كنيسة بلا جدران

الرد على شبهات العدد

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
3: 10

الآيات: "10 وَتُوَكِّلُ هَارُونَ وَبَنِيهِ فَيَحْرُسُونَ كَهَنُوتَهُمْ، وَالأَجْنَبِيُّ الَّذِي يَقْتَرِبُ يُقْتَلُ»." العدد 3
بالمقارنة مع 2 صموئيل 8 "18 وَبَنَايَاهُو بْنُ يَهُويَادَاعَ عَلَى الْجَلاَّدِينَ وَالسُّعَاةِ، وَبَنُو دَاوُدَ كَانُوا كَهَنَةً"
الاعتراض: إن كان كهنوت العهد القديم قد انحصر في هرون ونسله "وتُوكِل هرون وبنيه فيحرسون كهنوتهم. والأجنبي الذي يقترب يُقتل" (عد 3: 10) فكيف يجعل داود أولاده كهنة "وبنو داود في 2 صموئيل 8؟ فهل نسخ الرب كلامه السابق، أم أن داود وكهنته تعدوا على شريعة الرب؟
الرد: للرد على الشق الأول من السؤال نقول:
أولا: المقصود بأن أولاد داود كانوا كهنة، تعني ببساطة أنهم كانوا وسطاء للشعب مع الملك؛ وليس كهنة في الهيكل. فمعنى كاهن، هو ليس فقط الكهانة الطقسية لله؛ فماهية الكهانة الطقسية، هو الوساطة بين الإنسان والله. كذلك كان أولاد داود رؤساء للشعب، في التوسط بينه وبين الملك. نرى هذا المعنى للفعل "כהן كهن" في قامون سترونغ (Strong Dictionary)، وهو أكثر قاموس له وزون للكتاب المقدس، يقول عن معنى الكلمة: (chief ministers, priest (425), priest and the priests)، في أول معنى يقول أن المعنى رؤساء للشعب. وبحسب تفسير علماء العهد القديم (Keil & Delitzsch) الكلمة تعني (“confidants” المقربين (من الملك)).
ونرى هذا المعنى من خلال ما يظهره الكتاب، كيف كانت هذه فعلا مهمة أبشالوم ابن داود الملك:
"2 وَكَانَ أَبْشَالُومُ يُبَكِّرُ وَيَقِفُ بِجَانِبِ طَرِيقِ الْبَابِ، وَكُلُّ صَاحِبِ دَعْوَى آتٍ إِلَى الْمَلِكِ لأَجْلِ الْحُكْمِ، كَانَ أَبْشَالُومُ يَدْعُوهُ إِلَيْهِ وَيَقُولُ: «مِنْ أَيَّةِ مَدِينَةٍ أَنْتَ؟» فَيَقُولُ: «مِنْ أَحَدِ أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ عَبْدُكَ»... 6 وَكَانَ أَبْشَالُومُ يَفْعَلُ مِثْلَ هذَا الأَمْرِ لِجَمِيعِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا يَأْتُونَ لأَجْلِ الْحُكْمِ إِلَى الْمَلِكِ، فَاسْتَرَقَّ أَبْشَالُومُ قُلُوبَ رِجَالِ إِسْرَائِيلَ" 2 صموئيل 15. لكن نرى بعدها كيف أساء أبشالوم استغلال هذه المكانة.
ثانيًا: نتأكد أيضًا من هذا المعنى، بأن داود الملك لم يتعدا على الكهنوت؛ من خلال شهادة الوحي الإلهي عنه:
"5 لأَنَّ دَاوُدَ عَمِلَ مَا هُوَ مُسْتَقِيمٌ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ وَلَمْ يَحِدْ عَنْ شَيْءٍ مِمَّا أَوْصَاهُ بِهِ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِهِ، إِلاَّ فِي قَضِيَّةِ أُورِيَّا الْحِثِّيِّ" 2 صموئيل 15.
فلو تعدا الملك داود على الكهنوت، لذكرها أيضًا الوحي مع قضية قتل أوريا الحثي. 

من الناحية الثانية للاعتراض، نعم الشعب تعدى على الكهنوت؛ مثل شاول الملك، حين قدم محرقة يقدمها فقط الكهنة، لذلك رفضه الله وعزله من الحكم (1 صموئيل 13: 11-14). وأيضًا عزيا الملك قدم بخورًا لا يجوز تقديمه إلإ للكهنة، فضربه الله ومات (2 أيام 26: 16-20). ففي تلك الحادثتين، نرى حكم الله وغضبه عليهم؛ مما يؤكد أنه لم ينسخ الله هذا الحكم، بل ما فعلوه كان انتهاكًا للكهنوت، لذلك عاقبهم الله عليه.
فلم يتعدى داود على الكهنوت كما يدعي المعترض، بل التعدي على الكهنوت وكل الشريعة حدثت في حالات أخرى، معظمها في تاريخ لاحق. ولهذا نرى الله يعاقب شعب إسرائيل على تعديهم، فيسلط عليهم أشر الأمم، ويسلمهم للسبي الأول والثاني: "لأَنَّهُمْ قَدْ تَجَاوَزُوا عَهْدِي وَتَعَدَّوْا عَلَى شَرِيعَتِي" هوشع 8: 1.
باسم أدرنلي
 

23: 19

الآيات: "19 لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟" 
أيضًا خروج 32 "14 فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ"
الاعتراض: كيف يقول في آية العدد الله لا يندم، وفي آية الخروج يقول "فندم الرب"! أليس هذا تناقض صارخ وواضح؟
الرد: القضية هنا أن النصين يعكسان طبيعتين مختلفتين عن نفس ذات الله: 
آية سفر العدد 23: 19
تتكلم عن أن الله لا يمكن أن يقول وصية، ويتراجع بها أو ينسخها أبدًا. حيث كلم بلعام وقال له: "لاَ تَذْهَبْ مَعَهُمْ وَلاَ تَلْعَنِ الشَّعْبَ، لأَنَّهُ مُبَارَكٌ" (العدد 22: 12).
فهذه وصية إلهية تمنع الإنسان من أن يلعن شعب أو إنسان آخر. خاصة أنها من الوصايا الخلقية، حيث يعلم الوحي ويقول: 
"14 بَارِكُوا عَلَى الَّذِينَ يَضْطَهِدُونَكُمْ. بَارِكُوا وَلاَ تَلْعَنُوا" رومية 12. ويؤكد الوحي أن الذي يلعن غيره مهما كان، تلبسه اللعنة التي يلعن بها الآخرين: 
"17 وَأَحَبَّ اللَّعْنَةَ فَأَتَتْهُ، وَلَمْ يُسَرَّ بِالْبَرَكَةِ فَتَبَاعَدَتْ عَنْهُ" مزمور 109. 
إن الوصايا الخلقية، كالوصية أعلاه، لا يمكن أن ينسخها الله أبدًا. ممكن أن يعظمها ويصعبها الله أكثر، لكن لا يمكن أن ينسخها أبدًا. وحتى الوصايا المرحلية (وهي وصايا مختلفة، حيث معدة للعمل في حياة البشر لمرحلة معينة فقط)؛ لكن مع هذا، لا يمكن أن تُنسخ في فترات تقل عن الألف سنة أبدًا؛ كما نرى من خلال وحي الكتاب المقدس، من آدم إلى نوح، ومن نوح إلى موسى، ومن موسى إلى المسيح. وبالتأكيد من عاشر المستحيلات أن ينسخها الله في نفس حقبة النبي ذاته.
أما آية الخروج 32: 14
فتتكلم عن رجوع الله عن عقابة للشعب، عندما توسل موسى لهم وتشفع لأجله؛ فأمهلهم الله. وهي قضية أخرى تمامًا، كما تقول الآية: "فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ." وهذا هو الحكم الوحيد الذي ممكن أن يتراجع الله عنه أو ينسخه- عقابه للبشر، "الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ". الله أراد أن يعاقب شعبه بسبب عبادة الأوثان، وعدل عن هذا. وهي قضية تختلف جذريًا عن التراجع عن وصية إلهية ثابتة يوصيها الله للإنسان.
وعقاب الإنسان أو الشعب، سببه هو أنه لم يلتزم بالوصية أو بالوصايا (التي لا يمكن أن تنسخ)، التي أوصاه اياها. وفي اللحظة التي فيها الإنسان المُعاقب أو الشعب، يتوب؛ يتراجع الله عن عقابه له أو لهم. وهذه أحد أوصاف الله أنه "نادم على الشر (العقاب)" (يونان 4: 2)؛ أي يميل للعدول عن عقابه للبشر، عندما يتوبوا ويتراجعوا عن شرهم. 
باسم أدرنلي

31: 17 - 18

الآيات:  " 17  فَالآنَ اقْتُلُوا كُل ذَكَرٍ مِنَ الأَطْفَالِ. وَكُل امْرَأَةٍ عَرَفَتْ رَجُلاً بِمُضَاجَعَةِ ذَكَرٍ اقْتُلُوهَا. 18  لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ"
الاعتراض:  ما هذه الوحشية التي ينادي بها الله؟! أليس هذا دليل على أن كتابكم ليس من وحيه الله؟؟
الرد:  إن الناقد كما يبدو، يفترض أنه بما أنها جريمة للإنسان أن يأخذ حياة إنسان آخر، إذا هي جريمة لله أن يأخذ حياة الإنسان الذي خلقه!!!!  أي ما يجري على الإنسان، يجري على الله!! إن هذا منطق غريب جدًا، فإذا كان ليس من حق الله أن يأخذ حياة البشر الذين خلقهم، فمن من حقه أن يفعل هذا إذا؟؟

أما إذا افترض الناقد أنه من حق الله أن يأخذ حياة البشر، فيجب أن يجاب على سؤال آخر أهم وهو الذي يحسم القضية:

ما الذي يبرهن أن الله فعلا أمر بهذه الوصية؟

وكيف نتأكد أنه لم يكن من ابتداع شعب إسرائيل، أو موسى النبي نفسه أو أساطير أتت بعده؟؟

للتأكيد على أن الله فعلا هو من أمر بهذه الوصايا، عدة براهين نراها من خلال النصوص والأحداث، منها:

الأول: إن النصوص تعكس صفة الله غير المنحازة لشعب إسرائيل، بل نزيهة وتتعامل بنفس المعايير لشعب إسرائيل، كما تتعامل مع باقي الشعوب.  وهذا يؤكد على أن النصوص سليمة، فعندنا يبتدع بشر كلام، دائمًا يجملون صورتهم، ويقبحون صورة الشعوب الأخرى. لكن نرى هنا أن الله يستخدم نفس المعايير ضد شعبه حينما يخطئ، كما استخدمها لباقي الشعوب حينما أخطأوا.  فعندما أخطأ عاخان وخان شعب إسرائيل مثلا، أمر الله بقتله هو وَبَنِيهِ وَبَنَاتِهِ وَبَقَرَهُ وَحَمِيرَهُ وَغَنَمَهُ وَخَيْمَتَهُ وَكُلَّ مَا لَهُ (راجع يشوع 7: 24). وعندما تستر سبط بنيامين على رجاسة اختصاب أحد نساء بني لاوي؛ ورفضوا أن يسلموا الرجال الذين اختصبوها وقتلوها؛ أمر الله بإبادة كل سبط بنيامين مع النساء والأطفال (قضاة 20).  أيضًا لقد أمر الله بإبادة جميع سكان يابيش جلعاد، بسبب تمردهم على وحدة باقي أسباط إسرائيل للحرب ضد الرجاسة التي ارتكبت في جبعة بنيامين (قضاة 21: 10-25).  يعني ليس عند الله تمييز في القضاء، وهذا إله يستحق كل المجد والاحترام، ويبرهن أن النصوص نزيهة وسلمية من التحريف أو التغيير.  مثل الأب الذي يحكم على ابنه بنفس معايير حكمه على الغريب؛ وهذه صفه لا تجدها في آلهات الديانات الأخرى أبدًا؛ مما يجعلك تشك، هل النص المزعوم، هل يصور الله فعلا؟؟ أم هو من ابتداع البشر؟؟
الثاني: نرى الله مشترك في مسيره مع شعب إسرائيل بشكل مباشر، هو يقود الشعب بحسب خطته. فالله الذي يعطي أومر للشعب ماذا يفعل؛ كما نرى في النصوص أعلاه.   

الثالث:  نرى أيضًا مصداقية الوحي وأن الله هو الذي أوحاه وأعطى تلك الأوامر فعلا، لأن الله كان يحاسب كل ملك يخطئ من القادة؛ فلا يقدر الملك أن يتصرف ما يريده دون رقيب ولا حسيب!!  فحينما لم يطع شاول الملك التعليمات التي أوصاه الله أن يفعلها في حربه مع عماليق، بحسب النص الوارد أعلاه؛ الله عزله وطرده من ملكه، وعين الملك داود بدلا منه (1 صموئيل 15: 28). وهذا لا نراه في أي دين آخر عبر جميع العصور، بل دائمًا يدعي جميع أصحاب الديانات الأخرى أن أنبياءهم وقائديهم معصومون عن الخطأ، يتصرفون ما بدى لهم دون حسين ولا رقيب!!! مما يبرهن أن جميع الشرائع والديانات الأخرى مزيفة ومزعومة عن الله، وليس حقيقية كشريعة موسى وبني إسرائيل في القديم!!!

الاعتراض الثاني:  كيف يبيح الكتاب المقدس مضاجعة الأطفال من البنات!! وذلك من قوله " جَمِيعُ الأَطْفَالِ مِنَ النِّسَاءِ اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ أَبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ" ؟؟؟؟

الرد:  هناك عدة أمور غفل عنها تمامًا المعترض، منها:
أولا: إن الآية السابقة تتكلم عن المديانيين وهم وثنيين، وليس لهم علاقة لا بشعب الرب، ولا بوصايا إله إسرائيل أبدًا!! فأي ممارسة يمارسونها، لا تمت لإله موسى بأي صلة!!!
ثانيا: من جهة الترجمة للآية أعلاه، هي ترجمة حرفية دقيقة، لكنها لا تحمل المعنى الدقيق بحسب السياق والخلفية الحضارية؛ فكلمة "من الأطفال" وهي بالعبري كلمة "بـ - تاف"، قد تعني "من الأطفال" فعلا، كما ترجمها المترجم تمامًا؛ لكن قد تعني أيضًا "من الصغار"، أي من الشابات المناسبات لسن الزواج.  ويرجح المعنى الثاني سياق النص، بأن المقصود بها هو البنات الشابات وليس الأطفال؛ وذلك من كلمة "النساء" في: " لكِنْ جَمِيعُ الأَطْفَالِ <<مِنَ النِّسَاءِ>> اللوَاتِي لمْ يَعْرِفْنَ مُضَاجَعَةَ ذَكَرٍ". فمن عبارة "من النساء" وهي "بَنشيم"، أرجح أنه يتكلم عن بنات شابات في عمر مناسب للزواج أو قريب منه.  

ثالثا: وحتى لو تكلم النص عن أطفال صغار في أصغر الأعمار وليس شابات، فلا توجد دعوة في النص تبيح لشعب إسرائيل بالزواج من هؤلاء البنات أبدًا، بل يقول موسى فقط "أبْقُوهُنَّ لكُمْ حَيَّاتٍ"، وهي لا تعني أنه قد أباح الزواج منهن في نفس تلك اللحظة، لكن ربما لاحقًا. فالنص لا يوضح هذا إطلاقًا.

لذلك لا يوجد أي خيال للصحة في اعتراض المعترض هذا أبدًا!!!

باسم ادرنلي