الآيات: "1 وَحْيٌ عَلَى نِينَوَى. سِفْرُ رُؤْيَا نَاحُومَ الأَلْقُوشِيِّ. 2 اَلرَّبُّ إِلهٌ غَيُورٌ وَمُنْتَقِمٌ. الرّبُّ مُنْتَقِمٌ وَذُو سَخَطٍ. الرّبُّ مُنْتَقِمٌ مِن مُبْغِضِيهِ وَحَافِظٌ غَضَبَهُ علَى أَعْدَائِهِ. 3 الرَّبُّ بَطِيءُ الْغَضَبِ وَعَظِيمُ الْقُدْرَةِ، وَلكِنَّهُ لاَ يُبَرِّئُ الْبَتَّةَ. الرَّبُّ فِي الزَّوْبَعَةِ، وَفِي الْعَاصِفِ طَرِيقُهُ، وَالسَّحَابُ غُبَارُ رِجْلَيْهِ" ناحوم 1.
مقارنة مع يونان 4 "11 أَفَلاَ أَشْفَقُ أَنَا عَلَى نِينَوَى الْمَدِينَةِ الْعَظِيمَةِ الَّتِي يُوجَدُ فِيهَا أَكْثَرُ مِنِ اثْنَتَيْ عَشَرَةَ رِبْوَةً مِنَ النَّاسِ الَّذِينَ لاَ يَعْرِفُونَ يَمِينَهُمْ مِنْ شِمَالِهِمْ، وَبَهَائِمُ كَثِيرَةٌ؟»"
الاعتراض: في النص الأول الله يتوعد بنينوى، واعدًا ايَّاها بانتقامه وغضبه! والثانية، يشفق على نينوى! ألا ترى مزاج الله متضارب بين النصين!!؟
الرد: للرد على هذا النقد المنطقي، نقول الآتي:
أولا: الله لا يتغير أبدًا، "الرَّبُّ رَحِيمٌ وَرَؤُوفٌ، طَوِيلُ الرُّوحِ وَكَثِيرُ الرَّحْمَةِ. (المزامير 103: 8). لكنه يترك الأشرار، يمهلهم لفترات طويلة جدًا؛ قد تصل إلى مئات السنين. لكن في النهاية يختم على تأديب الإنسان والشعوب.
ثانيًا: آية يونان تحمل حدث صار سنة 760 ق.م.؛ بينما نبوءة ناحوم حدثت سنة 697 ق.م.، أي بعدها بحوالي 60 عامًا. طبعًا ممكن أن تتغير الشعوب في عشرات السنين؛ ويمهلها الله، ويعاملها بالإحسان. لكنه في النهاية يختم على تأديبها. وهذا ما حدث لشعب إسرائيل نفسه؛ حتى قاد الرب ليعاقبه على يد الأشوريين والبابليين، والفرس...إلخ؛ "11 لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ" (رومية 2).
ونرى هذه المفارقة بين إحسان الله للأتقياء، وعقابه التأديبي للأشرار، في نفس سفر ناحوم. فبعد آية المعترض ببعض آيات، يقول:
"7 صَالِحٌ هُوَ الرَّبُّ. حِصْنٌ فِي يَوْمِ الضَّيقِ، وَهُوَ يَعْرِفُ الْمُتَوَكِّلِينَ عَلَيْهِ" ناحوم 1.
فلا تضارب بين النصوص؛ نفس الإله الرحيم المُحب، هو أيضًا الأب المؤدب لمصلحة الإنسان والشعوب. لكن المؤكد في الأمر، أن الله ليس ضارًا (والعياذ بالله)، كما تصوره ديانات ثانية. كل ما يفعله الله من عقاب للبشر، هو دائمًا لهدف صالح لإصلاح الإنسان.
باسم أدرنلي