The Open Church

الرد على شبهات Ezekiel

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
7: 2

الآيات:  "2 وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأَرْضِ إِسْرَائِيلَ: نِهَايَةٌ! قَدْ جَاءَتِ النِّهَايَةُ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ"
أيضًا أيوب 37 "3 تَحْتَ كُلِّ السَّمَاوَاتِ يُطْلِقُهَا، كَذَا نُورُهُ إِلَى أَكْنَافِ الأَرْضِ (أي زوايا الأرض)"
وأيوب 38 "12 لِيُمْسِكَ بِأَكْنَافِ الأَرْضِ، فَيُنْفَضَ الأَشْرَارُ مِنْهَا؟"
وأشعياء 11 "12 وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ، وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ، وَيَضُمُّ مُشَتَّتِي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ"
ورؤيا 20 "8 وَيَخْرُجُ لِيُضِلَّ الأُمَمَ الَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ: جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ، الَّذِينَ عَدَدُهُمْ مِثْلُ رَمْلِ الْبَحْرِ"
ورؤيا 7 "1 وَبَعْدَ هذَا رَأَيْتُ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ، مُمْسِكِينَ أَرْبَعَ رِيَاحِ الأَرْضِ لِكَيْ لاَ تَهُبَّ رِيحٌ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ عَلَى الْبَحْرِ، وَلاَ عَلَى شَجَرَةٍ مَا"
الاعتراض: هل الارض مربعة أو لها أربعة زوايا!!! أي خرافة هذه؟؟
الرد: للرد على هذا الاعتراض، نقول الآتي:
أولا: ما هو تفسير النصوص السابقة؟
إن العامل المشترك في جميع النصوص الشعرية السابقة، هو موضوع سلطان الله المتحكم والسائد على الأرض، ودينونته للأشرار. لذلك الوحي يشبه الأرض ببطانية لها أربعة أطراف، يقف على كل طرف منها ملاك، لينفضها من الحشرات والقش والغبار الذي علق بها على مدار الليل والهدوء. وهذه الصورة يوضحها أيوب بدقة كما نرى أعلاه، بقوله: "12 لِيُمْسِكَ بِأَكْنَافِ الأَرْضِ، فَيُنْفَضَ الأَشْرَارُ مِنْهَا؟" (أيوب 38).  كذلك الله يمهل الأشرار ويكون ساكن معهم سكون الليل إلى حين؛ إلى أن يأت الوقت ويطلع النهار، فينفض الله غبارهم، حشراتهم وقشهم منها. وترجع نظيفة وصالحة للنوم مرة أخرى للصالحين، كما كانت. وهي عملية بسيطة كان يفعلها الناس في القديم كل الوقت، بعدما ينامون في البر؛ وتشبيه رائع ليصوِّر طريقة تمعامل الله مع الأشرار الذي على الأرض.
ثانيًا: إن التعابير: "زوايا الأرض" "أكناف الأرض" "أطراف الأرض"، موجودة فقط إمَّا في الأسفار النبوية (مثل أشعياء، حزقيال والرؤيا)؛ أو الشعرية (مثل أيوب)؛ ولن يستطع المعترض أن يورد أي مثال آخر من أسفار من نوع آخر.  بل نجدها فقط في الأسفار التي تستخدم الأدب الشعري التشبيهي.
ثالثًا: التعابير الشعرية لا تؤخذ دائمًا بشكل حرفي. إن وحي الأسفار النبوية والأسفار الشعرية، يستخدم رموزًا وتشابيهًا شعرية؛ لذلك في علم التفسير لجميع الأشعار، لا تؤخذ التعابير والتشابيه الشعرية دائمًا بشكل حرفي، بل أحيانًا تؤخذ بشكل تشبيهي تمثيلي، مجازي ورمزي.
فعندما يصف مثلا الشاعر أحمد شوقي قصر أنس الوجود وقد غرق بعضه في الماء، وانتصب بعضه في الفضاء، فيقول:
قِف بِتِلكَ القُصورِ  في  اليَمِّ غَرقى        مُمسِكاً  بَعضُها  مِنَ  الذُعرِ  بَعضا
مؤكد أننا لا نقدر أن نفترض أنه يتكلم هنا بشكل حرفي، بأن عمدان القصر خائفون من الغرق، لذلك يمسكون ببعضهم البعض من الذعر!! بل هو تشبيه مجازي جميل.
رابعًا: لا يمكن قياسها بشكل علمي. فتلك التعابير هي صور وتشابيه شعرية نجدها في الأدب القديم، ولا يجوز أن تقاس بالمقاييس العلمية أبدًا؛ لسبب بسيط، وهو أن هدفها ليس العلم.  فإذا أردنا أن نقيس شعر أحمد شوقي السابق من منظور علمي، سنستنتج أن الشاعر هنا، إما كان تحت تأثير المخدرات أو الخمور أو قد فقد عقله، وهذا خطأ!!
مثال آخر يبين أهمية عدم الخروج عن هدف النص: إذا كتب عالم فلك مثلا شعر لحبيبته، وقال لها: "وجهك كإشراق الشمس"؛ لا يحق لعالم آخر أن يحكم على شعره من منظار فكلي!! أن يقول عنه مثلا أنه ارتكب خطأ علمياً فادحا؛ لأن الشمس لا تشرق، بل هي قائمة في مكانها، والأرض هي التي تدور حولها...إلخ!!  فالقضية الهامة هنا التي لا ينتبه لها الكثير من النقاد، هي أنه طالما العالم السابق لم يقصد أن يقدم محاضرة علمية بتلك القصيدة، بل ببساطة كتب شعر لحبيبته؛ لا يحق للناقد أن يقيس شعره بالمقاييس والحقائق العلمية، لأنه ليس هدفه العلم، بل الغزل.  
هكذا كلمة الله، هدفها روحي لتغيير حياة الإنسان الروحانية والأدبية؛ ولم يوحي بها الله لكي يقدم للإنسان محاضرة علمية، لذلك لا يجوز أن تقاس بالمعايير العلمية، لأن هدفها ليس العلوم.
خامسًا: جدير بالذكر أيضًا، أنه حتى لو كان هدف الوحي الكتابي روحي وأدبي، لكن هذا لا يعني أنه خال من الإعجاز العملي. لذلك نرى أن سفري أشعياء وأيوب من الأسفار أعلاه، اللذان استخدما تعابير: "أكناف الأرض" و "أطراف الأرض"، كشفا عن حقيقتين علميتين عن الأرض، لا يمكن أن يدركهما كاتب عادي في زمنهما، إلا إذا أوحى لهما خالق الكون بهذا.
مثلا أشعياء الذي أورده المعترض، الذي قال أعلاه: "أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ"، يؤكد لاحقًا في وحيه أن الأرض كروية: "22  الْجَالِسُ عَلَى كُرَةِ الأَرْضِ (أو دائرة الأرض) وَسُكَّانُهَا كَالْجُنْدُبِ. الَّذِي يَنْشُرُ السَّمَاوَاتِ كَسَرَادِقَ، وَيَبْسُطُهَا كَخَيْمَةٍ لِلسَّكَنِ" أشعياء 40.  ونفس سفر أيوب الذي أورده الناقد، الذي يقول أعلاه مرتين: "أكناف الأرض"، يؤكد أن الأرض معلقة على لا شيء: "7  يَمُدُّ الشَّمَالَ عَلَى الْخَلاَءِ، وَيُعَلِّقُ الأَرْضَ عَلَى لاَ شَيْءٍ." أيوب 26!!!
فكيف لأشعياء الذي قال "أطراف الأرض" أن يعرف أن الأرض كروية أو دائرية سنة 720 قبل الميلاد؟؟!! وكيف لأيوب الذي قال "أكناف الأرض"، الذي كتب سفره 2000 عام قبل الميلاد، أن يعرف أن الأرض معلقة على لا شيء؟؟ إلا إذا كان الله الخالق فعلا من أوحى لهما بهذا.

باسم ادرنلي

9: 6

الآيات:  "6 اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ"

الاعتراض:  أي إله هذا الذي يأمر بقتل الشيوخ، النساء والأطفال؟؟ أين إله المحبة الذي تروجونه؟؟

الرد: إن النص أعلاه، بحسب معظم المفسرين المسيحيين، ليس له علاقة بالبشر؛ والله فيه لا يدعو أحد لذبح أحد، بل يتكلم عن ماذا سيحدث في أواخر الأيام؛ عندما يرسل الله ملائكته ليدين الأشرار على الأرض. فكما يؤكد القديس أوريجين (186-253 م، من الاسكندرية، مصر)، أن العلامة التي وضعها الرب على جباه المؤمنين الأمناء (علامة تاڤ بالعبري "ת"، بحسب النص العبري الأصلي) [Keil & Delitzsch]. كانت في عبرية تلك الأيام شبيهة بإشارة الصليب أو إكس (+ أو x).
ويراها آباء الكنيسة كإشارة نبوية لخلاص المسيح وحماية جميع المؤمنين به من يوم الحساب المرعب، الذي هو الموت الثاني، حيث يقول عنهم: "هؤُلاَءِ لَيْسَ لِلْمَوْتِ الثَّانِي سُلْطَانٌ عَلَيْهِمْ" رؤيا 20؛ حيث فيه  سيرسل المسيح ملائكته ليجازي الأشرار:
"27 فَإِنَّ ابْنَ الإِنْسَانِ (أي المسيح) سَوْفَ يَأْتِي فِي مَجْدِ أَبِيهِ مَعَ مَلاَئِكَتِهِ، وَحِينَئِذٍ يُجَازِي كُلَّ وَاحِدٍ حَسَبَ عَمَلِهِ" متى 16.
ففي نص حزقيال 9 (وهو نص أوحي حولي 600 سنة قبل المسيح)، نرى تشابهًا كبيرًا بينه وبين ما أخبرنا اياه وحي سفر الرؤيا (أوحي بالمسيح)؛ فنرى نفس العناصر مجتمعة؛ منها:
الملائكة وبيدهم عدتهم المهلكة لإبادة الأشرار:
حزقيال 9 "2 وَإِذَا بِسِتَّةِ رِجَال مُقْبِلِينَ مِنْ طَرِيقِ الْبَابِ الأَعْلَى الَّذِي هُوَ مِنْ جِهَةِ الشِّمَالِ، وَكُلُّ وَاحِدٍ عُدَّتُهُ السَّاحِقَةُ بِيَدِهِ ..."
رؤيا 9 "4 وَقِيلَ لَهُ أَنْ لاَ يَضُرَّ عُشْبَ الأَرْضِ وَلاَ شَيْئاً أَخْضَرَ وَلاَ شَجَرَةً مَا، إِلَّا النَّاسَ فَقَطِ..."

المسيح وقديسيه، يعطيهم سمة حماية على جباههم، والأحداث تدور في أورشليم والهيكل:
حزقيال 9 "2 ... وَفِي وَسْطِهِمْ رَجُلٌ لاَبِسٌ الْكَتَّانَ..3 ... فَدَعَا الرَّجُلَ اللاَّبِسَ الْكَتَّانِ الَّذِي دَوَاةُ الْكَاتِبِ عَلَى جَانِبِهِ، فَدَخَلُوا وَوَقَفُوا جَانِبَ مَذْبَحِ النُّحَاسِ. 4 وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اعْبُرْ فِي وَسْطِ الْمَدِينَةِ، فِي وَسْطِ أُورُشَلِيمَ، وَسِمْ سِمَةً عَلَى جِبَاهِ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَئِنُّونَ وَيَتَنَهَّدُونَ عَلَى كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الْمَصْنُوعَةِ فِي وَسْطِهَا».... 6 اَلشَّيْخَ وَالشَّابَّ وَالْعَذْرَاءَ وَالطِّفْلَ وَالنِّسَاءَ، اقْتُلُوا لِلْهَلاَكِ. وَلاَ تَقْرُبُوا مِنْ إِنْسَانٍ عَلَيْهِ السِّمَةُ، وَابْتَدِئُوا مِنْ مَقْدِسِي». فَابْتَدَأُوا بِالرِّجَالِ الشُّيُوخِ الَّذِينَ أَمَامَ الْبَيْتِ"
رؤيا 7 "1 وَبَعْدَ هَذَا رَأَيْتُ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ.. 3 قَائِلاً: «لاَ تَضُرُّوا الأَرْضَ وَلاَ الْبَحْرَ وَلاَ الأَشْجَارَ، حَتَّى نَخْتِمَ عَبِيدَ إِلَهِنَا عَلَى جِبَاهِهِمْ». 4 وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: «اعْبُرْ فِي وَسْطِ الْمَدِينَةِ، فِي وَسْطِ أُورُشَلِيمَ، وَسِمْ سِمَةً عَلَى جِبَاهِ الرِّجَالِ الَّذِينَ يَئِنُّونَ وَيَتَنَهَّدُونَ عَلَى كُلِّ الرَّجَاسَاتِ الْمَصْنُوعَةِ فِي وَسْطِهَا»." رؤيا 7
رؤيا 14 "1 ثُمَّ نَظَرْتُ وَإِذَا حَمَلٌ وَاقِفٌ عَلَى جَبَلِ صِهْيَوْنَ، وَمَعَهُ مِئَةٌ وَأَرْبَعَةٌ وَأَرْبَعُونَ أَلْفاً، لَهُمُ اسْمُ أَبِيهِ مَكْتُوباً عَلَى جِبَاهِهِمْ (علامة للحماية) .... 17 ثُمَّ خَرَجَ مَلاَكٌ آخَرُ مِنَ الْهَيْكَلِ الَّذِي فِي السَّمَاءِ، مَعَهُ أَيْضاً مِنْجَلٌ حَادٌّ (لإبادة الأشرار من الأرض الذي ليس عليهم سمة الرب 18- 20)"

إن نص حزقيال 9  يصور وحي نبوي عما سيحدث يوم الآخرة؛ ونعم هو بشع جدًا؛ وما نراه في النصوص، هو مجرد صورة بشعة باهتة، أقل بكثير من بشاعة هلاك البشر يوم الدينونة هلاكًا أبديًا. لكن هناك نصوص أخرى تتكلم عن أمر الله لشعبه بقتل أناس، لكن حيثياتها مختلفة تمامًا (راجع تعليقي على: يشوع 6: 24  و11: 10-15)

باسم ادرنلي

11: 8-10

الآيات: "8 فَزِعتُم مِنَ السَّيفِ فأنا أجلُبُ علَيكُمُ السَّيفَ، يقولُ السَّيِّدُ الرّبُّ 9 وَأُخْرِجُكُمْ مِنْ وَسْطِهَا وَأُسَلِّمُكُمْ إِلَى أَيْدِي الْغُرَبَاءِ، وَأُجْرِي فِيكُمْ أَحْكَامًا  10 بِالسَّيْفِ تَسْقُطُونَ. فِي تُخْمِ إِسْرَائِيلَ أَقْضِي عَلَيْكُمْ، فَتَعْلَمُونَ أَنِّي أَنَا الرَّبُّ"

الاعتراض: ألا تظهر الآيات السابقة تحريضًا من الله على السيف والقتل؟؟ أين إله المحبة الذي تدعونه؟؟

الرد: إن الآيات السابقة لا تحرض على السيف والقتل، وليس لها علاقة بالله أصلا. بل ببساطة، بسبب خطية الشعب في تركه للرب ولشريعته وعبادته للأوثان، الله أعلن ليهوذا (وهي مملكة إسرائيل الجنوبية) أنهم بسبب رجاساتهم وأوثانهم وابتعادهم عنه، سيرفع يد الحماية عنهم أمام عدوان نبوخذنصر ملك بابل الذي ينوي أن يحاربهم؛ فسيسقطون في يده ويموتون. وذلك بحسب تعبيرة في الآيات أعلاه "وَأُسَلِّمُكُمْ إِلَى أَيْدِي الْغُرَبَاءِ"؛ أي أن الذي سيقتلهم بالسيف هو ليس الله، بل نبوخذنصر وبابل الأشرار والمتمردين على الله؛ كما يصفهم الله في نبوءة حزقيال، قائلا:
"12 وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَابِسَةً وَأَبِيعُ الأَرْضَ لِيَدِ الأَشْرَارِ، وَأُخْرِبُ الأَرْضَ وَمِلأَهَا بِيَدِ الْغُرَبَاءِ. أَنَا الرَّبَّ تَكَلَّمْتُ" حزقيال 30
لذلك وحتى لو كان الله قد سمح بأن يؤدَّب شعبه بواسطة بابل بسبب إثمهم، هذا لا يعني أن البابليين أبرياء من مسؤولية هذا العدوان. لذلك الله ينبئ نبيه إرميا أنه سيعاقب البابليين بسبب عدوانهم ضد شعب إسرائيل، بعدما يتم قصد الله من جهة شعبه:
"17 إِسْرَائِيلُ غَنَمٌ مُتَبَدِّدَةٌ. قَدْ طَرَدَتْهُ السِّبَاعُ. أَوَّلاً أَكَلَهُ مَلِكُ أَشُّورَ، ثُمَّ هذَا الأَخِيرُ، نَبُوخَذْرَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ هَرَسَ عِظَامَهُ 18 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ وَأَرْضَهُ كَمَا عَاقَبْتُ مَلِكَ أَشُّورَ" إرميا 50.
ملاحظات جانبية:
إن سفر حزقيال بخصوص هذا الأمر، يستعرض في وحيه أمرين فريدين لن تراهما في أي كتاب أو ديانة عبر كل العصور:
أولا، نقد لاذع بدون تحيز:
لقد أكد الله أن شعب إسرائيل أصبح أشر من الأمم الوثنية التي طردها الرب من أمامهم، فقال:
"6 فَخَالَفَتْ أَحْكَامِي بِأَشَرَّ مِنَ الأُمَمِ، وَفَرَائِضِي بِأَشَرَّ مِنَ الأَرَاضِي الَّتِي حَوَالَيْهَا، لأَنَّ أَحْكَامِي رَفَضُوهَا وَفَرَائِضِي لَمْ يَسْلُكُوا فِيهَا" حزقيال 5
تصور هذا النقد الصادق الموضوعي اللاذع الذي يقدمه الله لهم!! أن يصف شعبه إسرائيل بأنهم أصبحوا أسوأ من الأمم الوثنية التي حولهم!! لن تجد شيء كهذا في أي ديانة وجدت عبر كل العصور. فدائما رب الديانات الزائفة، يقف مع أصحاب ديانته دائمًا، يمدحهم، ولا يذم بهم؛ أكانوا صالحين أم طالحين!!
الثاني، الله يقضى لهم ما قضى به على الأمم الوثنية التي طردها من أمامهم:
"12  ثُلُثُكِ يَمُوتُ بِالْوَبَإِ، وَبِالْجُوعِ يَفْنَوْنَ فِي وَسْطِكِ. وَثُلُثٌ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ مِنْ حَوْلِكِ، وَثُلُثٌ أُذَرِّيهِ فِي كُلِّ رِيحٍ، وَأَسْتَلُّ سَيْفًا وَرَاءَهُمْ"
وهذا أيضًا لن تجده في أي ديانة عبر كل العصور؛ الله يتعامل مع أصحاب ديانته، بنفس المعايير والعدالة التي يتعامل بها مع الأمم الأخرى، حتى أعداءهم، مما يؤكد أن النص يتكلم عن الله بالحقيقة!!!! وصدق الله فعلا الله كلامه، حيث حذرهم عندما أعطاهم الأرض قائلا:
"24 بِكُلِّ هذِهِ لاَ تَتَنَجَّسُوا، لأَنَّهُ بِكُلِّ هذِهِ قَدْ تَنَجَّسَ الشُّعُوبُ الَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ 25 فَلاَ تَقْذِفُكُمُ الأَرْضُ بِتَنْجِيسِكُمْ إِيَّاهَا كَمَا قَذَفَتِ الشُّعُوبَ الَّتِي قَبْلَكُمْ (نفس المعايير تمامًا)" تثنية 18.
مجدًا لك يا أيها الرب الصادق، العادل، والأمين.

باسم ادرنلي

12: 14

الآيات: "14 وَأُذَرِّي فِي كُلِّ رِيحٍ جَمِيعَ الَّذِينَ حَوْلَهُ لِنَصْرِهِ، وَكُلَّ جُيُوشِهِ، وَأَسْتَلُّ السَّيْفَ وَرَاءَهُمْ"

الاعتراض: نرى هنا الله في الكتاب المقدس، مُغرم بالسيف والقتل وبمطاردة الإنسان!! أين محبة الله التي تعلمون عنها دائمًا؟

الرد:

إن الآيات السابقة لا تحرض على السيف والقتل، وليس لها علاقة بالله أصلا. بل ببساطة، بسبب خطية الشعب في تركه للرب ولشريعته وعبادته للأوثان، الله أعلن ليهوذا (وهي مملكة إسرائيل الجنوبية) أنهم بسبب رجاساتهم وأوثانهم وابتعادهم عنه، سيرفع يد الحماية عنهم أمام عدوان نبوخذنصر ملك بابل الذي ينوي أن يحاربهم؛ فسيسقطون في يده ويموتون. وفي الاية أعلاه، حتى الله ينبئهم بأنه بعدما يسبيهم الملك نابوخذنصر إلى بابل كعبيد؛ لن ينجو هناك من بطش سيفه. وذلك بحسب الآيات التي قبلها: " كَمَا صَنَعْتُ هكَذَا يُصْنَعُ بِهِمْ. إِلَى الْجَلاَءِ إِلَى السَّبْيِ يَذْهَبُونَ" حزقيال 12: 11. أي أن الذي سيقتلهم بالسيف هو ليس الله، بل نبوخذنصر وبابل الأشرار والمتمردين على الله؛ كما يصفهم الله في نبوءة حزقيال، قائلا:
"12 وَأَجْعَلُ الأَنْهَارَ يَابِسَةً وَأَبِيعُ الأَرْضَ لِيَدِ الأَشْرَارِ، وَأُخْرِبُ الأَرْضَ وَمِلأَهَا بِيَدِ الْغُرَبَاءِ. أَنَا الرَّبَّ تَكَلَّمْتُ" حزقيال 30

لذلك وحتى لو كان الله قد سمح بأن يؤدَّب شعبه بواسطة بابل بسبب إثمهم، هذا لا يعني أن البابليين أبرياء من مسؤولية هذا العدوان. لذلك الله ينبئ نبيه إرميا أنه سيعاقب البابليين بسبب عدوانهم ضد شعب إسرائيل، بعدما يتم قصد الله من جهة شعبه:
"17 إِسْرَائِيلُ غَنَمٌ مُتَبَدِّدَةٌ. قَدْ طَرَدَتْهُ السِّبَاعُ. أَوَّلاً أَكَلَهُ مَلِكُ أَشُّورَ، ثُمَّ هذَا الأَخِيرُ، نَبُوخَذْرَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ هَرَسَ عِظَامَهُ 18 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ وَأَرْضَهُ كَمَا عَاقَبْتُ مَلِكَ أَشُّورَ" إرميا 50.
ملاحظات جانبية:
إن سفر حزقيال بخصوص هذا الأمر، يستعرض في وحيه أمرين فريدين لن تراهما في أي كتاب أو ديانة عبر كل العصور:
أولا، نقد لاذع بدون تحيز:
لقد أكد الله أن شعب إسرائيل أصبح أشر من الأمم الوثنية التي طردها الرب من أمامهم، فقال:
"6 فَخَالَفَتْ أَحْكَامِي بِأَشَرَّ مِنَ الأُمَمِ، وَفَرَائِضِي بِأَشَرَّ مِنَ الأَرَاضِي الَّتِي حَوَالَيْهَا، لأَنَّ أَحْكَامِي رَفَضُوهَا وَفَرَائِضِي لَمْ يَسْلُكُوا فِيهَا" حزقيال 5
تصور هذا النقد الصادق الموضوعي اللاذع الذي يقدمه الله لهم!! أن يصف شعبه إسرائيل بأنهم أصبحوا أسوأ من الأمم الوثنية التي حولهم!! لن تجد شيء كهذا في أي ديانة وجدت عبر كل العصور. فدائما رب الديانات الزائفة، يقف مع أصحاب ديانته دائمًا، يمدحهم، ولا يذم بهم؛ أكانوا صالحين أم طالحين!!
الثاني، الله يقضى لهم ما قضى به على الأمم الوثنية التي طردها من أمامهم:
"12  ثُلُثُكِ يَمُوتُ بِالْوَبَإِ، وَبِالْجُوعِ يَفْنَوْنَ فِي وَسْطِكِ. وَثُلُثٌ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ مِنْ حَوْلِكِ، وَثُلُثٌ أُذَرِّيهِ فِي كُلِّ رِيحٍ، وَأَسْتَلُّ سَيْفًا وَرَاءَهُمْ"
وهذا أيضًا لن تجده في أي ديانة عبر كل العصور؛ الله يتعامل مع أصحاب ديانته، بنفس المعايير والعدالة التي يتعامل بها مع الأمم الأخرى، حتى أعداءهم، مما يؤكد أن النص يتكلم عن الله بالحقيقة!!!! وصدق الله فعلا الله كلامه، حيث حذرهم عندما أعطاهم الأرض قائلا:
"24 بِكُلِّ هذِهِ لاَ تَتَنَجَّسُوا، لأَنَّهُ بِكُلِّ هذِهِ قَدْ تَنَجَّسَ الشُّعُوبُ الَّذِينَ أَنَا طَارِدُهُمْ مِنْ أَمَامِكُمْ 25 فَلاَ تَقْذِفُكُمُ الأَرْضُ بِتَنْجِيسِكُمْ إِيَّاهَا كَمَا قَذَفَتِ الشُّعُوبَ الَّتِي قَبْلَكُمْ (نفس المعايير تمامًا)" تثنية 18.
مجدًا لك يا أيها الرب الصادق، العادل، والأمين.

باسم ادرنلي

14: 9

الآيات: "9 فَإِذَا ضَلَّ النَّبِيُّ وَتَكَلَّمَ كَلاَماً فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ أَضْلَلْتُ ذَلِكَ النَّبِيَّ، وَسَأَمُدُّ يَدِي عَلَيْهِ وَأُبِيدُهُ مِنْ وَسَطِ شَعْبِي إِسْرَائِيلَ."
الاعتراض: هل يعقل أن الله يضل الأنبياء، بحسب الآية!! كيف ممكن أن نثق بوحيه إذا كان هذا الكلام صحيح!؟
الرد: للرد على الجزئية الأولى من الاعتراض؛ نقول إن التفسير التقليدي لهذا النص، بحسب نصوص كثيرة أوضح سنستعرضها لاحقًا، هو أن الله ليس من يضل الإنسان. بل الله يسلم جميع من يطلب الضلال والشر، للضلال والشر؛ احترامًا لإرادة الإنسان الحربة التي وهبه اياها. فإذا استمر الإنسان برفض يد الله الممتدة له لهدايته واستمر بكبريائه واعتداده بذاته. عندها يسلم الله الإنسان للضلال، فيضلهم الشيطان ويسحبهم لطرق الضلال والموت. ففي النص أعلاه الله يسلم الأنبياء الكذبة للشيطان، فيضلهم، وليس الله الذي يضلهم. 
وللرد على الشطر الثاني للمعترض؛ نعم نثق مئة بالمئة بوحي الله، فلو نجح الأنبياء الكذبة في إضلال الناس، لما قرأنا روايات كهذه في الوحي أبدًا، لأن الله فضحها لنا ونقلها لنا عن طريق الأنبياء الصادقين؛ الذين حفظهم الله لينقلوا وحيه الكامل، الذي رسالته كاملة منزهه عن الخطأ. فحُسن التبليغ من الأنبياء للناس، هي في النهاية مسؤولية الله وليس الإنسان. فإذا الأنبياء لن يُسحنوا تبليغ الناس برسالة الله، فكيف يختارهم الله وهو يعلم بالمستقبل!؟ فإذا يعلم مسبقًا أنهم لم يُحسنوا التبليغ، فلماذا يختارهم إذا؟؟ لذلك، عصمة الوحي وحفظه، هما في النهاية مسؤولية الله القادر على كل شيء.
 
تفسير موسع:
وفيه سنعتمد بالأكثر على آيات من العهد القديم، لكي يكون ردنا دقيقًا بحسب سياق آية العهد القديم التي استشهد بها المعترض:

أولا، الله يريد الخير والهداية لجميع الناس:
"9 الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ" مزمور 145. 
"8 اَلرَّبُّ صَالِحٌ وَمُسْتَقِيمٌ، لِذلِكَ يُعَلِّمُ الْخُطَاةَ الطَّرِيقَ 9 يُدَرِّبُ الْوُدَعَاءَ فِي الْحَقِّ، وَيُعَلِّمُ الْوُدَعَاءَ طُرُقَهُ" مزمور 25.
فالهداية هي نعمة الله يوفرها للخطاة، إذا كان قلبهم منفتح لقبول الحق وتواضعوا تحت يده، ونبذوا الكبرياء والاعتداد بالنفس. كلمة الودعاء المذكورة في النص "عنفيم עֲנָוִים"، تعني المتواضعين. وهي أبرز فضيلة تحلى بها النبي موسى، حيث قال عنه الرب:
"3 وَأَمَّا الرَّجُلُ مُوسَى فَكَانَ حَلِيمًا (نفس الكلمة، متواضعًا) جِدًّا أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ النَّاسِ الَّذِينَ عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ" العدد 12.
وحتى الله يريد الهداية لأشر الأشرار، تصور!
"23 هَلْ مَسَرَّةً أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ؟ يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ. أَلاَ بِرُجُوعِهِ عَنْ طُرُقِهِ فَيَحْيَا؟" حزقيال 18.

ثانيًا، لماذا يسلم الله الناس للضلال؟
"6 أَنَّ آبَاءَنَا خَانُوا وَعَمِلُوا الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ إِلهِنَا وَتَرَكُوهُ، وَحَوَّلُوا وُجُوهَهُمْ عَنْ مَسْكَنِ الرَّبِّ وَأَعْطَوْا قَفًا... 8 فَكَانَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ، وَأَسْلَمَهُمْ لِلْقَلَقِ وَالدَّهْشِ وَالصَّفِيرِ كَمَا أَنْتُمْ رَاؤُونَ بِأَعْيُنِكُمْ" 2 أخبار 29.
نلاحظ هنا في الآية من التعابير: خانوا، عملوا الشر، تركوا الرب، وتركوا عبادته. بعدها في العدد 8، أسلمهم الرب ليد الأمم الأشرار. كيف؟ عن طريق رفع يد الحماية عنهم، وتركهم لمشيئتهم الشريرة ولسطوة الشيطان من خلال أعوانه – الناس الأشرار.
"11 وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ، 12 لِكَيْ يُدَانَ جَمِيعُ الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ." 2 تسالونيكي 2.
فمن عبارة " الَّذِينَ لَمْ يُصَدِّقُوا الْحَقَّ، بَلْ سُرُّوا بِالإِثْمِ"، نعلم أن هذا يفعله الله لمن يعرف الحق، ويختار أن يفعل الإثم ويجد مسرته به!

ثالثًا، لكن ما معنى " فَأَنَا الرَّبَّ قَدْ أَضْلَلْتُ ذَلِكَ النَّبِيَّ"؟
لكي نفهم هذه الجزئية، نحتاج أن ندرس نصوص أخرى من العهد القديم وضحت هذه النقطة أكثر، نصوص أخرى. مثل:
"22 ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ (الشيطان) وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22 فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ، فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هكَذَا. 23 وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هؤُلاَءِ، وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَرّ»." 1 ملوك 22
وكيف قررنا أن كلمة "الروح" مقصود بها الشيطان؟ من قصة أيوب، يقول الوحي أن الشيطان وقف أمام الرب، وطلب من الرب أن يجرب أيوب (أيوب 1: 6-12  و2: 1-6). 
لكن أيضًا نرى من القصة أن الله يسمح للشيطان أن يجرب الإنسان بالشرور، لكن يعطيه حدود؛ إلى أي مدى يقدر أن يمس الإنسان:
"12 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ، وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ».." أيوب 1.
"6 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: «هَا هُوَ فِي يَدِكَ، وَلكِنِ احْفَظْ نَفْسَهُ»" أيوب 2.

رابعًا، كلمة "النبي" المذكورة، تتكلم عن نبي الأصنام:
جدير بالذكر أيضًا أن كلمة "النبي" المذكورة في آية المعترض (حزقيال 14: 9)، تتكلم عن نبي كذاب يشجع الشعب على عبادة الأصنام، وليس نبي الله الحقيقي. وأيضًا في الآيات المُوَضِّحة، 1 ملوك 22: 13؛ تتكلم عن أنبياء آخاب؛ حيث يخاطبه النبي ميخا ويقول: "رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِكَ هؤُلاَءِ." 
ومن هم هؤلاء الأنبياء؟ نرى النبي إيليا يوضح من هم، ويقول: " ثُمَّ قَالَ إِيلِيَّا لِلشَّعْبِ: «أَنَا بَقِيتُ نَبِيًّا لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ الْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلاً" 1 ملوك 18: 22. وفي هذه الآية يؤكد أنه بقي وحده كنبي، "وأنبياء البعل"، أي أنبياء الأوثان عددهم 450.

خامسًا، لكن الآية تقول إن الرب هو من أضلَّ الأنبياء وليس الشيطان، لماذا؟
لإبراز سلطان الله السائد كل سلطان آخر. فحتى عندما الشيطان يعذب البشر، لا يقدر أن يفعل هذا، إلا تحت سلطان الله وبإذن منه. وهو حاشا أن يكون الند لله، كما يتصور الكثير من الناس!! بل الوحي يؤكد أن الند والمقابل للشيطان، هو الملاك ميخائيل، رئيس ملائكة النور؛ وليس الله والعياذ بالله. الله هو الخالق، صاحب كل سلطان في السماء وعلى الأرض. والسلطان الإلهي ذاته طبعًا ينطبق على المسيح، الذي لا يمكن فصله عن الذات الإلهية:
"18 فَتَقَدَّمَ يَسُوعُ وَكَلَّمَهُمْ قَائِلاً: «دُفِعَ إِلَيَّ كُلُّ سُلْطَانٍ فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ" متى 28.
حيث الوحي يصور المسيح نبويًا، أي قبل مجيئه بأكثر من 700 سنة، بذراع الرب:
"16 فَرَأَى أَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانٌ، وَتَحَيَّرَ مِنْ أَنَّهُ لَيْسَ شَفِيعٌ. فَخَلَّصَتْ ذِرَاعُهُ لِنَفْسِهِ، وَبِرُّهُ هُوَ عَضَدَهُ" أشعياء 59.
فكما أنه لا فصل بين الله وذراعه، هكذا لا فصل بين الله والمسيح، لأنه الذراع التنفيذي لله.
باسم أدرنلي

16: 25

الآيات: "25 فِي رَأْسِ كُلِّ طَرِيق بَنَيْتِ مُرْتَفَعَتَكِ وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ، وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ"
الاعتراض: كيف كتاب مقدس ينقل تعابير نابية جنسية لا تليق، مثل "وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ"!!؟؟
الرد: عادة هذا النمط من النصوص، يسيء ففهما النقاد. سوء فهمهم لها يأتي من عدم إدراك هدف طبيعة الله والطريقة التي يتواصل بها مع الإنسان! لذلك نقول الآتي: 
أولاً، الله يصور للإنسان واقعه المُخزي:
هذه الآيات مرتبطة بأفعال الناس الشريرة المخزية ولا تمس قداسة الله بشيء. بل العكس تمامًا، هي تبرز كم الله طاهر وكيف يرى خطايانا؛ كما وصفه النبي حبقوق: "عَيْنَاكَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَنْظُرَا الشَّرّ" (حبقوق 1: 13). بواسطة هذه الآية المقززة أعلاه، التي تزعزع مشاعر كل إنسان شرقي طبيعي يقرأها. الله يريد أن يواجه الإنسان بواسطة صورة صعبة ليفهمه القليل عن عظم الفحشاء التي يعيش بها؛ وكأنه يقول له: "هذا هو جانب قليل عن حالتك الروحية والخلقية؛ فهل تريد أن تبقى هكذا (كالزانية التي فرجت رجالاها لك عابر!)، أم تريد أن يغير الله حياتك؟"
فإذا قال الله للشعب أنك أخطأت خطية عظيمة جدًا؛ هل فعلا سيدرك حجمها وحيثياتها فعلاً؟ 
أليس هذا ما نفعله في حياتها اليومية للتواصل مع الآخرين. إذا صديقك جرحك بكلمة صعبة جدًا، وقلت له أنت جرحتني كثيرًا بهذه الكلمة فقط؛ لست أظنه سيدرك فعلا حجم الجرح الذي تسببه لك. أما إذا قلت له مثلا: "صدقني لو طعنتني بسكين، لكان أهون علي من تلك الكلمة". هذا تعبير شنيع وبشع، لكن ممكن أن تستخدمه، لكي تشرح للآخر كم الكلمة التي قالها كانت جارحة لك. 
كم عظمة إلهنا المجيد الذي يصر على أن يُفَهِّم الإنسان حالته، ويستعرض له الحق ويده لتغييره! مجدًا لك أيها الإله العظيم. أما الديانات الوثنية، لأنها خالية من الله ومن أي قوة، الذي ابتكرها، لم يؤسسها على التفهيم طبعًا. لأنه لا قوة فيها ولا حق، لذلك كلها قائمة على التهديد الوعيد وجهنم والعذاب، لأنها كاذبة! فهذه الآيات بالعكس تمامًا، تعكس عظمة الله من خلال إصراره على تفهيم الإنسان لحالته الروحية وبرنامجه لعلاجه وإصلاحه.
إذا الصور التي تختص بخطايا البشر لا تؤثر على قداسة الله، بل ردود أفعال الله على خطايا البشر هي التي تبت. لذلك ردود أفعال الله هي الخلاصة الهامة التي يريدنا الله أن ندركها ونتعلمها من خلال كل الكتاب المقدس. 
ثانيًا، الله يكشف للإنسان القليل عن بشاعة عبادة الأوثان في عينيه: 
إن الوحي يستخدم هذه التشابيه ليس لكي يكشف عورة النساء كما يظن أصحاب العقول المريضة من النقاد. بل الله يستخدم صورة قريبة من واقع الإنسان والشعوب، ليفهم الإنسان عن مدى بشاعة عمله وحالته الروحية والخلقية. لذلك يقول الله كيف الشعب يخونه؛ مُصَوِّرًا ذاته بالزوج الذي تخونه زوجته! فيستخدم في سياق النص أعلاه عبارة "15 فَاتَّكَلْتِ عَلَى جَمَالِكِ، وَزَنَيْتِ عَلَى اسْمِكِ.."؛ أي زنيت على الزوج الذي تسميتي باسمه - الرب!! 
لذلك نرى في آية المعترض بشكل خاص، وفي كل الأصحاح بشكل عام، أمرين:
1- عندما نتبنى الشر وعبادة الأوثان، نخون اسم الرب الذي دعينا عليه. وهي حقيقة دائمًا يذكرنا بها الرب: "شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ" (2 أخبار 7: 14).
2- باتباع الشر وترك الرب، يتنجس الإنسان بأقصى درجات الرجاسة والخيانة والصورة المقززة التي استعرضها المعترض أعلاه: "وَرَجَّسْتِ جَمَالَكِ، وَفَرَّجْتِ رِجْلَيْكِ لِكُلِّ عَابِرٍ وَأَكْثَرْتِ زِنَاكِ". بحيداننا عن الرب وعيشنا في الشر، ندوس على نعمة الرب العظيمة ونستخف بها. ونعض يد الرب التي أنقذتنا ونحن في اقصى الحضيض، ورفعتنا لنكون ذات أعلى كرامة بين خلائقه – أبناءه (يوحنا 1: 12)! كما يوضح الله إحسانه لشعبه، وكيف انتشله من الحضيض، في نفس سياق الأصحاح الذي أخذ المعترض الآية منه:
"8 فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ، وَإِذَا زَمَنُكِ زَمَنُ الْحُبِّ. فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ، وَحَلَفْتُ لَكِ، وَدَخَلْتُ مَعَكِ فِي عَهْدٍ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَصِرْتِ لِي. 9 فَحَمَّمْتُكِ بِالْمَاءِ، وَغَسَلْتُ عَنْكِ دِمَاءَكِ، وَمَسَحْتُكِ بِالزَّيْتِ، 10 وَأَلْبَسْتُكِ مُطَرَّزَةً، وَنَعَلْتُكِ بِالتُّخَسِ، وَأَزَّرْتُكِ بِالْكَتَّانِ، وَكَسَوْتُكِ بَزًّا، 11 وَحَلَّيْتُكِ بِالْحُلِيِّ، فَوَضَعْتُ أَسْوِرَةً فِي يَدَيْكِ وَطَوْقًا فِي عُنُقِكِ" حزقيال 16.
فهذه الآيات تظهر أنه ليس لصلاحنا الرب أنعم علينا بارتباطه فيها؛ بل بغنى نعمته ومحبته لنا؛ هو بادر وأنقذنا، وغيرنا، ونقانا...إلخ! فعندما نتركه، نعض يده التي خلصتنا، وأنقذتنا من الحضيص، ورفعتنا لأشرف حالة.

تفسير موسع، إذا أردت:

الله الحقيقي إله التواصل وتفهيم وليس إله تهديد ووعيد:
الوحي الحقيقي لا يصور الله كأنه إله ذات شخصية مهزوزة، وكأنه فقد السيطرة على الإنسان؛ فيلتجئ لأسلوب الوعيد والوعيد، الترغيب والترهيب! وكأن عنده أزمة في القدرة على التعامل والتواصل مع الإنسان؛ لذلك يلتجئ للتهديد والوعيد، ولغة جهنم والنار والعذاب...إلخ، ليجبر الإنسان أن يحترمه ويقدسه (والعياذ بالله). إن الكتاب المقدس يصور الله كإله على ثقة كاملة بذاته؛ لذلك يتواصل مع الإنسان بالحوار؛ مستخدما صور يفهمها، تحرك كل مشاعره، وتستثير أقصى درجات امتعاضه، لكي يفهمه أعماق شره وخطيته، لعلة يتوب ويرجع له. وذلك بهدف إبراز قدرته وخطته لتغيير قلب الإنسان ومصيره. لنأخذ صورة الزوج المغدور من وحي سفر آخر، وكيف نعمة الله واسعة، تقدر دائمًا أن تغير الإنسان التائب:
"1 «قَائِلاً: إِذَا طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ فَانْطَلَقَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَصَارَتْ لِرَجُل آخَرَ، فَهَلْ يَرْجعُ إِلَيْهَا بَعْدُ؟ أَلاَ تَتَنَجَّسُ تِلْكَ الأَرْضُ نَجَاسَةً؟ أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ زَنَيْتِ بِأَصْحَابٍ كَثِيرِينَ! لكِنِ ارْجِعِي إِلَيَّ، يَقُولُ الرَّبُّ" إرميا 3!!!
مفارقة بين نفس الوصية في الكتاب المقدس والقرآن:
وفيه نرى الفرق الشاسع بين الله الذي يُفهِّم الإنسان ليغير داخله؛ وبين "إله" يهدد ويتوعد دون أن يُفهِّم الإنسان شيء!!
فيقول "الله" بحسب قرآن المسمين: 
"إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا" النساء: 48.
"إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ" المائدة: 72.
تقول الآيات: الله لا يغفر لمن أشرك به (فماذا يفهم المشرك من هذا!!)، وأنه بالشرك، قد عمل إثمًا عظيمًا، وأنه سيذهب للنار. لكن نرى هنا أن الله لا يفهم الإنسان عن الصورة بحسب الإنسان، والصورة بحسب الله؟؟ هل ممكن أن يتوب أم لا؟!! بل ينتهع لغة التهديد، مثل الآباء الفاشلين عندما يفقدوا السيطرة على أولادهم، فيلتجئون للغة الصياح والتهديد...إلخ، والعياذ بالله. حاشي أن يكون الله الحقيقي بهذه الصورة المهينة!
أما الله الحقيقي، فعندما يقول للإنسان المبتعد عنه، خطاب كهذا: 
"20 وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ" حزقيال 23
"11 مِنْ أَجْلِ أَنَّكِ قَدْ نَجَّسْتِ مَقْدِسِي بِكُلِّ مَكْرُهَاتِكِ وَبِكُلِّ أَرْجَاسِكِ، فَأَنَا أَيْضًا أَجُزُّ وَلاَ تُشْفُقُ عَيْنِي، وَأَنَا أَيْضًا لاَ أَعْفُو. 12 ثُلُثُكِ يَمُوتُ بِالْوَبَإِ، وَبِالْجُوعِ يَفْنَوْنَ فِي وَسْطِكِ. وَثُلُثٌ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ مِنْ حَوْلِكِ، وَثُلُثٌ أُذَرِّيهِ فِي كُلِّ رِيحٍ، وَأَسْتَلُّ سَيْفًا وَرَاءَهُمْ" حزقيال 5
هنا الله يفهم الإنسان مدى بشاعة خطية تركه وتقديس آلهات أخرى، ويشرح معنى هذا (تركه أو تفضيل أي شيء عنه، وليس فقط عبادة وثن). وبعدها يستعرض للإنسان العواقب الأرضية (وليس التهديد بجهنم الأبدية)؛ كنتيجة لرفع الله يد الحماية عنهم، وتركهم لشر الأمم التي حولهم!!
لكن الرب أيضًا يظهر كم هو رحيم عظيم في نفس الوقت كما قلنا؛ فيظهر للشعب قدرته على تغييرهم غفران خطاياهم، وإعادة احتضانهم:
"8 فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ، وَإِذَا زَمَنُكِ زَمَنُ الْحُبِّ. فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ، وَحَلَفْتُ لَكِ، وَدَخَلْتُ مَعَكِ فِي عَهْدٍ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَصِرْتِ لِي" حزقيال 16.
لماذا يحتاج الله تعابير فاضحة كهذه في وحيه؟
الجواب هو أن الله لا يحتاج أن يورد نصوصًا كهذه في كلمته المقدسة، لكن الإنسان هو الذي يحتاج إلى نصوص كهذه، لكي يدرك القليل عن حقيقة بشاعة شر أعماله وحالته الروحية!! صور تزلزل الأبدان، وتضفي على الإنسان الشرقي، أقصى درجات الامتعاض والانزعاج والإدراك بجدية الشر الذي يعيش فيه الشعب. 
إن الخطية هي ليست خطأ يرتكبه الإنسان فحسب؛ فهي ليست أن يجيب الإنسان مثلاً: 1 + 1 = 3 بدلا من 2. 
إن الكتاب يسمي الخطية بالتعدي على الله شخصيًا:
"كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضًا. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي" (1 يوحنا 3: 4)
ولهذا جاء المسيح ليضع حلا يبرِّئ الإنسان من تلك التعديات "إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ" (عبرانيين 9: 15). مجدًا لك أيها الرب العظيم.
باسم أدرنلي

18: 20

الآيات:  "20 اَلنَّفْسُ الَّتِي تُخْطِئُ هِيَ تَمُوتُ. اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الابْنِ. بِرُّ الْبَارِّ عَلَيْهِ يَكُونُ، وَشَرُّ الشِّرِّيرِ عَلَيْهِ يَكُونُ"
مقارنة مع  رومية 5 "12 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ....  14 لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ، الَّذِي هُوَ مِثَالُ الآتِي"
الاعتراض الأول:  كيف يُعلِّم كتابكم في رومية أن البشر ورثوا الخطية الأصلية من آدم؛ لكن في نفس الوقت، يعلم في حزقيال أن ذنب كل إنسان عليه يكون؛ فكيف يحمِّل الله البشر ذنب خطية آدم إذًا؟
الرد:  إن الناقد كما يبدو لم يقرأ جيدًا ما تقوله الآيات في رومية!! وهي تتكلم عن وراثة نتائج خطية آدم وليس خطية آدم الشخصية ذاتها؛ ونتائج الخطية تتمحور في ثلاث أركان أساسية مترابطة مع بعضها البعض:
أولا: وراثة الطبيعة الخاطئة من آدم كما سماها آباء الكنيسة؛ أو ولادة الإنسان بنفس تميل إلى الخطية وعكس الصالح (راجع أيضًا رومية 7: 18-20).  فآية رومية أعلاه تقول أنه:  "بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ"؛  أي أن آدم فتح باب هذا العالم للخطية ولمعرفة الشر، بتمرده على الله ورفضه لسيادة الله عليه وعلى العالم الذي أعطاه السلطان عليه (تكوين 1: 28-30  و2: 15). وهذا جعل إبليس يسلب سلطان آدم على العالم منه لأنه أقوى منه، ويسيطر على البشر والعالم (لوقا 4: 6).
ثانيًا: دخول الموت على حياة البشر، فالآية لا تقل أننا ورثنا خطية آدم الشخصية ذاتها، التي يتكلم عنها الناقد في حزقيال!! بل الموت الذي نتج عنها: " لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ". أي أنه قبل أن يخطي البشر بإرادتهم كما أكد نفس عدد  "12... إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ"، وهم أجنة في أرحامهم، ساد الموت عليهم، ويولدون فيه.  وحتى أحيانا يصاب الجنين بالموت وهو في رحم أمه، أي قبل أن يفعل شرًا أم خيرًا. أيضًا عبارة "على شبه تعدي آدم"، تؤكد أن الموت يسود علينا ليس بسبب خطية آدم الشخصية ذاتها؛ وإلا لقال: "بسبب خطية آدم" بدل من "عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ".  فالموت ساد على البشر، بمشابهة حلول الموت على آدم بسبب تعديه على أمر الله؛ مما يؤكد حلول الموت علينا، كما حل عليه لأننا من نسله؛ وليس بسبب خطيته الشخصية ذاتها كما يدعي المعترض؛ بل بسبب سقوط العالم في يد الموت بسببه.
ثالثًا: ولادة البشر خارج الجنة، دون أن يعطيهم الله فرصة أن يكونوا فيها إلى أن يخطئوا، كما أعطى آدم وحواء. لذلك ولد البشر في الأرض التي لعنها الله بسبب خطية آدم، حيث قال: "17 ... مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ ... 19 بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ (اي دخل الموت على حياة آدم وذريته، كما قلنا في النقطة السابقة)" تكوين 3.  ونرى هذا في آيات رومية مثل "12  .. كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ ....  14 لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى... " أي  تحول العالم الذي عندما خلقه الله، قال عنه "31 ورأى الله كلَّ ما عمله فإذا هو حسنٌ جدًا.." إلى عالم يسود عليه الكد والتعب، الخطية والموت. فما هو ذنب ذرية آدم أن تولد خارج الجنة؟ لماذا لا تعطى لهم الفرصة في الجنة، كما أعطيت لآدم وحواء، قبل سقوطهما؟!!
إذًا الناقد قد بنى نقده على فكرة مغلوطة أصلا، وهي أن وحي رومية 5، يدعي أن البشر ورثوا خطية آدم ذاتها، وهذا فكرة مغلوط تمامًا!!  لقد ورث البشر نتائج خطية آدم، وليس خطية آدم الشخصية ذاتها؛ فكما قال الأب أنطونيوس فكري، في تفسيره لرومية 5: 12 " ونلاحظ أننا نموت لا بخطية آدم، بل بطبيعة آدم وبسبب خطايانا التي نصنعها بإرادتنا نحن."  لذلك لا تعارض بين آية حزقيال أعلاه " اَلابْنُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الأَبِ، وَالأَبُ لاَ يَحْمِلُ مِنْ إِثْمِ الابْنِ" مع آيات رومية 5، لأن رومية تتكلم عن وراثة نتائج خطية آدم، وليس خطية آدم الشخصية ذاتها، التي يتكلم عنها حزقال.


الاعتراض الثاني: لماذا يجب أن يؤثر قرار آدم على جميع البشر؟
الرد: إن مسؤولية القائد هامة جدًا في تحديد مصير أمته، وهو أمر لا يمكن أن ينكره أحد كظاهرة اجتماعية سياسية نراها كل الوقت في العالم الذي حولنا.  فقرارات أي قائد لأي دولة، قد تؤثر على جميع الساكنين فيها؛ وحتى ممكن أن يجعل حياتهم جحيم على مدار عشرات السنين بسبب قراراته الخاطئة غير الحكيمة.  وممكن أن يجعل السكان فقراء وبؤساء، وتكون الدولة من أغنى الدول في البترول والموارد الطبيعية.  مثل قرار صدام حسين سنة 1980، عندما أعلن رسميًا حربه على إيران التي استمرت 8 سنين، وراح ضحيتها حوالي 1.2 مليون شخص، وخسائر مادية حوالي 400 مليار دولار (وهي تعادل ميزانية السودان لمدة 40 عام؛ التي عدد سكانها مساوي للعراق). وهذه الحرب قلبت العراق من دولة غنية جدًا بنفس مستوى دول الخليج، إلى دولة يسودها النزاعات والصراعات والتشتت، ومعظم سكانها يعيشون تحت مستوى خط الفقر.  كذلك قرار آدم الخاطئ،  لم يكن قرارًا شخصيًا يخصه وحده فقط؛ فالله خلق الكل جيد في حياة آدم؛ ووضعه كخليفة له على الأرض؛ وأعطاه سلطانًا كاملاً عليها ليعملها ويحفظها ويتسلط عليها (تكوين 1: 28  و2: 15)؛ فكان آدم وهو في ظل حماية الله، قادر على طرد إبليس من الجنة.  لكن في نفس الوقت، خلق الله الإمكانية لآدم لأن يرفضه، ويخرجه من عالمه (من خلال شجرة معرفة الخير والشر، تكوين 2: 9  و17)؛ لأن الله أعطاه إرادة حرة روحية.  
أما آدم، فاختار أن يرفض الله ويكون هو سيد نفسه (بحسب إغراء الشيطان لحواء "تكونان كألله"، تكوين 3: 5)، وأهم نتيجة لذلك القرار على باقي البشر، كانت  أن ألأرض الكاملة التي خلقها الله، أصبحت تحت لعنة الله بسبب رفض سيادته عليها: "17.. مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ." تكوين 3. فأصبحت مكان صعب ومتعب للعيش: "9 بِعَرَقِ وَجْهِكَ تَأْكُلُ خُبْزًا..." تكوين 3؛ بعدما أخذ آدم قراره بأن ينزع سيادة الله على حياته وعلى الأرض.


الاعتراض الثالث: دعنا نقول أن قرار آدم أثر على البشر، فهل هذا عدل أن أدفع نتيجة خطية يعملها آدم؟؟
الرد: نعم ليس من العدل أن أدفع أنا الثمن لنتائج خطية آدم، إلا إذا وفر الله لي حلا مجانيًا متاحًا بشكل متساوي لجميع البشر دون تمييز.  فإذا كابد شرطي أضرارًا جسيمة في سيارته الخاصة بسبب تأديته للخدمة الأمنية منها، ليس من العدل أن يدفع هو بشكل شخصي ثمن الأضرار الأمنية؛ إلا إذا وهبته الدولة سيارة جديدة عوضًا عنها؛ عندها سوف لا يكون هذا ظلم؛ خاصة إذا وهبته سيارة أفضل منها؛ كما فعل الله للبشر من خلال كفارة المسيح.   فهذا ما فعله الله تمامًا، وفر للبشر تلك الإمكانية للنجاة من الجحيم وعقاب الخطية. وهذا ما يؤكده وحي رومية 5، لكي يفسر لنا لماذا بادر الله بخلاص مجاني لجميع البشر بغنى نعمته:
" 15  وَلَكِنْ لَيْسَ كَالْخَطِيَّةِ هَكَذَا أَيْضاً الْهِبَةُ (يعني الهبة فاقت بكثير مقدار الخطية). لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ وَاحِدٍ مَاتَ الْكَثِيرُونَ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً نِعْمَةُ اللهِ وَالْعَطِيَّةُ بِالنِّعْمَةِ الَّتِي بِالإِنْسَانِ الْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ قَدِ ازْدَادَتْ لِلْكَثِيرِينَ. 16  وَلَيْسَ كَمَا بِوَاحِدٍ قَدْ أَخْطَأَ هَكَذَا الْعَطِيَّةُ. لأَنَّ الْحُكْمَ مِنْ وَاحِدٍ لِلدَّيْنُونَةِ وَأَمَّا الْهِبَةُ فَمِنْ جَرَّى خَطَايَا كَثِيرَةٍ لِلتَّبْرِيرِ. 17  لأَنَّهُ إِنْ كَانَ بِخَطِيَّةِ الْوَاحِدِ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ بِالْوَاحِدِ فَبِالأَوْلَى كَثِيراً الَّذِينَ يَنَالُونَ فَيْضَ النِّعْمَةِ وَعَطِيَّةَ الْبِرِّ سَيَمْلِكُونَ فِي الْحَيَاةِ بِالْوَاحِدِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ." رومية 5.
جدير بالذكر أن الكثير من النقاد يرفضون فكرة خلاص المسيح المجاني، لأنهم لا يفهمون السبب المنطقي له!! لذلك يجب أن يقرأوا النقطة السابقة لكي يفهموا أن الله في خلاص المسيح المجاني، قد قدم قمة العدالة والأنصاف للبشر من الذي نالوه بسبب قرار آدم الخاطئ؛ وحتى بحسب غنى نعمته، قدم الله للبشر أكثر جدًا مما يستحقون.


الاعتراض الرابع: إذا كان المسيح قد فدى البشر فعلا، لماذا لا يزالون يعيشون بالطبيعة الخاطئة، ولا يزال الموت يسود عليهم، ولا يزالون في الأرض وليس في الجنة!!! فأين الحل الذي عمله المسيح إذًا؟؟
الرد: إن الناقد ببساطة يفترض أن فداء المسيح يعني أن الإنسان سينال كل ميراثه والجنة والحياة الأبدية، بشكل حالي وفوري!! أيضًا يفترض أنه إذا لم يكن رد كل خير له حالي وفوري، هذا يعني أن الفداء ليس حقيقي!! وكلا الافتراضين خاطئين؛ فإذا كان لأب ابن وحيد، وكتب الأب في وصيته كل شيء لابنه؛ فإذا لم يستطع الولد أن يتمتع في الميراث في الحال وأبوه حي، هل هذا يعني أن الوصية وهمية؟؟ بالطبع لا، فهذا المنطق مغلوط كليًا.  إن المسيح فدى الإنسان في كل واحدة من نتائج الخطية، لكن هذا الميراث سيستلمه الإنسان في وقت الله المحدد، وليس في الحال؛ وهذا لا يعني أن الفداء ليس حقيقي طبعًا. وفداء المسيح لنتائج خطية آدم هي كما يلي:
من جهة وراثة الطبيعة الخاطئة الناقصة ووجودنا في جسد مائت وفاسد يسود عليه الموت، لقد أكد الكتاب أنه سيأتي وقت وينتهي كل النقص البشري الذي يعيش به المؤمنين بالمسيح:
"20 فَإِنَّ سِيرَتَنَا نَحْنُ هِيَ فِي السَّمَاوَاتِ، الَّتِي مِنْهَا أَيْضًا نَنْتَظِرُ مُخَلِّصًا هُوَ الرَّبُّ يَسُوعُ الْمَسِيحُ، 21 الَّذِي سَيُغَيِّرُ شَكْلَ جَسَدِ تَوَاضُعِنَا لِيَكُونَ عَلَى صُورَةِ جَسَدِ مَجْدِهِ، بِحَسَبِ عَمَلِ اسْتِطَاعَتِهِ أَنْ يُخْضِعَ لِنَفْسِهِ كُلَّ شَيْءٍ" فيلبي 3.
"53 لأَنَّ هذَا الْفَاسِدَ لاَبُدَّ أَنْ يَلْبَسَ عَدَمَ فَسَادٍ، وَهذَا الْمَائِتَ يَلْبَسُ عَدَمَ مَوْتٍ. 54 وَمَتَى لَبِسَ هذَا الْفَاسِدُ عَدَمَ فَسَادٍ، وَلَبِسَ هذَا الْمَائِتُ عَدَمَ مَوْتٍ، فَحِينَئِذٍ تَصِيرُ الْكَلِمَةُ الْمَكْتُوبَةُ:«ابْتُلِعَ الْمَوْتُ إِلَى غَلَبَةٍ« 55 »أَيْنَ شَوْكَتُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ غَلَبَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟« 56 أَمَّا شَوْكَةُ الْمَوْتِ فَهِيَ الْخَطِيَّةُ، وَقُوَّةُ الْخَطِيَّةِ هِيَ النَّامُوسُ. 57 وَلكِنْ شُكْرًا ِللهِ الَّذِي يُعْطِينَا الْغَلَبَةَ بِرَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ." 1 كورنثوس 15.
أيضًا سيأتي يوم ويغير الله عالم المؤمنين به، إلى عالم كامل مليء بالسلام والفرح:
"1 ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ. 2 وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا 3 وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ" رؤيا 21.
إذا افتراض أن الفداء، يجب أن يعطي نتائج فورية للتخلص من نتائج خطية آدم، هو افتراض مغلوط تمامًا وخاطئ؛ لأن الله في وحيه لم يترك الموضوع ضائعًا، بل عرض لنا خطة مدروسة واضحة للتخلص من نتائج خطية آدم، في توقيته.  والسبب في الانتظار الإلهي، هو إعطاء أكبر فرصة ممكنة للبشر، للتوبة بواسطة فداء المسيح.  بكلمات أخرى، إذا أراد الله أن ينهي الشر في العالم في الحال، هذا يعني أنه سيحسم مصير مُعظم سكان الأرض في الجحيم، وهذا ما لا يريده الله، بل يريد أن يعطي أكبر فرصة من الناس لقبول خلاص المسيح للنجاة:
"9 لاَ يَتَبَاطَأُ الرَّبُّ عَنْ وَعْدِهِ كَمَا يَحْسِبُ قَوْمٌ التَّبَاطُؤَ، لكِنَّهُ يَتَأَنَّى عَلَيْنَا، وَهُوَ لاَ يَشَاءُ أَنْ يَهْلِكَ أُنَاسٌ، بَلْ أَنْ يُقْبِلَ الْجَمِيعُ إِلَى التَّوْبَةِ." 2 بطرس 3.


الاعتراض الخامس: وماذا عن آية " هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي" ألا تؤكد أن الإنسان يكون خاطي وهو في الرحم؟؟
الرد: إن آية: "5 هأَنَذَا بِالإِثْمِ صُوِّرْتُ، وَبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي " مزمور 51؛ لا تعني أن داود كان خاطئًا وهو في الرحم، بل أكد داود بوحي من الله أن والديه خطاة بالطبيعة والفعل. لأن آية رومية 5  نفسها تؤكد أن جميع البشر، بوجودهم في العالم الساقط، والطبيعة الضعيفة، هم أيضًا أخطأوا بمحض إرادتهم، كما تؤكد الآية من عبارة "12... إذ أخطأ الجميع".  فنرى أيضًا أن القضية هي ليست فقط ولادة الإنسان في عالم ساقط، من آباء خطاة؛ بل أن كل إنسان داس وجه هذه الأرض، أخطأ بإرادته أيضًا؛ وحتى الأنبياء جميعهم أخطأوا. لذلك يقول الكتاب: " 23 إِذِ الْجَمِيعُ أَخْطَأُوا وَأَعْوَزَهُمْ مَجْدُ اللهِ (أي أصبحوا عاجزين على تمجيد الله )" رومية 3.  فعبارة داود الصعبة، "َبِالْخَطِيَّةِ حَبِلَتْ بِي أُمِّي"،  التي من المستحيل أن يتفوه بها أي إنسان عاقل عن نفسه!!  لأنها تقال عادة عن أولاد الزنى !!  لكن داود قالها بروح النبوة، لكي يظهر لشعب الرب، أنه مع أنه ملك عظيم، ومن سبط يهوذا، ومن النسل الملكي؛ إلا أنه هو وجميع آباءه خطاة وعاجزين على إرضاء الله، مهما كانوا صالحين.  لذلك أرسل الله الآب المسيح، لكي يقرِّب البشر إليه من خلاله؛ فمن خلال عمل المسيح على الصليب وبعثه من الموت فقط،  يستطيع الإنسان أن يرضي الله ويتبَرَّر أمامه بشكل كامل.


الاعتراض السادس: إذا كان الله يعلم كل شيء، ويعلم أن آدم سيخطئ، لماذا سمح له أن يخطئ؟؟ أو لماذا حتى خلقه بداية ؟؟
الرد: إن الوحي طبعًا يؤكد أن الله كان عالمًا أن آدم سيخطئ، فكان ممكن أن يعمل احتمال من ثلاثة احتمالات:
الأول: أن لا يخلق الإنسان إطلاقًا، لكن إرادة الله أظهرت عكس هذا.
الثاني: أن يخلق الإنسان مثل الحيوانات بدون إرادة حرة، يعمل فقط بالغريزة؛ عندها لا يمكن أن يخلقه على شبهه وصورته طبعًا؛ لكن لم تكن إرادته أن يفعل هذا أيضًا.
الثالث: أن يخلق الإنسان على صورته كشبهه بالتالي تكون له إرادة حرة أن يقبل أو يرفض الله؛ وفي نفس الوقت، أن يكون الله قد أعد له الحل للنجاة حتى قبل خلقه؛  دون أن يتضارب هذا مع إرادة الإنسان الحرة التي وهبه اياها.  وهذا ما يؤكده الوحي تمامًا؛ حيث يؤكد أن خلاص المسيح مُعَد للبشر، من قبل خلق العالم:
" عَالِمِينَ أَنَّكُمُ افْتُدِيتُمْ لاَ بِأَشْيَاءَ تَفْنَى، بِفِضَّةٍ أَوْ ذَهَبٍ، مِنْ سِيرَتِكُمُ الْبَاطِلَةِ الَّتِي تَقَلَّدْتُمُوهَا مِنَ الآبَاءِ، 19 بَلْ بِدَمٍ كَرِيمٍ، كَمَا مِنْ حَمَلٍ بِلاَ عَيْبٍ وَلاَ دَنَسٍ، دَمِ الْمَسِيحِ، 20 مَعْرُوفاً سَابِقاً قَبْلَ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ، وَلَكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ" 1 بطرس 1.
لاحظ قول الوحي عن خلاص المسيح في عبارة: "وَلَكِنْ قَدْ أُظْهِرَ فِي الأَزْمِنَةِ الأَخِيرَةِ مِنْ أَجْلِكُمْ"، والتي تؤكد أن الخلاص مُعدْ، لكن الله أظهره للبشر في الوقت المعين. لأن الوحي يؤكد أن المسيح قد قدم ذاته للبشر، حتى من قبل خلقهم وقبل تأسيس العالم (رؤيا 13: 8).
إذًا خطية آدم، لا تتعارض مع سابق معرفة الله فيها؛ والوحي يظهر أن الله علم بها وأعد لها الحل، حتى قبل أن يخلق الإنسان.

باسم ادرنلي

23: 2 - 8

الآيات: "2 «يَا ابْنَ آدَمَ، كَانَ امْرَأَتَانِ ابْنَتَا أُمٍّ وَاحِدَةٍ، 3 وَزَنَتَا بِمِصْرَ. فِي صِبَاهُمَا زَنَتَا. هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا، وَهُنَاكَ تَزَغْزَغَتْ تَرَائِبُ عُذْرَتِهِمَا. 4 وَاسْمُهُمَا: أُهُولَةُ الْكَبِيرَةُ، وَأُهُولِيبَةُ أُخْتُهَا. وَكَانَتَا لِي، وَوَلَدَتَا بَنِينَ وَبَنَاتٍ. وَاسْمَاهُمَا: السَّامِرَةُ «أُهُولَةُ»، وَأُورُشَلِيمُ «أُهُولِيبَةُ» 5 وَزَنَتْ أُهُولَةُ مِنْ تَحْتِي وَعَشِقَتْ مُحِبِّيهَا، أَشُّورَ الأَبْطَالَ 6 اللاَّبِسِينَ الأَسْمَانْجُونِيَّ وُلاَةً وَشِحَنًا، كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ، فُرْسَانٌ رَاكِبُونَ الْخَيْلَ. 7 فَدَفَعَتْ لَهُمْ عُقْرَهَا لِمُخْتَارِي بَنِي أَشُّورَ كُلِّهِمْ، وَتَنَجَّسَتْ بِكُلِّ مَنْ عَشِقَتْهُمْ بِكُلِّ أَصْنَامِهِمْ. 8 وَلَمْ تَتْرُكْ زِنَاهَا مِنْ مِصْرَ أَيْضًا، لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا فِي صِبَاهَا، وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عِذْرَتِهَا وَسَكَبُوا عَلَيْهَا زِنَاهُمْ. 9 لِذلِكَ سَلَّمْتُهَا لِيَدِ عُشَّاقِهَا، لِيَدِ بَنِي أَشُّورَ الَّذِينَ عَشِقَتْهُمْ. 10 هُمْ كَشَفُوا عَوْرَتَهَا. أَخَذُوا بَنِيهَا وَبَنَاتِهَا، وَذَبَحُوهَا بِالسَّيْفِ، فَصَارَتْ عِبْرَةً لِلنِّسَاءِ. وَأَجْرَوْا عَلَيْهَا حُكْمًا. 
11 فَلَمَّا رَأَتْ أُخْتُهَا أُهُولِيبَةُ ذلِكَ أَفْسَدَتْ فِي عِشْقِهَا أَكْثَرَ مِنْهَا، وَفِي زِنَاهَا أَكْثَرَ مِنْ زِنَا أُخْتِهَا. 
12 عَشِقَتْ بَنِي أَشُّورَ الْوُلاَةَ وَالشِّحَنَ الأَبْطَالَ اللاَّبِسِينَ أَفْخَرَ لِبَاسٍ، فُرْسَانًا رَاكِبِينَ الْخَيْلَ كُلُّهُمْ شُبَّانُ شَهْوَةٍ. 13 فَرَأَيْتُ أَنَّهَا قَدْ تَنَجَّسَتْ، وَلِكِلْتَيْهِمَا طَرِيقٌ وَاحِدَةٌ. 14 وَزَادَتْ زِنَاهَا. وَلَمَّا نَظَرَتْ إِلَى رِجَال مُصَوَّرِينَ عَلَى الْحَائِطِ، صُوَرُ الْكَلْدَانِيِّينَ مُصَوَّرَةًٍ بِمُغْرَةٍ، 15 مُنَطَّقِينَ بِمَنَاطِقَ عَلَى أَحْقَائِهِمْ، عَمَائِمُهُمْ مَسْدُولَةٌ عَلَى رُؤُوسِهِمْ. كُلُّهُمْ فِي الْمَنْظَرِ رُؤَسَاءُ مَرْكَبَاتٍ شِبْهُ بَنِي بَابِلَ الْكَلْدَانِيِّينَ أَرْضُ مِيلاَدِهِمْ، 
16 عَشِقَتْهُمْ عِنْدَ لَمْحِ عَيْنَيْهَا إِيَّاهُمْ، وَأَرْسَلَتْ إِلَيْهِمْ رُسُلاً إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ. 17 فَأَتَاهَا بَنُو بَابِلَ فِي مَضْجَعِ الْحُبِّ وَنَجَّسُوهَا بِزِنَاهُمْ، فَتَنَجَّسَتْ بِهِمْ، وجَفَتْهُمْ نَفْسُهَا. 18 وَكَشَفَتْ زِنَاهَا وَكَشَفَتْ عَوْرَتَهَا، فَجَفَتْهَا نَفْسِي، كَمَا جَفَتْ نَفْسِي أُخْتَهَا. 19 وَأَكْثَرَتْ زِنَاهَا بِذِكْرِهَا أَيَّامَ صِبَاهَا الَّتِي فِيهَا زَنَتْ بِأَرْضِ مِصْرَ. 20 وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ. 21 وَافْتَقَدْتِ رَذِيلَةَ صِبَاكِ بِزَغْزَغَةِ الْمِصْرِيِّينَ تَرَائِبَكِ لأَجْلِ ثَدْيِ صِبَاكِ." حزقيال 23
الاعتراض: كيف يستخدم الكتاب المفترض أن يكون مقدس، تعابير جنسية مقززة كهذه!؟ مثل: "هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا – 2"، "لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا فِي صِبَاهَا، وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عِذْرَتِهَا – 8"، "وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ – 20"!!؟؟
الرد: عادة هذا النمط من النصوص، يسيء ففهما النقاد. سوء فهمهم لها يأتي من عدم إدراك هدف طبيعة الله والطريقة التي يتواصل بها مع الإنسان! لذلك نقول الآتي: 
أولاً، الله يصور للإنسان واقعه المُخزي:
هذه الآيات مرتبطة بأفعال الناس الشريرة المخزية ولا تمس قداسة الله بشيء. بل العكس تمامًا، هي تبرز كم الله طاهر وكيف يرى خطايانا؛ كما وصفه النبي حبقوق: "عَيْنَاكَ أَطْهَرُ مِنْ أَنْ تَنْظُرَا الشَّرّ" (حبقوق 1: 13). بواسطة هذه الآية المقززة أعلاه، التي تزعزع مشاعر كل إنسان شرقي طبيعي يقرأها. الله يريد أن يواجه الإنسان بواسطة صورة صعبة ليفهمه القليل عن عظم الفحشاء التي يعيش بها؛ وكأنه يقول له: "هذا هو جانب قليل عن حالتك الروحية والخلقية؛ فهل تريد أن تبقى هكذا كالزانية التي (عَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ)، أم تريد أن يغير الله حياتك؟"
فإذا قال الله للشعب أنك أخطأت خطية عظيمة جدًا؛ هل فعلا سيدرك حجمها وحيثياتها فعلاً؟ 
أليس هذا ما نفعله في حياتها اليومية للتواصل مع الآخرين. إذا صديقك جرحك بكلمة صعبة جدًا، وقلت له أنت جرحتني كثيرًا بهذه الكلمة فقط؛ لست أظنه سيدرك فعلا حجم الجرح الذي تسببه لك. أما إذا قلت له مثلا: "صدقني لو طعنتني بسكين، لكان أهون علي من تلك الكلمة". هذا تعبير شنيع وبشع، لكن ممكن أن تستخدمه، لكي تشرح للآخر كم الكلمة التي قالها كانت جارحة لك. 
كم عظمة إلهنا المجيد الذي يصر على أن يُفَهِّم الإنسان حالته، ويستعرض له الحق ويده لتغييره! مجدًا لك أيها الإله العظيم. أما الديانات الوثنية، لأنها خالية من الله ومن أي قوة، الذي ابتكرها، لم يؤسسها على التفهيم طبعًا. لأنه لا قوة فيها ولا حق، لذلك كلها قائمة على التهديد الوعيد وجهنم والعذاب، لأنها كاذبة! فهذه الآيات بالعكس تمامًا، تعكس عظمة الله من خلال إصراره على تفهيم الإنسان لحالته الروحية وبرنامجه لعلاجه وإصلاحه.
إذا الصور التي تختص بخطايا البشر لا تؤثر على قداسة الله، بل ردود أفعال الله على خطايا البشر هي التي تبت. لذلك ردود أفعال الله هي الخلاصة الهامة التي يريدنا الله أن ندركها ونتعلمها من خلال كل الكتاب المقدس. 
ثانيًا، الله يكشف للإنسان القليل عن بشاعة عبادة الأوثان في عينيه: 
إن الوحي يستخدم هذه التشابيه ليس لكي يكشف عورة النساء كما يظن أصحاب العقول المريضة من النقاد. بل الله يستخدم صورة قريبة من واقع الإنسان والشعوب، ليفهم الإنسان عن مدى بشاعة عمله وحالته الروحية والخلقية. لذلك يقول الله كيف الشعب يخونه؛ مُصَوِّرًا ذاته بالزوج الذي تخونه زوجته! فيستخدم في سياق النص أعلاه عبارة "5 وَزَنَتْ أُهُولَةُ مِنْ تَحْتِي وَعَشِقَتْ مُحِبِّيهَا.."؛ أي زنيت على الزوج الوفي - الرب!! 
لذلك نرى في آية المعترض بشكل خاص، وفي كل الأصحاح بشكل عام، أمرين:
1- عندما نتبنى الشر وعبادة الأوثان، نخون اسم الرب الذي دعينا عليه. وهي حقيقة دائمًا يذكرنا بها الرب: "شَعْبِي الَّذِينَ دُعِيَ اسْمِي عَلَيْهِمْ" (2 أخبار 7: 14).
2- باتباع الشر وترك الرب، يتنجس الإنسان بأقصى درجات الرجاسة والخيانة والصورة المقززة التي استعرضها المعترض أعلاه: "هُنَاكَ دُغْدِغَتْ ثُدِيُّهُمَا – 2"، "لأَنَّهُمْ ضَاجَعُوهَا فِي صِبَاهَا، وَزَغْزَغُوا تَرَائِبَ عِذْرَتِهَا – 8"، "وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ – 20". بحيداننا عن الرب وعيشنا في الشر، ندوس على نعمة الرب العظيمة ونستخف بها. ونعض يد الرب التي أنقذتنا ونحن في اقصى الحضيض، ورفعتنا لنكون ذات أعلى كرامة بين خلائقه – أبناءه (يوحنا 1: 12)! كما يوضح الله إحسانه لشعبه، في نفس الكتاب، الأصحاح 16:
"8 فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ، وَإِذَا زَمَنُكِ زَمَنُ الْحُبِّ. فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ، وَحَلَفْتُ لَكِ، وَدَخَلْتُ مَعَكِ فِي عَهْدٍ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَصِرْتِ لِي. 9 فَحَمَّمْتُكِ بِالْمَاءِ، وَغَسَلْتُ عَنْكِ دِمَاءَكِ، وَمَسَحْتُكِ بِالزَّيْتِ، 10 وَأَلْبَسْتُكِ مُطَرَّزَةً، وَنَعَلْتُكِ بِالتُّخَسِ، وَأَزَّرْتُكِ بِالْكَتَّانِ، وَكَسَوْتُكِ بَزًّا، 11 وَحَلَّيْتُكِ بِالْحُلِيِّ، فَوَضَعْتُ أَسْوِرَةً فِي يَدَيْكِ وَطَوْقًا فِي عُنُقِكِ" حزقيال 16.
فهذه الآيات تظهر أنه ليس لصلاحنا الرب أنعم علينا بارتباطه فيها؛ بل بغنى نعمته ومحبته لنا؛ هو بادر وأنقذنا، وغيرنا، ونقانا...إلخ! فعندما نتركه، نعض يده التي خلصتنا، وأنقذتنا من الحضيص، ورفعتنا لأشرف حالة.

تفسير موسع:

الله الحقيقي إله التواصل وتفهيم وليس إله تهديد ووعيد:
الوحي الحقيقي لا يصور الله كأنه إله ذات شخصية مهزوزة، وكأنه فقد السيطرة على الإنسان؛ فيلتجئ لأسلوب الوعيد والوعيد، الترغيب والترهيب! وكأن عنده أزمة في القدرة على التعامل والتواصل مع الإنسان؛ لذلك يلتجئ للتهديد والوعيد، ولغة جهنم والنار والعذاب...إلخ، ليجبر الإنسان أن يحترمه ويقدسه (والعياذ بالله). إن الكتاب المقدس يصور الله كإله على ثقة كاملة بذاته؛ لذلك يتواصل مع الإنسان بالحوار؛ مستخدما صور يفهمها، تحرك كل مشاعره، وتستثير أقصى درجات امتعاضه، لكي يفهمه أعماق شره وخطيته، لعلة يتوب ويرجع له. وذلك بهدف إبراز قدرته وخطته لتغيير قلب الإنسان ومصيره. لنأخذ صورة الزوج المغدور من وحي سفر آخر، وكيف نعمة الله واسعة، تقدر دائمًا أن تغير الإنسان التائب:
"1 «قَائِلاً: إِذَا طَلَّقَ رَجُلٌ امْرَأَتَهُ فَانْطَلَقَتْ مِنْ عِنْدِهِ وَصَارَتْ لِرَجُل آخَرَ، فَهَلْ يَرْجعُ إِلَيْهَا بَعْدُ؟ أَلاَ تَتَنَجَّسُ تِلْكَ الأَرْضُ نَجَاسَةً؟ أَمَّا أَنْتِ فَقَدْ زَنَيْتِ بِأَصْحَابٍ كَثِيرِينَ! لكِنِ ارْجِعِي إِلَيَّ، يَقُولُ الرَّبُّ" إرميا 3!!!
مفارقة بين نفس الوصية في الكتاب المقدس والقرآن:
وفيه نرى الفرق الشاسع بين الله الذي يُفهِّم الإنسان ليغير داخله؛ وبين "إله" يهدد ويتوعد دون أن يُفهِّم الإنسان شيء!!
فيقول "الله" بحسب قرآن المسمين: 
"إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا" النساء: 48.
"إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَارٍ" المائدة: 72.
تقول الآيات: الله لا يغفر لمن أشرك به (فماذا يفهم المشرك من هذا!!)، وأنه بالشرك، قد عمل إثمًا عظيمًا، وأنه سيذهب للنار. لكن نرى هنا أن الله لا يفهم الإنسان عن الصورة بحسب الإنسان، والصورة بحسب الله؟؟ هل ممكن أن يتوب أم لا؟!! بل ينتهع لغة التهديد، مثل الآباء الفاشلين عندما يفقدوا السيطرة على أولادهم، فيلتجئون للغة الصياح والتهديد...إلخ، والعياذ بالله. حاشي أن يكون الله الحقيقي بهذه الصورة المهينة!
أما الله الحقيقي، فعندما يقول للإنسان المبتعد عنه، خطاب كهذا: 
"20 وَعَشِقَتْ مَعْشُوقِيهِمِ الَّذِينَ لَحْمُهُمْ كَلَحْمِ الْحَمِيرِ وَمَنِيُّهُمْ كَمَنِيِّ الْخَيْلِ" حزقيال 23
"11 مِنْ أَجْلِ أَنَّكِ قَدْ نَجَّسْتِ مَقْدِسِي بِكُلِّ مَكْرُهَاتِكِ وَبِكُلِّ أَرْجَاسِكِ، فَأَنَا أَيْضًا أَجُزُّ وَلاَ تُشْفُقُ عَيْنِي، وَأَنَا أَيْضًا لاَ أَعْفُو. 12 ثُلُثُكِ يَمُوتُ بِالْوَبَإِ، وَبِالْجُوعِ يَفْنَوْنَ فِي وَسْطِكِ. وَثُلُثٌ يَسْقُطُ بِالسَّيْفِ مِنْ حَوْلِكِ، وَثُلُثٌ أُذَرِّيهِ فِي كُلِّ رِيحٍ، وَأَسْتَلُّ سَيْفًا وَرَاءَهُمْ" حزقيال 5
هنا الله يفهم الإنسان مدى بشاعة خطية تركه وتقديس آلهات أخرى، ويشرح معنى هذا (تركه أو تفضيل أي شيء عنه، وليس فقط عبادة وثن). وبعدها يستعرض للإنسان العواقب الأرضية (وليس التهديد بجهنم الأبدية)؛ كنتيجة لرفع الله يد الحماية عنهم، وتركهم لشر الأمم التي حولهم!!
لكن الرب أيضًا يظهر كم هو رحيم عظيم في نفس الوقت كما قلنا؛ فيظهر للشعب قدرته على تغييرهم غفران خطاياهم، وإعادة احتضانهم:
"8 فَمَرَرْتُ بِكِ وَرَأَيْتُكِ، وَإِذَا زَمَنُكِ زَمَنُ الْحُبِّ. فَبَسَطْتُ ذَيْلِي عَلَيْكِ وَسَتَرْتُ عَوْرَتَكِ، وَحَلَفْتُ لَكِ، وَدَخَلْتُ مَعَكِ فِي عَهْدٍ، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَصِرْتِ لِي" حزقيال 16.
لماذا يحتاج الله تعابير فاضحة كهذه في وحيه؟
الجواب هو أن الله لا يحتاج أن يورد نصوصًا كهذه في كلمته المقدسة، لكن الإنسان هو الذي يحتاج إلى نصوص كهذه، لكي يدرك القليل عن حقيقة بشاعة شر أعماله وحالته الروحية!! صور تزلزل الأبدان، وتضفي على الإنسان الشرقي، أقصى درجات الامتعاض والانزعاج والإدراك بجدية الشر الذي يعيش فيه الشعب. 
إن الخطية هي ليست خطأ يرتكبه الإنسان فحسب؛ فهي ليست أن يجيب الإنسان مثلاً: 1 + 1 = 3 بدلا من 2. 
إن الكتاب يسمي الخطية بالتعدي على الله شخصيًا:
"كُلُّ مَنْ يَفْعَلُ الْخَطِيَّةَ يَفْعَلُ التَّعَدِّيَ أَيْضًا. وَالْخَطِيَّةُ هِيَ التَّعَدِّي" (1 يوحنا 3: 4)
ولهذا جاء المسيح ليضع حلا يبرِّئ الإنسان من تلك التعديات "إِذْ صَارَ مَوْتٌ لِفِدَاءِ التَّعَدِّيَاتِ" (عبرانيين 9: 15). مجدًا لك أيها الرب العظيم.
باسم أدرنلي