا؛ التي بعدما رأوا المملكة الشمالية السامرة تكابد الأمرين من السبي الأشوري، لم تتعظ. بل استمرت في الشر وعبادة الأوثان؛ والله يحذرها فيما هو مزمع أن يحدث لها عن طريق مملكة بابل القادمة والكلدانيين. فهذا ما سيعمله الكلدانيين بشعب إسرائيل، وليس الله!
كيف يحدث هذا، نعلم أن الله حامي شعبه إسرائيل؛ لكن عندما شعب إسرائيل يبتعد عن عبادة الرب ويتبع الشر وعبادة الأوثان؛ يرفع الله يد الحماية عن شعبه. فيتسلط عليه الأمم، ويفظعوا بهم، كما نرى من الآيات.

شرح موسع:
وهذا النهج الذي فيه يرفع الرب يد الحماية عن شعبه، فيتسلط عليه أعداءه. نراه من بداية تأسيس إسرائيل كأمة في أرض الموعد؛ من سفر يشوع والقضاة. حيث نرى من الآية التالية، المبدأ بوضوح الشمس:
"12 فَلَمْ يَتَمَكَّنْ بَنُو إسْرَائِيلَ لِلثُّبُوتِ أمَامَ أعْدَائِهِمْ. يُدِيرُونَ قَفَاهُمْ أمَامَ أعْدَائِهِمْ لأَنَّهُمْ مَحْرومُونَ، وَلاَ أعُودُ أَكُونُ مَعَكُمْ إِنْ لَمْ تُبِيدُوا الْحَرَامَ مِنْ وسَطِكُمْ." يشوع 7.
"1 وَصَعِدَ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ الْجِلْجَالِ إِلَى بُوكِيمَ وقَالَ: «قَدْ أَصْعَدْتُكُمْ مِنْ مِصْرَ وَأَتَيْتُ بِكُمْ إلَى الأَرْضِ الَّتِي أَقْسَمْتُ لآبَائِكُمْ، وَقُلْتُ: لاَ أَنْكُثُ عَهْدِي مَعَكُمْ إِلَى الأَبَدِ. 2 وَأَنْتُمْ فَلاَ تَقْطَعُوا عَهْداً مَعَ سُكَّانِ هَذِهِ الأَرْضِ. اهْدِمُوا مَذَابِحَهُمْ. وَلَمْ تَسْمَعُوا لِصَوْتِي. فَمَاذَا عَمِلْتُمْ؟ 3 فَقُلْتُ أَيْضاً: لاَ أَطْردهُمْ مِنْ أمَامِكُمْ بَلْ يَكُونُونَ لَكُمْ مُضَايِقِينَ، وَتَكُونُ آلِهَتُهُمْ لَكُمْ شَرَكاً»." قضاة 2.
وفيما يلي المعاناة التي كابدتها إسرائيل في الطور الأول من تأسيسها، بسبب ترك الرب:
* فَعَمِلَ بَنُو إسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إسْرَائِيلَ، فَبَاعَهُمْ بِيَدِ كُوشَانَ رشَعْتَايِمَ مَلِكِ أَرَامِ النَّهْريْنِ لمدة ثماني سنين (القضاة 3: 7-8).
* وزاغ أيضًا إسرائيل عن طريق الرب، فشدد الرب عجلون ملك موآب، مع الأموريين وعماليق، عليهم وحكموهم لمدة ثماني عشرةَ سنة (القضاة 3: 12-14).
* وفعل بنو إسرائيل الشر في عيني الرب، فأسقطهم الرب بيد يابين ملك كنعان لمدة عشرين سنة، فاستنجد بنو سرائيل بالرب، فأرسل لهم الرب النبية والقاضية دبورة (القضاة 4).
* "وَعَمِلَ بَنُو إِسْرَائِيلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، فَدَفَعَهُمُ الرَّبُّ لِيَدِ مِدْيَانَ سَبْعَ سِنِينَ." (القضاة 6)؛ فأرسل لهم جدعون. 
* وتكرر نفس التمرد من بني إسرائيل مرارًا وتكرارًا، فسلمهم ليد الفلسطينيين والعمونيين لمدة ثماني عشر سنة (يشوع 10: 6-9).
* كذلك أخضعهم لسيطرت الفلسطينيين لمدة أربعين سنة (القضاة 13: 1).
* وبعد هذا أجرى الله قضاءً على بني بنيامين بسبب الرجاسة التي ارتكبوها باختصاب أحد نساء بني لاوي. فحرك الرب بني إسرائيل لتأديبهم فقُتل في ذلك اليوم خمسة وعشرين ألف وستمائة رجل (القضاة 20)؛ وكان كنتيجة لهذا، أن قبيلة بنيامين بأكملها تقريبًا قُطعت من إسرائيل (القضاة 21: 6-7)؛ وانتهى سفر القضاة بتلك المأساة الكبرى. 
* وحتى على عصر آخر قاضي من عصر القضاة، صموئيل النبي؛ الله أدب الشعب لأن قلبه زاغ عنه، فقتل منهم 4000 رجل بكسرهم في الحرب أمام الفلسطينيين (1 صموئيل 3: 21).
* وأسلمهم للهزيمة النكراء بعدها، بعدما نكلوا باستخدام تابوت عهد الرب، وهم بلا عهد ولا أمانة مع رب التابوت! فقتل منهم مرة ثانية 30 ألف رجل (1 صموئيل 4: 10).
* وبعدها أدبهم الرب بعدما أرجع بنفسه تابوت عهد الرب: "وَضَرَبَ مِنَ الشَّعْبِ خَمْسِينَ أَلْفَ رَجُلٍ وَسَبْعِينَ رَجُلاً" 1 صموئيل 6: 19.
فنحن هنا نتكلم عن فترة زمنية استمرت نحو 300 سنة؛ كانوا محتلين منها 111 سنة؛ وقتل منهم على الأقل 104,670 رجل!! وهذا يظهر لنا لم أن الله ليس عنده محاباة، القوانين التي أدان بها شعوب أرض كنعان، سائرة على شعبه أيضًا. وهذه صورة تختلف كليًا عن الديانات الزائفة، التي تجد فيها دائمًا عنصر مدح الذات، عدم نقل السلبيات، وترويج ثقافة نحن أفضل شعب، الله معنا في كل حال!!!

باسم أدرنلي