كنيسة بلا جدران

الرد على شبهات إرمياء

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
4: 10

الآيات: "10 فَقُلْتُ: [آهِ يَا سَيِّدُ الرَّبُّ حَقّاً إِنَّكَ خِدَاعاً خَادَعْتَ هَذَا الشَّعْبَ وَأُورُشَلِيمَ قَائِلاً: يَكُونُ لَكُمْ سَلاَمٌ وَقَدْ بَلَغَ السَّيْفُ النَّفْسَ]" إرميا 4
الاعتراض: كيف يصف الله أنه خداع؟؟ وبماذا يختلف هذا الوصف عن وصف القرآن لله بأنه مكار؟؟
الرد: للرد على هذا النقد المنطقي والشرعي، نحتاج أن نفسر معنى الكلمة التي هي مفتاح هذه الآية. كلمة "הַשֵּׁ֨א هيسا"، تعني يضل، يفقد الطريق، يُمَيِّع (الرسالة)، يغري (Strong’s). وتُرجِمَتْ في عدة صور، في نفس سفر إرميا. مثل:
"لاَ تَغُشَّكُمْ أَنْبِيَاؤُكُمُ" إرميا 29: 8.
"قَدْ غَرَّكَ تَخْوِيفُكَ" إرميا 49: 16.
فالكلمة، غالبًا ما، تتكلم عن ضلال غير مُدْرَك؛ ممكن فيه أن يظن الإنسان، أنه سائر على الطريق الصحيح. والسؤال الهام هنا هو: 
ما الذي يقصده الوحي في نفس الكلمة ونسبها لله: "حَقّاً إِنَّكَ خِدَاعاً خَادَعْتَ هَذَا الشَّعْبَ"، آية المعترض أعلاه؟
المقصود يفسره نفس سفر إرميا، في استخدامه لنفس الكلمة في مكان آخر:
"39 لِذلِكَ هأَنَذَا أَنْسَاكُمْ نِسْيَانًا، وَأَرْفُضُكُمْ مِنْ أَمَامِ وَجْهِي، أَنْتُمْ وَالْمَدِينَةَ الَّتِي أَعْطَيْتُكُمْ وَآبَاءَكُمْ إِيَّاهَا (القدس)" إرميا 23.
فكلمتا، أنساكم نسيانًا، هي نفس الكلمة " וְנָשִׁיתִי.. נָשֹׁא" أيضًا، متكررة. وهي تفسر الكلمة لآية المعترض، المُفسر معناها أعلاه. المقصود منها أن يتوقف الله عن ملاحقة الإنسان المتمرد على الحق ويريد الضلال، ليُتوبه ويرد نفسه للحق (مزمور 23: 3). فالله بحسب الوحي، هو إله مخلص، بعمنى أنه دائمًا باحث وطالب الإنسان ليغيره؛ فيستمر بملاحقته، وتأنيبه، ليتوب ويرجع له. لكن تصل الأمور إلى حد معين، يتركه ويسلمه الله إلى طريقه الضال، ويختم على تأديبه، كما قال وحي أيوب الصديق:
"14 لكِنَّ اللهَ يَتَكَلَّمُ مَرَّةً، وَبِاثْنَتَيْنِ لاَ يُلاَحِظُ الإِنْسَانُ. 15 فِي حُلْمٍ فِي رُؤْيَا اللَّيْلِ، عِنْدَ سُقُوطِ سَبَاتٍ عَلَى النَّاسِ، فِي النُّعَاسِ عَلَى الْمَضْجَعِ. 16 حِينَئِذٍ يَكْشِفُ آذَانَ النَّاسِ (أي يتكلم معهم بأوضح الطرق، كفرصة أخيرة) وَيَخْتِمُ عَلَى تَأْدِيبِهِمْ" أيوب 33.
وقرار الله النهائي بتأديب شعب إسرائيل، بسبب العناد والاستمرار بعبادة الأوثان؛ هو ما يعلنه الله لنبيه إرميا، من بداية نبوته:
"14 فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «مِنَ الشِّمَالِ يَنْفَتِحُ الشَّرُّ عَلَى كُلِّ سُكَّانِ الأَرْضِ (المقدسة). 15 لأَنِّي هأَنَذَا دَاعٍ كُلَّ عَشَائِرِ مَمَالِكِ الشِّمَالِ (بابل)، يَقُولُ الرَّبُّ، فَيَأْتُونَ وَيَضَعُونَ كُلُّ وَاحِدٍ كُرْسِيَّهُ فِي مَدْخَلِ أَبْوَابِ أُورُشَلِيمَ، وَعَلَى كُلِّ أَسْوَارِهَا حَوَالَيْهَا، وَعَلَى كُلِّ مُدُنِ يَهُوذَا" إرميا 1.
فالله بالتأكيد ليس مكار، وليس مخادع، لكنه بعد الإنذار له المستمر، يتركه لضلاله، لكي يكون مستحقًا التأديب. والوحي يستخدم كلمة التأديب، ليؤكد أن الله ليس ضارًا؛ فكل عقاب يعاقبه الله للبشر، هو لمنفتهم. نعم يتأذوا في الأرض بشكل مؤقت؛ لكي يتوبوا ويكسبوا مصيرهم الأبدي. وهذا يشمل المؤمنين، والكافرين، والجميع؛ لأن الوحي يقول: 
"9 الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ" المزامير 145.

باسم أدرنلي

8: 8

الآيات: كَيْفَ تَقُولُونَ: نَحْنُ حُكَمَاءُ وَشَرِيعَةُ الرَّبِّ مَعَنَا؟ حَقًّا إِنَّهُ إِلَى الْكَذِبِ حَوَّلَهَا قَلَمُ الْكَتَبَةِ الْكَاذِبُ"
الاعتراض: أليست هذه الآية دليل قاطع على تحريف كتاب العهد القديم على الأقل!
الرد: حقيقة بعض النقاد لا يفكرون إلا من خلال التعصب الفكري، المبني على الرفض المُسبق لكلمة الله، وليس البحث عن الحقيقة!! 
ومن الذي نقل الخبر؛ أليس إرميا النبي الصادق؟ وإذا كان إرميا نبي غير صادق، فلماذا تصدقه وتعتبر قوله عن هؤلاء صحيحًا!؟
أولا: كان دائمًا هناك أناس غاشين في خدمة كلمة الله، لكن الوحي حتى لم يذكر أسمائهم، لأن كذبهم كان الله نفسه يفضحه ويحذر الناس منه. والله أيضًا يُحافظ على الأنبياء الأمناء ووحيهم بنفسه.
ثانيًا: بخلاف ديانات ومذاهب ثانية، الفرق بين وحي الكتاب المقدس وأي كتاب آخر، يدعي أصحابه أنه من الله. هو محاسبة الله المباشرة لشعب إسرائيل، وكل القيادات التي فسدت:
"14 فَقَالَ الرَّبُّ لِي: «بِالْكَذِبِ يَتَنَبَّأُ الأَنْبِيَاءُ بِاسْمِي. لَمْ أُرْسِلْهُمْ، وَلاَ أَمَرْتُهُمْ، وَلاَ كَلَّمْتُهُمْ. بِرُؤْيَا كَاذِبَةٍ وَعِرَافَةٍ وَبَاطِل وَمَكْرِ قُلُوبِهِمْ هُمْ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ». 15 «لِذلِكَ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ بِاسْمِي وَأَنَا لَمْ أُرْسِلْهُمْ، وَهُمْ يَقُولُونَ: لاَ يَكُونُ سَيْفٌ وَلاَ جُوعٌ فِي هذِهِ الأَرْضِ: «بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ يَفْنَى أُولئِكَ الأَنْبِيَاء" إرميا 14.
فهناك فرق بين الديانات الباطلة التي تتكلم باسم إله غائب، وهمي لا يحل ولا يربط؛ وبين الله الحقيقي، الذي يجازي البشر الفاسدين ويضربهم بسبب فسادهم، بشكل مباشر، ودون هوادة. فتدخل الله في الكتاب المقدس، مباشر ومُنْبِئْ؛ أي يخبرهم كيف ومتى ولماذا سيموتون؛ ويصدق في قوله، بخلال كل الديانات الباطلة الكاذبة.

باسم أدرنلي

14: 12

الآيات: "12 حِينَ يَصُومُونَ لاَ أَسْمَعُ صُرَاخَهُمْ، وَحِينَ يُصْعِدُونَ مُحْرَقَةً وَتَقْدِمَةً لاَ أَقْبَلُهُمْ، بَلْ بِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ وَالْوَبَإِ أَنَا أُفْنِيهِمْ»" إرميا 14.
الاعتراض: كيف يخطئ الشعب، وعندما يصلي ويريد أن يتوب، لا يسمع الله صلاته، بل يسلمه للسيف والموت؛ أين الرحمة؟
الرد: يقول الوحي، لكل شيء وقت عند الرب. نعم الله يمهل الإنسان/الشعب الخاطئ لوقت طويل، لكي يتوب. لكن يأتي وقت، الذي فيه الرب يختم على عقابه التأديبي:
"4 أَمْ تَسْتَهِينُ بِغِنَى لُطْفِهِ وَإِمْهَالِهِ وَطُولِ أَنَاتِهِ، غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ؟ 5 وَلكِنَّكَ مِنْ أَجْلِ قَسَاوَتِكَ وَقَلْبِكَ غَيْرِ التَّائِبِ، تَذْخَرُ لِنَفْسِكَ غَضَبًا فِي يَوْمِ الْغَضَبِ وَاسْتِعْلاَنِ دَيْنُونَةِ اللهِ الْعَادِلَةِ" رومية 2.
كم هذه الآيات واضحة وثاقبة، تطرح وتفسر كل قضية المعترض أعلاه؟؟ 
عدد 4، يعلن لنا إعلان يملأنا بالفرح والرهبة، في نفس الوقت! الله يعامل الخاطئ باللطف لكي يتوب! "غَيْرَ عَالِمٍ أَنَّ لُطْفَ اللهِ إِنَّمَا يَقْتَادُكَ إِلَى التَّوْبَةِ"!!
لذلك آية المعترض أعلاه، تخبرنا أنه بعدما سبى الله مملكة إسرائيل الشمالية، قبل هذا الحدث بقرابة 150 عامًا (سنة 740 ق.م.)؛ كانت رسالة الأنبياء التحذيرية للمملكة الجنوبية، يهوذا؛ بأن يتوبوا ويتركوا عبادة الأوثان. رسالة استمرت على مدار 150 سنة، ولم يتُب الشعب ولم يتعظ. عندها ختم الرب على تأديبه، عن طريق رفع يده الحامية عنهم، وتسليمه ليد أعدائهم – البابليين! فأي عمل يعمله الله، يبدو لنا قاسٍ؛ لا نقدر أن نعلم نحن البشر المحدودين كم من الوقت انتظرت أناة الرب على الإنسان ليتوب. لذلك يجب أن نثق به، ونثق أنه إله غير ضار للإنسان، انما صالح للكل:
"9 الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ (مؤمنين وكافرين)، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ" المزامير 145.
شرح إضافي:
يستغرب أحيانًا القارئ للوحي، عندما يتواجه مع نصوص تظهر فيها أحكام الله تبدو لنا قاسية؛ وفي نفس الوقت، نراها مقرونة بعبادة "لأن إلى الأبد رحمته". مثل:
"17 الَّذِي ضَرَبَ مُلُوكًا عُظَمَاءَ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. 18 وَقَتَلَ مُلُوكًا أَعِزَّاءَ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ. 19 سِيحُونَ مَلِكَ الأَمُورِيِّينَ، لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ" المزامير 136.
فكيف نقرأ آيات كهذه، يبدو بها تضارب؛ الله الذي ضرب وقتل، وفي نفس الوقت، يقول لنا: "لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ"!!! 
لكن نشكر إلهنا العظيم، بأننا نقدر أن نفهم خلفيات الأمور من خلال دراستنا للوحي الكامل المتكامل نفسه، للنصوص وأوقاتها. أن الله بدأ يتوعد لملوك الأموريين، سنة 2081 ق.م. بسبب شرهم وتقريبهم لأطفالهم للأوثان؛ بقوله لإبراهيم " لأَنَّ ذَنْبَ الأَمُورِيِّينَ لَيْسَ إِلَى الآنَ كَامِلاً" (تكوين 15: 16). وعندما الله عاقب مثلا سيحون ملك الأموريين، بحسب نص مزمور 136 أعلاه، كان سنة 1407 ق.م. (biblehub.com/timeline). أي نرى من الأحداث أن الله انتظر على الأموريين 674 سنة ليتوبوا، بلا جدوى. فيظهر لنا وكأنه غضب الله وليد يومه!! لكن لا يا عزيزي، لا يوجد طول أناة في عالمنا، كأناة الرب. لذلك يقرن هذه الأحكام الصعبة، بعبارة "لأَنَّ إِلَى الأَبَدِ رَحْمَتَهُ". ليؤكد لنا، أن ما فعله الله من أمور صعبة، كانت مقترنة بأناة طويلة لا يمكن لك أيها الإنسان أن تتخيلها.

باسم أدرنلي

16: 3-4

الآيات: "3 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ عَنِ الْبَنِينَ وَعَنِ الْبَنَاتِ الْمَوْلُودِينَ فِي هذَا الْمَوْضِعِ، وَعَنْ أُمَّهَاتِهِمِ اللَّوَاتِي وَلَدْنَهُمْ، وَعَنْ آبَائِهِمِ الَّذِينَ وَلَدُوهُمْ فِي هذِهِ الأَرْضِ: 4 مِيتَاتِ أَمْرَاضٍ يَمُوتُونَ. لاَ يُنْدَبُونَ وَلاَ يُدْفَنُونَ، بَلْ يَكُونُونَ دِمْنَةً عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ، وَبِالسَّيْفِ وَالْجُوعِ يَفْنَوْنَ، وَتَكُونُ جُثَثُهُمْ أُكْلاً لِطُيُورِ السَّمَاءِ وَلِوُحُوشِ الأَرْضِ" إرميا 16.
الاعتراض: ما هذه الوحشية، هل يعقل أن يكون الله بهذه القسوة؛ أن يجعل الله الشعب يموت ولا يقدر حتى أن يدفن موتاه، بل يكونون أكلا لطيور السماء!!؟
الرد: إن هذه الآيات هي ليست قضاء إلهي، وليس لله علاقة بها أصلا! أي ليس الله من سيقوم بهذه الفظائع! فالمعترض يبني كل نقده على افتراض خاطئ كليًا!
القضية هنا، هي أن الله حذر مملكة يهوذا (المملكة الجنوبية لإسرائيل)، عما مزمع أن يحدث لهم عن طريق الاحتلال البابلي، إذا استمروا في حالة الرفض للتوبة، ترك الأوثان، والرجوع إلى الله. بكلمات أخرى، الله بسبب خطئهم، وابتعادهم عنه، بالرغم من تحذيره لهم على مدار 150 سنة على الأقل! قرر أن يرفع يد الحماية الإلهية عنهم، ويسلمهم لشر المحتل البابلي:
"7 ثُمَّ بَعْدَ ذلِكَ قَالَ الرَّبُّ: أَدْفَعُ صِدْقِيَّا مَلِكَ يَهُوذَا وَعَبِيدَهُ وَالشَّعْبَ وَالْبَاقِينَ فِي هذِهِ الْمَدِينَةِ مِنَ الْوَبَإِ وَالسَّيْفِ وَالْجُوعِ لِيَدِ نَبُوخَذْرَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ وَلِيَدِ أَعْدَائِهِمْ وَلِيَدِ طَالِبِي نُفُوسِهِمْ، فَيَضْرِبُهُمْ بِحَدِّ السَّيْفِ. لاَ يَتَرَأَّفُ عَلَيْهِمْ وَلاَ يَشْفُقُ وَلاَ يَرْحَمُ»" إرميا 21.
هذه هي أحد الطرق التي يؤدب بها الله البشر للمنفعة؛ يسلمهم لشر بعضهم البعض؛ لكن ليس الله من يقوم بهذا. فالله أعطى البشر إرادة حرة أدبية، وممكن أن يستخدموها للشر، أو للخير. وأحيانًا الله يسمح أو يأذن للشرير أن ينجح في شره إلى حين؛ هكذا أذن الله لشر البابليين ليتطاول على شعبه، لغرض تأديبهم لمنفعتهم. 
لكن السؤال هنا: هل هذا يعني أن الله راضٍ على البابليين؟
بالطبع لا، بل توعد الله بعقابهم على هذا الشر العظيم. لكن طول أناة الله تختلف عنا نحن بشر؛ فنحن نريد تحقيق الأمور بشكل سريع، نظرًا لحياتنا القصيرة. لذلك نرى من خلال نبوءة إرميا، الله وعد أن يعاقب البابليين على شرهم، لكن بعد 70 سنة! 
"12 «وَيَكُونُ عِنْدَ تَمَامِ السَّبْعِينَ سَنَةً أَنِّي أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ، وَتِلْكَ الأُمَّةَ، يَقُولُ الرَّبُّ، عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَرْضَ الْكَلْدَانِيِّينَ، وَأَجْعَلُهَا خِرَبًا أَبَدِيَّةً" إرميا 25.
إذا شعور الناقد صحيح، فعلا أمور بشعة حدثت للشعب على يد مملكة بابل. فأحيانًا الله يسمح بالأمور البشعة بأن تحدث للبشر لمنفعتهم؛ لكنه إله صالح ومشيئته صالحة للجميع: 
"9 الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ (مؤمنين وكافرين)، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ" المزامير 145.
إذا آيات المعترض ليس لها علاقة بالله، وهي تعكس عمل مملكة بابل الشريرة؛ التي أذن الله لشرهم بأن ينال من شعب إسرائيل، كتأديب لهم للمنفعتهم وتغييرهم وتقديسهم. وفعلا هذا ما حدث لشعب يهوذا بعدما أنهى الله السبي البابلي.
تفسير إضافي:
إن وحي الكتاب المقدس يميز بين سماح أو إذن الله، وبين مشيئة الله. إذن الله لا يعني أنه موافق على الحدث، لكنه يسمح للأشرار أحيانًا أن يتمادوا بشرهم، لأنه أعطى البشر إرادة حرة أدبية. أما مشيئة الله، فهي المشيئة المُعلنة في وحيه المقدس. عندما يقول الله في وحيه "لا تقتل"؛ لا يجوز أن نقول، شاء الله فقُتل فلا، كباقي الديانات؛ لأن في هذا إهانة لله! بل نقول، أذن الله فقتل فلا؛ لأن مشيئة الله ثابتة لا تتغير ومُعلنه: "لا تقتل". فالله أذن لشر البابليين، بأن ينال من شعبه إسرائيل، لكنها ليس مشيئته الصالحة لشعبه ولجميع البشر.

باسم أدرنلي

23: 36

الآيات: "36 أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ، لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ، إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِنَا." إرميا 23
الاعتراض: أليست هذه الآيات دليلاً على تحريف كتابكم؟
الرد: بالتأكيد أخي الكريم كلامك خطأ. فمن الذي نقل لك ولنا الخبر إذًا؟ أليس إرميا النبي الصادق؟ وإذا كان إرميا نبي غير صادق، فلماذا تصدقه وتعتبر قوله في الآية عن هؤلاء صحيحًا!؟
للرد على هذا النقد المنطقي والشرعي، نقول:
أولا، لقد أساء الناقد تفسير الآية:
في كل الحقبات الزمنية للوحي، كان هناك رجال دين غير أمناء في الوعظ والخطابة للشعب؛ كما هو الحال على وقتنا الحالي وكل العصور. لكن الله هو من يحفظ رسالته المنقولة بواسطة الأنبياء الحقيقيين، كما نرى من الآية. نعلم أن إرميا هنا يتكلم عن وعظ أو خطابة للملوك والشعب، وليس رسالة الله الموحاة لأناس فاسدين مثلهم، والعياذ بالله.
دعني أفسر آية الناقد جزءً جزءً؛ لنفهم عما يتكلم إرميا النبي الصادق، الذي نقل وحي الله الصادق في سفره:
* "أَمَّا وَحْيُ الرَّبِّ فَلاَ تَذْكُرُوهُ بَعْدُ"، إرميا هنا يوبخهم لأنهم تركوا وحي الله الحقيقي، وبدأوا يقدمون خطابًا غير مبني على آيات شرعية من وحي الله الصادق المحفوظ، والموجود لديهم! إذا الآية تؤكد لنا أن وحيَ الله الحقيقي، كان موجودًا. لكنهم تركوه، وباتوا ينقلون كلامًا منهم بحسب استحسانهم، بدلا من أن يعظوا وحي الله الحقيقي الموجود لديهم!
* "لأَنَّ كَلِمَةَ كُلِّ إِنْسَانٍ تَكُونُ وَحْيَهُ"، فأصبح خطاب الخطباء، هو كلامهم ورسالتهم، غير المبنية على رسالة الله ووحيه. بل كلمات إطراء ومدح، ووعود كاذبة للشعب تبشِّره بالخير؛ بينما في الحقيقة هناك كوارث تنتظره، أذن الله فيها لتأديبهم!
* "إِذْ قَدْ حَرَّفْتُمْ كَلاَمَ الإِلهِ الْحَيِّ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِنَا"، إذا نفهم من النقطتين السابقتين، أن الآية تتكلم عن تحريف في التفسير، وليس في الوحي ذاته. حيث مطلع الآية يؤكد على وجود الوحي الحقيقي المحفوظ لديهم؛ مع وجود أنبياء أمناء حفظوه:
"13 وَبِنَبِيٍّ أَصْعَدَ الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ مِنْ مِصْرَ وَبِنَبِيٍّ حُفِظَ" هوشع 12.
ثانيًا، تفسير هذا النمط من الآيات، من نفس سفر إرميا:
نرى شعارًا كبيرًا ينقل لنا فساد الشعب فترة ما قبل وبعد السبي البابلي. وهذا كان من أهم الأسباب لاحتلال بابل لهم، وإذلالهم. خاصةً فساد رجال دين على وقتهم؛ الذين كانوا يعظون ويعدون الطبقة الغنية بوعود تبشر بالخير الكاذب. عظات تحمل مدحًا وإطراءً منافقًا؛ وتتستر على فساد وشر الحكام. 
فيما يلي، بعض الآيات لهذه النماذج، من نفس سفر إرميا؛ التي تفسر هذا الركن:
"13 لأَنَّهُمْ مِنْ صَغِيرِهِمْ إِلَى كَبِيرِهِمْ، كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ. وَمِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ، كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ. 14 وَيَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ قَائِلِينَ: سَلاَمٌ، سَلاَمٌ. وَلاَ سَلاَمَ" إرميا 6.
"9 خَزِيَ الْحُكَمَاءُ. ارْتَاعُوا وَأُخِذُوا. هَا قَدْ رَفَضُوا كَلِمَةَ الرَّبِّ (المتاحة لهم وللجميع)، فَأَيَّةُ حِكْمَةٍ لَهُمْ؟ 10 لِذلِكَ أُعْطِي نِسَاءَهُمْ لآخَرِينَ، وَحُقُولَهُمْ لِمَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ، كُلُّ وَاحِدٍ مُولَعٌ بِالرِّبْحِ. مِنَ النَّبِيِّ إِلَى الْكَاهِنِ، كُلُّ وَاحِدٍ يَعْمَلُ بِالْكَذِبِ. 11 وَيَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ، قَائِلِينَ: سَلاَمٌ، سَلاَمٌ. وَلاَ سَلاَمَ" إرميا 8.
"16 هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: لاَ تَسْمَعُوا لِكَلاَمِ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ يَتَنَبَّأُونَ لَكُمْ، فَإِنَّهُمْ يَجْعَلُونَكُمْ بَاطِلاً. يَتَكَلَّمُونَ بِرُؤْيَا قَلْبِهِمْ لاَ عَنْ فَمِ الرَّبِّ" إرميا 23.
ثالثا، الله بتفاعله مع الشعب، فضح الأنبياء الكذبة، وثبت الحق:
أيضًا جدير بالذكر أنه من جهة الأنبياء الكذبة، أيضًا كانوا موجودين في إطار شعب الرب. نراهم فقط في الأزمنة الفاسدة؛ كالوقت الذي خدم به إرميا. نرى مثلا في إرميا 28، نبي كاذب يقال له حننيا، تنبأ للملك صدقيا بالسلام والانتصار على بابل، وانتهاء احتلالهم لشعبه. وإرميا أعلن كذبه وأعلن للملك صدقيا أن الله سيزيد شر بابل. لأنه صَدَّق النبي الكاذب، وترك رسالة الرب الحقيقية – وحي إرميا. فمات حننيا في نفس السنة؛ وبعد هزيمة شعب الرب وتحقيق ما تنبأ به إرميا بحذافيره؛ ميز بسهوله كل الشعب الأنبياء الكذبة من الأنبياء الصادقين، كإرميا وصفنيا.

باسم أدرنلي

48: 10

الآيات:  "10 مَلْعُونٌ مَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الرَّبِّ بِرِخَاءٍ، وَمَلْعُونٌ مَنْ يَمْنَعُ سَيْفَهُ عَنِ الدَّمِ."
الاعتراض:  ما هذا الإجرام، الله يعلن كل من يمنع سيفه عن الدم! فأين التسامح المسيحي الذي تدعونه؟؟
الرد:  المعترض كالمعتاد أخرج الآية من سياقها بشكل تام:
أولا: النص هذا أوحي حوالي  600 سنة قبل مجيء المسيح بالجسد، فلا يجوز محاسبة تشريع قديم، وفق الحديث – الإنجيل.
ثانيًا: الله في الآية لا يأمر بالقتل، بل يحذر موآب (الكرك، الأردن اليوم)، عن ماذا ستكابد من قتل وإذلال على يد ملك بابل كدينونة من الله. وذلك بسبب تمردها وشرها ضد شعب إسرائيل، والإصرار على عبادة آلهتهم كموش. بالرغم من إدراك موآب أكثر من كل الأمم، بأن إله إبراهيم، اسحاق ويعقوب، هو الإله الحقيقي. فهي ليست دعوة من الله لملك بابل أن يقتل موآب! بل كناية على رفع الله يد الحماية عن موآب، لأنهم منذ دخول شعب إسرائيل لأرض الموعد قبل هذا النص بحوالي 800 سنة. رأوا أعمال الله ومجده لشعبه إسرائيل، وأصروا على محاربتهم لشعب إسرائيل ورفض إلههم. والدليل على أن الله لم يدعو ملك بابل لقتل شعبهم، بل سمح لشره بأن يصيبهم فقط. هو أن الله يعلن دينونته أيضًا على ملك بابل وأرضه، بعد ارتكابه بالجرائم بموآب وبشعبه إسرائيل: 
"19 وَتَصِيرُ بَابِلُ، بَهَاءُ الْمَمَالِكِ وَزِينَةُ فَخْرِ الْكِلْدَانِيِّينَ، كَتَقْلِيبِ اللهِ سَدُومَ وَعَمُورَةَ (مجرد أنقاد)" أشعياء 13
"12 وَيَكُونُ عِنْدَ تَمَامِ السَّبْعِينَ سَنَةً أَنِّي أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ، وَتِلْكَ الأُمَّةَ، يَقُولُ الرَّبُّ.." إرميا 25
باسم أدرنلي