The Open Church

الرد على شبهات Genesis

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
1: 1

الآيات:  " 1 في البدء خلق الله السموات والأرض..."
مقارنة مع يوحنا 1 " 1 فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ."
الاعتراض الأول:  كيف يكون موسى هو كاتب سفر التكوين، وهو يروي مراحل خلق الله للأرض، آلاف السنين قبل مجيئه على الأرض؟
الرد:  إن الخالق هو الله، وهو الوحيد الذي يعرف ماذا فعل؛ هذا صحيح. لكن الله قد أوحى وكشف لموسى الكثير من الأحداث؛ وهي جميع الأحداث التي كانت قبله؛ ومن ضمنها كيف خلقت الأرض. وأيضًا توجد هناك دلالات علمية في النص، لا يمكن لشخص بسيط مثل موسى عاش قبل 3400 عام،  أن يدركها. فكيف له أن يعرف أنه في الخلق، خلق الله السموات، وبعدها الأرض؟ كيف له أن يعرف أن الأرض كانت محاطة بالمياه، قبل وجود أي شيء آخر؟ أي أن الله خلق المعادن، ثم النباتات، ثم المخلوقات. فكيف له أن يعرف أن الحياة ابتدأت من البحر، وبعدها انتقلت لليابسة (تكوين 1: 21)؟؟ وهذا أيضًا مطابق تمامًا للعلم. إن جميع هذه حقائق صحيحة علميًا، ولا يمكن لموسى حتى أن يبتدعها من ذاته، دون إيحاء من الخالق نفسه.

الاعتراض الثاني:  لقد قال في سفر التكوين أنه في البدء خلق الله السموات والأرض؛ وفي يوحنا يقول أنه في البدء أوجد الكلمة، وبعدها خلق كل شيء؛ ما هو الصحيح؟
الرد: إن النص في يوحنا لا يقل أن الكلمة أوجدت أولا؛ بل يقول أنه قبل بداية كل شيء موجود في الخليقة الذي يتكلم عنه في سفر التكوين، كان الكلمة موجودًا. أي أن الكلمة كان موجودًا قبل البدء؛ وهذا يقودنا إلى سؤال هام آخر: الله وحده الموجود قبل البدء، فكيف يعقل أن يكون مع الله أحد قبل بداية كل شيء؟؟ّ!! لهذا، وفي نفس الآية، يوضح ويقول: "وكان الكلمة الله". أي أنه في تكوين 1، قال لنا ماذا خلق الله من البد في هذه الخليقة؛ أما يوحنا، فقال لنا قصة الخالق نفسه الذي كان قبل البدء (يوحنا 1: 3)؛ وقصة تخطيطه المُسبق لافتداء الحياة التي أوجدها والخليقة التي عرف أنها ستسقط.

باسم أدرنلي

1: 2

الآيات:  "2 وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ."
مقارنة مع أشعياء 45 "18 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ"
الاعتراض:  كيف يقول في تكوين أن الأرض كانت خربة وخالية، وفي أشعياء يقول أن الله لم يخلقها "باطلا"، وهي نفس الكلمة المستخدمة في تكوين "خربة"؟؟
الرد:  إن الكلمة المستخدمة في الآيتين فعلا نفس الكلمة "תֹ֙הוּ֙" "توهو" وتعني خربة، وهي نفس الكلمة المترجمة في آية أشعياء "باطلا".
في الحقيقة لا يوجد أي تناقض بين الآيتين، ففي آية تكوين، يظهر الله مراحل الخلق، من البداية التي فيها كانت الأرض خربة، إلى أن أصحبت جنة النعيم؛ حيث قال عنها الله بعد خلق كل ما فيها من البحار، الأنهر، النباتات، الكائنات، والبشر: "31 وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا..." تكوين 1. وهذا مطابق لآية أشعياء، التي تؤكد أن الله لم يخلق لكي تكون خربة الملايين من الكواكب الأخرى، بل لكي يسكن بها البشر ويعمروها: "لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا (أي لسكن البشر صنعها)". كما أكد الله لآدم في سفر التكوين، أن دوره هو ليحفظها ويعمرها: "15 وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا" تكوين 2. أي أن الآيتين تؤكدان على أن الله لم يخلق الأرض لتكون خربة وخالية؛ بل لكي يسكن بها الإنسان، ويحفظها ويعمرها؛ فلا يوجد أي أدنى تناقض بين الآيتين!!
باسم ادرنلي

1: 4 - 6

الآيات: " 4 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. 5 وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَن. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ 6  وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَاراً وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً."
بالمقارنة مع تكوين 1 "14  وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ"
الاعتراض: كيف خلق الله النور في اليوم الأول وفصل بين النور الظلمة ودعى النور نهارًا؛ وفي نفس الوقت، قد خلق الله النور الأكبر لحكم النهار (الشمس) في اليوم الرابع؟ فكيف يكون هناك وقت وزمن، قبل أن يخلق الله الزمن في اليوم الرابع، عدد 14 ؟؟
الرد: للرد على الاعتراض، يجب تحديد ثلاثة أمور:

أولا، خلق الزمن في أول كلمة:
يبدأ النص العبري في كلمة "בְּרֵאשִׁית" (بداية، في البدء). وهذه إشارة لبدء الزمن. فمن المنطقي أن تكون بداية الكون، من اللحظة التي فيها بدأ الله بخلق أي شيء. أي من اللحظة التي أصبح ليس هو وحده كائن، بل أشياء خلقها معه؛ هذا سيكون مؤشر لبداية العد الزمني للخلق. 

ثانيًا، ما هو نور اليوم الأول:
إن النور في اليوم الأول يتكلم عن نور المجد الإلهي، الذي أول ما ظهر في هذه الخليقة؛ وهو الاستنارة والدلالة لجميع الخلق عن وجود الله واختبار مجده. وهذا تكلم عنه الله في الكتاب؛ حيث يقول الكتاب أنه في النهاية، سترجع الخليقة بدون أنوار نجوم (والشمس أحدهم)، بل سيعود كما كان، هو النور الوحيد في الخليقة:
"19 لاَ تَكُونُ لَكِ بَعْدُ الشَّمْسُ نُورًا فِي النَّهَارِ، وَلاَ الْقَمَرُ يُنِيرُ لَكِ مُضِيئًا، بَلِ الرَّبُّ يَكُونُ لَكِ نُورًا أَبَدِيًّا وَإِلهُكِ زِينَتَكِ. 20 لاَ تَغِيبُ بَعْدُ شَمْسُكِ، وَقَمَرُكِ لاَ يَنْقُصُ، لأَنَّ الرَّبَّ يَكُونُ لَكِ نُورًا أَبَدِيًّا، وَتُكْمَلُ أَيَّامُ نَوْحِكِ." أشعياء 60. 
وأيضًا يؤكد على هذه الحقيقة آخر سفر في الوحي، في العهد الجديد، سفر الرؤيا: 
"1 ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ." رؤيا 21. 
" 5 وَلاَ يَكُونُ لَيْلٌ هُنَاكَ، وَلاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى سِرَاجٍ أَوْ نُورِ شَمْسٍ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ سَيَمْلِكُونَ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ." رؤيا 22.
حتى القرآن عند المسلمين يردد نفس الفكرة ويقول عن الله "الله نور السموات والأرض" (النور 35).

ثالثَا، تحديد الزمن في اليوم الرابع:
أما تكوين 1: 14 أعلاه، فلا يقول أن الله خلق الزمن في اليوم الرابع، بل يقول أن الله أوجد الكواكب، لتدل على الزمن: " لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ" وليس لخلق النهار والليل. وهذا يؤكد أن الزمن كان موجودًا، لكن لم يكن للإنسان طريقة ليفصل بها ما بين النهار والليل، لتحديد الزمن. فإذا جلس شخص في غرفة مظلمة لمدة من الزمن، ولم يكن لديه أي طريقة ليحدد بها الزمن، هذا لا يعني طبعًا أنه في تلك الغرفة لا يوجد زمن، كونه لا توجد إشارة لتحديده!!  النص يؤكد أنه من اللحظة التي ابتدأ فيها الله بالخلق، بدأ الزمن يسري؛ لكن لم يكن هناك ما يحدده للإنسان. إلى أن خلق الله الكواكب، لتساعد الإنسان في تحديد الزمن، الذي ابتدأ وجوده من لحظة بدء الخلق.
باسم أدرنلي

1: 14 - 18

الآيات:  "14  وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ 15  وَتَكُونَ أَنْوَاراً فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ. 16 عَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ 17  وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ 18  وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ."
مقارنة مع أيوب 25 " 5  هُوَذَا نَفْسُ الْقَمَرِ لاَ يُضِيءُ وَالْكَوَاكِبُ غَيْرُ نَقِيَّةٍ فِي عَيْنَيْهِ."
ومع أيوب 15 " 15  هُوَذَا قِدِّيسُوهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ وَالسَّمَاوَاتُ غَيْرُ طَاهِرَةٍ بِعَيْنَيْهِ "
الاعتراض الأول:  يقول في تكوين 1، أن القمر يضيء؛ وفي أيوب 25، القمر لا يضيء، أليس هذا تناقض؟
الرد:  للرد يجب أن نعتبر اعتبارين:
الأول: في أيوب أصحاح 25، ينقل الوحي ما قاله بلدد الشوحي سواء أصاب أو خاب، وليس ما قاله الله.  طبعًا الكتاب المقدس هو حوار مستمر بين البشرية والله، وهذا أعظم شيء به.  فينقل لنا الوحي الكتابي آراء، أقول، أفعال، عناد، مواقف البشر.... بهدف إبراز ردود فعل الله عليها وآراءه بها.
الثاني: النص لا يقول أن القمر لا يضيء إطلاقًا، فعبارة "וְלֹא יַאֲהִיל لو يِئَهِال" في العبرية، تعني لا يسطع؛ أي القمر ليس له لمعان وبهاء بالنسبة لله.  إذا نظرنا للنص؛ نرى فيه صديق أيوب بلدد الشوحي يوبخ أيوب لأنه يشعر كأنه مظلوم مع الله (والعياذ بالله).  فيوبخه، ويقول له في في عدد 3، هل يوجد عدد لجنود الله؟ وفي عدد 4، كيف يكون أي إنسان بريء عند الله، وكيف يربح إذا وقف بالمحاكمة أمامه؟؟ وعدد 5 يقول أن القمر بالنسبة لله لا يسطع، ولا يثير انطباعه، والكواكب غير نقية بعيون الله الطاهرة، ويختم بعدد 6 بالخلاصة ويقول: فكيف بالحري يكون الإنسان الذي يشبهه باليرقة والدود؛ نقي وطاهر أمام قداسة الله؟؟ وهذا طبعًا يبطل بدعة عصمة الأنبياء، فلا يوجد أي إنسان خال من الخطية، بل الجميع أخطأوا.
فكالمعتاد يأخذ الناقدون آيات خارجة عن سياقها، ويسيئون استخدمها وفهمها !!!
الاعتراض الثاني:  لماذا في آيات أيوب 15 و25،  يقول أن القمر والسماء ليست حسنة وطاهرة، وفي تكوين 1، يقول أن الكواكب والنجوم حسنة!! أليس هذا تناقض؟
الرد:  إن الذي يتكلم في أيوب 15، هو صديق أيوب أليفاز التيماني، والذي يتكلم في أيوب 25 هو صديق أيوب بلدد الشوحي، وممكن أن يكونا قد قالا أشياء ليست دقيقة، أو حتى مناقضة للوحي الإلهي؛ خاصة أن الله وبخهما مع صديقهما، في نهاية السفر عن أقوالهم،  وقال لهم: "7  وَكَانَ بَعْدَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ مَعَ أَيُّوبَ بِهَذَا الْكَلاَمِ أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لأَلِيفَازَ التَّيْمَانِيِّ: [قَدِ احْتَمَى غَضَبِي عَلَيْكَ وَعَلَى كِلاَ صَاحِبَيْكَ لأَنَّكُمْ لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ." أيوب 42.  وهذه القضية يجب أن ننتبه لها في الكتاب المقدس؛ فأعظم صفة في الوحي الإلهي، هو أنه لم يوحى بصيغة المونولوج (أي كلام من الله للإنسان باتجاه واحد فقط!!!)،  بل هو يصور حوار بين البشرية والله، استمر أكثر من أربعة آلاف عام.  يبيِّن الوحي أحداث تحدث على الأرض، وردود أفعال الله عليها.  ينقل لنا الوحي الكتابي آراء، أقول، أفعال، عناد، كفر، إيمان، مواقف البشر.... بهدف إبراز مواقف الله عليها، لكي يعلمنا القليل عن طبيعته المجيدة وشخصيته الفريدة.  فأحيانا الناقدون لا ينقلون سياق الآيات ومن قالها؛ لأن هدفهم هو الحرب فقط، فمثلا يقول لك الناقد، قال الله لآدم: "17 ... يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا (أي الشجرة) مَوْتاً تَمُوتُ"؛ ويقول لك أن الكتاب بعدها يقول: "4.. لَنْ تَمُوتَا"، ويقول "أي تناقض هذا؟" !!! ولا يظهر لعامة الناس أن العبارة الأولى قالها الله لآدم، والثانية قلها الشيطان لحواء لكي يضلها!!! فيجب أن نميز رأي من ينقل الوحي، وسياق النص المنقول.

باسم ادرنلي

1: 26

الآيات:  " 26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ"
الاعتراض: لماذا يستخدم النص صيغة الجمع في هذا النص عندما يتكلم عن الله؟
الرد: للرد لنا نقطتين:
أولا من الناحية اللغوية: في اللغة العبرية، لا يجوز أن تطلق صيغة مفردة على إسم الله وهو "إلوهيم" بالجمع. فلا يجوز أن يقول النص "أعمل الإنسان على صورتي.."، والكلمة "إلوهيم" بالجمع، أي تعني حرفيًا جمع إله!!
ثانيًا، فيه إشارة للثالوث الإلهي: إن اللفظ لا يحمل فقط البعد اللغوي، بل أيضًا يصور الله كإله واحد، لكنه جامع. مثلا في آية تكوين 3 "22  وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ..." في هذا النص، يقول إن الانسان قد صار "كواحدٍ منَّا" أي واحد من جمع، ولهذا يوضح العهد الجديد فكرة الثالوث؛ أن الله واحد في ثلاث أقانيم؛ الآب، الابن والروح القدس. فلو كان الله هنا مثلا يتكلم بصيغة الإجلال لذلك يتكلم بالجمع، لقال "قد صار مثلنا" وليس "كواحدٍ منَّا". هذا القول يكسر فكرة أن استخدام صيغة الجمع هي من أجل تعظيم الله، بل هنا في هذه الآية مثلا، الله يريد أن يشير للإنسان أنه صار كواحد من الأقانيم الثلاثة، وليس كألله بشكل عام (لفهم هذه النقطة، ارجع للرد تحت 3: 22).
باسم ادرنلي

1: 27

الآيات: "27 فَخَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِهِ. عَلَى صُورَةِ اللهِ خَلَقَهُ. ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُمْ"
الاعتراض: ما الذي يؤكد لنا أن آدم وحواء اشخاص حقيقيين وليس مجرد رموز إلهية ليعلم من خلالها الله الإنسان الدروس والعبر؟
الرد: إن الكتاب يؤكد بشكل قاطع أن آدم وحواء هم أشخاص حقيقيين وليسوا رموزًا؛ وذلك لعدة دلائل قاطعة من النصوص:
أولا، نموذج الزواج: 
خلق الله حواء من أحد ضلوع آدم، وزوجها؛ فنرى أن المسيح نظر لذلك الزواج كزواج حقيقي، الله وضع مبادئه لباقي البشر، بقوله: "4 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ 5 وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا" متى 19. 
وهو استشهاد بشكل واضح من تكوين 1، عن نموذج الزواج الأول الذي وضعه الله من البدء، كحدث حقيقي، بين أشخاص حقيقيين.
ثانيا، نسل آدم حقيقي ويمتد إلينا: 
الكتاب يعرض أولاد آدم، وأحداث حقيقية دارت معهم؛ مثل قايين الذي قتل آخاه (تكوين 4) ويعرض أولاد قايين ابتداء من حانوك "18 وَوُلِدَ لِحَنُوكَ عِيرَادُ. وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ. وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ. وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لاَمَكَ....".  ومن ثم نسل آدم من شيث، نسل حقيقي، استمراره في تكوين 5 "1 هذَا كِتَابُ مَوَالِيدِ آدَمَ، يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ. عَلَى شَبَهِ اللهِ عَمِلَهُ 2 ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُ، وَبَارَكَهُ وَدَعَا اسْمَهُ آدَمَ يَوْمَ خُلِقَ.  3  وَعَاشَ آدَمُ مِئَةً وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ وَلَدًا عَلَى شَبَهِهِ كَصُورَتِهِ وَدَعَا اسْمَهُ شِيثًا....". 
وبعدها يستمر في تفصيل نسل أولا نوح، سام، حام ويافت (في تكوين 10)؛ فمن المستحيل أن يكونا آدم وحواء شخصيات رمزية، ويفصل نسلهما بهذا التفصيل!! وحتى يفصل نسل ابن آدم شيث، إلى المسيح في لوقا 3: 23-38.
نرى أيضًا في الوحي استمرارية التأكيد أن جميع البشر على الأرض هم نسل آدم، وليس فقط الصالحين: 
"3 تُرْجعُ الإِنْسَانَ إِلَى الْغُبَارِ وَتَقُولُ: ارْجِعُوا يَا بَنِي آدَمَ" مزمور 90. 
"26 وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ ..." أعمال 17.
ثالثًا، المسيح مرتبط بنسل آدم: 
نعلم أن حواء خلقت من ضلع آدم، فهي مرتبطة بنسل آدم. لذلك يقول الوحي في النقطة السابقة "26 وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ ..." أعمال 17. ولذلك يرجع نسل المسيح الذي أتى من نسل المرأة أيضًا إلى آدم؛ وذلك من خلال نسل العذراء المذكور في لوقا 3، فيقول:
"23 وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ، بْنِ هَالِي... 38 بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ" لوقا 3.
فلا يعقل أن يذكر الوحي آدم وكل نسله إلى المسيح، ويكون آدم شخصية وهمية!!
رابعًا، آدم هو المذنب في دخول الخطية للعالم:
"12 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ... 14 لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَم.." رومية 5.
كيف يمكن أن يكون آدم شخصية وهمية، والوحي يضع عليه الذنب لدخول الخطية والموت إلى العالم!!؟
"17 وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ" تكوين 3.
كيف يعقل أن يلعن الله الأرض لأجل خطية شخص وهمي!!؟؟ هذا هراء خالط!
نعم الوحي يطرح الكثير من الأمثلة، لشخصيات وهمية، لكي يعلمنا من خلالها دروس، أو يوضح من خلالها رسالة تعليمية: مثل أمثال المسيح؛ ومثل الأخوين اللذين قتل أحدهم الآخر (2 صموئيل 14)؛ ومثل العوسج وأرز لبنان (2 ملوك 14: 9-10)...إلخ. أما وضع قصة رمزية، ومن ثم تذنيب شخصية وهمية فيها بذنب لعن الأرض، وإدخال الخطية والموت للعالم، فهذا هراء خالص وخالي من أي منطق، لا يمكن لعقل سليم قبوله!!
باسم أدرنلي

1: 31

الآيات: "31 وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا سَادِسًا"
وأيضًا تكوين 6 "5 وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ 6 فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ"
الاعتراض: ألا يوجد تناقض بين الآيات، تكوين 1 تقول أن الله عمل الكل حسنا في العالم، والثانية تنفي هذا الأمر!؟
الرد: إن سفر التكوين ينقل لنا بدايات كل شيء نراه في الخليقة. ونعم آية تكوين 1 أعلاه، تقول إن الله صنع كل شيء حسنٌ جدًا وكامل من بداية الخليقة. لكن عندما اختار آدم أن يتمرد على الله، أخرج العالم المُوكَّل إليه من تحت حماية الله، فتسلط عليه إبليس. وهذا أثر على الأرض، فأصبح إبليس مسيطر على الأرض والإنسان، فسيطر عليهما الشر. لذلك يقول الوحي عن العالم "الْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ" (1 يوحنا 5: 19). ففساد البشر ليس سببه الله، بل الإنسان الذي استخدم إرادته الحرة للتمرد على الله، بدلا من تمجيد الله. 
لذلك يعلمنا الوحي الآتي:
أولا، الله يعلن الأرض بعد تمرد آدم:
"17 وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ." تكوين 3.
إذا هذا التغيير الأول، حدث بسبب آدم؛ الله يعلن الأرض الجميلة الكاملة؛ فتتحول من مكان الراحة، لمكان التعب!
ثانيًا، نرى لعنة قايين، بسبب الكراهية والقتل:
"9 فَقَالَ الرَّبُّ لِقَايِينَ: «أَيْنَ هَابِيلُ أَخُوكَ؟»... 11 فَالآنَ مَلْعُونٌ أَنْتَ مِنَ الأَرْضِ الَّتِي فَتَحَتْ فَاهَا لِتَقْبَلَ دَمَ أَخِيكَ مِنْ يَدِكَ" تكوين 4.
وهذا هو التأثير الثاني، لعنت الأرض الإنسان بسبب خطية الكراهية وسفك الدم. إذًا آيات تكوين 6 أعلاه، تنقل نتيجة إفساد الإنسان لذاته ولنسله، وللأرض المُوَكَّلة إليه. هذا ليس ما عمله الله في الأصل؛ ولا تناقض بينه وبين نص تكوين 1. الأول يعكس النموذج الكامل الإلهي قبل أن يفسده الإنسان. والثاني، ينقل نتيجة إفساد الإنسان لنموذج الله الكامل؛ فلا تعارض بين الآيات أعلاه إطلاقًا.
كما يؤكد الوحي على هذه الحقيقة بشكل واضح ومطلق، على صحة الحالتين، وسبب وجودهما، فيقول: 
"أَنَّ اللهَ صَنَعَ الإِنْسَانَ مُسْتَقِيمًا، أَمَّا هُمْ فَطَلَبُوا اخْتِرَاعَاتٍ كَثِيرَةً" جامعة 7: 29.
صلاة:
نعم إلهي القدوس الكامل، أنت خلقتنا مستقيمين، ونحن الذين أفسدنا طرقك.
يا رب، سامحني وساعدني ألا أفسد عملك المجيد في حياتي أنا اليوم.
باسم أدرنلي

2: 1-2

الآيات: "1 فَأُكْمِلَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ وَكُلُّ جُنْدِهَا 2 وَفَرَغَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ. فَاسْتَرَاحَ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ عَمَلِهِ الَّذِي عَمِلَ"
الاعتراض الأول: كيف يمكن أن يكون الكون خلق في ستة أيام، والعلم يؤكد أن عمره بلايين السنين؟
الرد: للرد على هذا التساؤل المنطقي جدًا، نحتاج أن نفسر مفهومين:
أولا، كيف يقبل العلم الخلق من العدم؟
لا يمكن أن نوفق بين ما يقوله العلم من حيث تطور الأرض، وما يقوله الوحي من حيث خلق الأرض!! وذلك من ثاني كلمة في النص العبري، كلمة " برا" أي "خلق"!!
فالوحي يؤكد أن الله خلق كل شيء من العدم:
"3 بِالإِيمَانِ نَفْهَمُ أَنَّ الْعَالَمِينَ أُتْقِنَتْ بِكَلِمَةِ اللهِ، حَتَّى لَمْ يَتَكَوَّنْ مَا يُرَى مِمَّا هُوَ ظَاهِرٌ" عبرانيين 11.
فكيف يمكن أن نوفق بين قضية الخلق ذاتها من العدم وبين العلم الذي يُؤكد أن المادة لا تُخلق من العدم ولا تفنى بل تستحدث، أي تتغير من صورة لأخرى؟؟ فهنا يبدأ التضارب الأساسي في النص بين الوحي والعلم؛ وأما باقي الجدالات، فهي مبنية من هذا الاختلاف الأساسي ذاته. 
ثانيًا، الخلق فيه اختراق للعامل الزمني:
فإذا قبلنا قضية أن الكون خلق من العدم، وفهمنا معنى كلمة "خلق" من العدم، ستُحل قضية عمر الأرض؛ وذلك لسبب بسيط، وهو أن الخلق من العدم، دائما يتخطى الزمن والعمر الحقيقي العلمي. فيمكن أن يخلق الله الكون الآن، لكن مع عامل زمني يرجع لمليارات السنين!! ونرى هذا من عدة دلالات من النصوص نفسها. فعندما مثلا الله خلق آدم، كم كان عمره؟؟ هل كان طفل رضيع ابن دقيقة عندما خُلق؟؟ أم النص يبين أن الله خلقه بلحظة، لكن فيه تخطى الزمن فخلقه رجل؛ أي مع عامل زمني دعنا نقول عمره 20 سنة، لكن خلقه بلحظة!! فما الذي يمنع الله أن يخلق الأرض بلحظة، لكن مع عامل زمني يحمل مليارات السنين، وجزء من هذا المتحجرات وجميع الدلائل التي تدل على الزمن؟؟ ونرى هذا العامل الزمني في الخلق من نفس النص أيضًا، ليس من آدم فقط، بل من خلقه لحواء؛ كانت راشدة عندما خلقها ملائمة للزواج؛ أي مع عامل زمني لا يقل عن 15 عام على الأقل، مع أنه خلقها بلحظة (تكوين 2). والأشجار التي خلقها الله في اليوم الثالث، وعمل منها جنة أشجار جاهزة ومثمرة، أي مع عامل زمني يقدر ربما بمئات السنين لبعض الأنواع منها (تكوين 1: 11-13).  كذلك الصخر مثلا عندما يخلقه الله، يجب أن يعود لعامل زمني يمتد لمئات الملايين من السنين....إلخ. إذا الخلق يخترق الزمن، ويجب أن ندرك هذا عندما ندرس النصوص. لذلك لا يوجد أي مانع، من أن تكون الأيام حرفية ومدتها ستة أيام، لكن تحمل اختراقًا زمنيَا يتمد للمئات من الملايين من السنين من عمر الخليقة.

جدير الذكر أنه ليس جميع المفسرين يؤمنون بحرفية الأيام الستة، فآراء المفسرين الأساسية يمكن اختصارها بالآراء التالية: 

1- حرفية الأيام الستة:
وذلك من عبارة: "وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْمًا وَاحِدًا"، ويحاولون أن يستندوا على قلة من العلماء، الذين عندهم نظريات تؤكد بأن عمر الكون لا يتعدى السبعة آلاف سنة.
2- حرفية الأيام الستة، لكن بينها فترات زمنية تصل لملايين السنين:
أي أن الكتاب يؤكد وينقل أيام خلق الله للكون؛ لكن لا يجزم بأنه لم تمر ولا فترة زمنية بين أول يوم والثاني والثالث...إلخ. فعدد أيام الخلق هي ستة، لكن بين كل يوم ويوم، مر ملايين السنين!!
3- النصف يعادل مليارات السنين، والنصف الآخر حرفي:
فيقترحون أن أول ثلاثة أيام في الخلق، كان مقدارها المئات من الملايين من السنين؛ أي قبل خلق الكواكب في اليوم الرابع. ومن اليوم الرابع، الذي خلق فيه الله الشمس والقمر، بعدها بدأ الكون يعمل بتوقيت زمني ومنه تبدأ الأيام الحرفية (أي اليوم 24 ساعة). أي أن أول ثلاث أيام كان تباعدها مئات الملايين من السنين؛ ومن اليوم الرابع للسادس، كانت الأيام حرفية.
4- عدم حرفية السبعة أيام: وذلك من بعض الدلالات من النص:
الدلالة الأولى: إن أول ظهور لكلمة "يوم" في العبري، ظهرت في العبارة "وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَارًا" (تكوين 1: 5)؛ أي قيلت عن فترة النور، وترجمت بكلمة "نهار"؛ وهي نفس كلمة "يوم" بالعبري للمساء والصباح معًا. فالسؤال هو، كم كان طول هذا النور، أو النهار "يوم"؟؟؟ 
الدلالة الثانية: هي من اليوم السابع، فهو يوم لم ينتهي بعد، منذ أول أيام الخلق؛ أي هو مستمر، فكيف نعتمد إذا على حرفية الأيام الستة أو السبعة؟؟ 
الدلالة الثالثة: وهي من ذكر الوحي بعض التفاصيل التي حدثت في اليوم السادس، وهي خلق وحوش وبهائم الأرض، وأيضًا خلق الإنسان، أدم وحواء (تكوين 1: 24-31). ويفصل أنه في نفس اليوم الذي خلقت فيه البهائم والحيوانات، لقد طلب الله من آدم أن يسمي الحيوانات، وبعدها وجد أن ليس له نظير؛ وبعدها الله أنامه، وخلق حواء من ضلعه؛ فعملية خلق الحيوانات، خلق آدم، وتسمية لآلاف مؤلفة من الحيوانات من قبل آدم، وخلق حواء، من المستحيل أن تتم في يوم واحد!!! (تكوين 2: 18-13)؛ خاصة تسمية الآلاف من الحيوانات؛ واكتشاف آدم أن ليس له نظير أنثى!!! لذلك بعض هذه الدلالات، تنفي حرفية الأيام الستة.

الاعتراض الثاني: كيف تنسبون لله التعب كالبشر، وأنه أضطر أن يستريح من عمله في اليوم السابع!! هل يعقل هذا الكلام!!؟؟
الرد: كما يبدو من الاعتراض، هناك سوء فهم لمعنى "راحة الرب"؛ إن العبارة لا تعني إطلاقًا أن الله تعب، لذلك استراح من أعماله!! بل الوحي يريد أن يخبرنا أن الله أورد ركن سابع في الخليقة، ركن لا يراه الإنسان، اسمه راحة الرب؛ يسمى أيضًا الجنة، الفردوس، مكان حضور الله. وهو يبدأ من تسديد احتياج الإنسان لله وللعلاقة الحية المستمرة معه. لذلك جميع الحضارات التي قامت على الأرض عبر العصور، كانت تحمل نوع من أنواع العبادات والديانات!! لماذا؟؟؟ لأن فطرة الإنسان تشهد له أنه يوجد ركن سابع في الخليقة، اسمه راحة الرب؛ مغروس في فطرة الإنسان يحثه دائمًا أن يبحث عن الله وراحته، كما يؤكد الوحي:
"11 صَنَعَ الْكُلَّ حَسَنًا فِي وَقْتِهِ، وَأَيْضًا جَعَلَ الأَبَدِيَّةَ فِي قَلْبِهِمِ، الَّتِي بِلاَهَا لاَ يُدْرِكُ الإِنْسَانُ الْعَمَلَ الَّذِي يَعْمَلُهُ اللهُ مِنَ الْبِدَايَةِ إِلَى النِّهَايَةِ" جامعة 3.
فعندما سقط آدم من راحة الرب، بدأ الله عملية رده إليه، فبدأ يقدم له قضية حفظ السبت، كرمز لإدراك احتياجه لله، وتذوقه الباهت لراحة الرب. إلى أن عزز هذا المفهوم وحي العهد الجديد، بأن راحة الرب هي تبدأ هنا على الأرض، عن طريق العيش بالروح؛ يعني أن أعيش حياة، الله سائد فيها على جميع ما أعمله وأفكر به: 
"4 لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابعِ هكَذَا: وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ ... 10 لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ (الله) اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضًا مِنْ أَعْمَالِهِ (من أعمال الجسد)، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ" عبرانيين 4.
أي خلع أعمال الجسد بالطبيعة القديمة قبل المسيح؛ والسلوك بالروح، أي بحسب ما يأمرني به الرب في الإنسان الجديد: 
"17 إِذًا إِنْ كَانَ أَحَدٌ فِي الْمَسِيحِ فَهُوَ خَلِيقَةٌ جَدِيدَة،ٌ الأَشْيَاءُ الْعَتِيقَةُ قَدْ مَضَتْ، هُوَذَا الْكُلُّ قَدْ صَارَ جَدِيدًا" 2 كورنثوس 5.
"22 أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ" أفسس 4.

باسم أدرنلي

2: 16-17

الآيات:  "16 وَأَوْصَى الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ قَائِلاً: مِنْ جَمِيعِ شَجَرِ الْجَنَّةِ تَأْكُلُ أَكْلاً، 17 وَأَمَّا شَجَرَةُ مَعْرِفَةِ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ فَلاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوت"
الاعتراض الأول: ما الذي يؤكد لنا أن قصة آدم وحواء والشجرة والوصية وسقوطهما، هي قصة حقيقية، وليس رمزية؟
الرد: إن الكتاب يؤكد بشكل قاطع أن آدم وحواء هم أشخاص حقيقيين وليسوا رموزًا؛ وذلك لعدة دلائل قاطعة من النصوص:
أولا، نموذج الزواج: 
خلق الله حواء من أحد ضلوع آدم، وزوجها؛ فنرى أن المسيح نظر لذلك الزواج كزواج حقيقي، الله وضع مبادئه لباقي البشر، بقوله: "4 فَأَجَابَ وَقَالَ لَهُمْ: «أَمَا قَرَأْتُمْ أَنَّ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْبَدْءِ خَلَقَهُمَا ذَكَرًا وَأُنْثَى؟ 5 وَقَالَ: مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا" متى 19. 
وهو استشهاد بشكل واضح من تكوين 1، عن نموذج الزواج الأول الذي وضعه الله من البدء، كحدث حقيقي، بين أشخاص حقيقيين.
ثانيا، نسل آدم حقيقي ويمتد إلينا: 
الكتاب يعرض أولاد آدم، وأحداث حقيقية دارت معهم؛ مثل قايين الذي قتل آخاه (تكوين 4) ويعرض أولاد قايين ابتداء من حانوك "18 وَوُلِدَ لِحَنُوكَ عِيرَادُ. وَعِيرَادُ وَلَدَ مَحُويَائِيلَ. وَمَحُويَائِيلُ وَلَدَ مَتُوشَائِيلَ. وَمَتُوشَائِيلُ وَلَدَ لاَمَكَ....".  ومن ثم نسل آدم من شيث، نسل حقيقي، استمراره في تكوين 5 "1 هذَا كِتَابُ مَوَالِيدِ آدَمَ، يَوْمَ خَلَقَ اللهُ الإِنْسَانَ. عَلَى شَبَهِ اللهِ عَمِلَهُ 2 ذَكَرًا وَأُنْثَى خَلَقَهُ، وَبَارَكَهُ وَدَعَا اسْمَهُ آدَمَ يَوْمَ خُلِقَ.  3  وَعَاشَ آدَمُ مِئَةً وَثَلاَثِينَ سَنَةً، وَوَلَدَ وَلَدًا عَلَى شَبَهِهِ كَصُورَتِهِ وَدَعَا اسْمَهُ شِيثًا....". 
وبعدها يستمر في تفصيل نسل أولا نوح، سام، حام ويافت (في تكوين 10)؛ فمن المستحيل أن يكونا آدم وحواء شخصيات رمزية، ويفصل نسلهما بهذا التفصيل!! وحتى يفصل نسل ابن آدم شيث، إلى المسيح في لوقا 3: 23-38.
نرى أيضًا في الوحي استمرارية التأكيد أن جميع البشر على الأرض هم نسل آدم، وليس فقط الصالحين: 
"3 تُرْجعُ الإِنْسَانَ إِلَى الْغُبَارِ وَتَقُولُ: ارْجِعُوا يَا بَنِي آدَمَ" مزمور 90. 
"26 وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ ..." أعمال 17.
ثالثًا، المسيح مرتبط بنسل آدم: 
نعلم أن حواء خلقت من ضلع آدم، فهي مرتبطة بنسل آدم. لذلك يقول الوحي في النقطة السابقة "26 وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ ..." أعمال 17. ولذلك يرجع نسل المسيح الذي أتى من نسل المرأة أيضًا إلى آدم؛ وذلك من خلال نسل العذراء المذكور في لوقا 3، فيقول:
"23 وَلَمَّا ابْتَدَأَ يَسُوعُ كَانَ لَهُ نَحْوُ ثَلاَثِينَ سَنَةً، وَهُوَ عَلَى مَا كَانَ يُظَنُّ ابْنَ يُوسُفَ، بْنِ هَالِي... 38 بْنِ أَنُوشَ، بْنِ شِيتِ، بْنِ آدَمَ، ابْنِ اللهِ" لوقا 3.
فلا يعقل أن يذكر الوحي آدم وكل نسله إلى المسيح، ويكون آدم شخصية وهمية!!
رابعًا، آدم هو المذنب في دخول الخطية للعالم:
"12 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ... 14 لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَم.." رومية 5.
كيف يمكن أن يكون آدم شخصية وهمية، والوحي يضع عليه الذنب لدخول الخطية والموت إلى العالم!!؟
"17 وَقَالَ لآدَمَ: «لأَنَّكَ سَمِعْتَ لِقَوْلِ امْرَأَتِكَ وَأَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ قَائِلاً: لاَ تَأْكُلْ مِنْهَا، مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ. بِالتَّعَبِ تَأْكُلُ مِنْهَا كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكَ" تكوين 3.
كيف يعقل أن يلعن الله الأرض لأجل خطية شخص وهمي!!؟؟ هذا هراء خالط!
نعم الوحي يطرح الكثير من الأمثلة، لشخصيات وهمية، لكي يعلمنا من خلالها دروس، أو يوضح من خلالها رسالة تعليمية: مثل أمثال المسيح؛ ومثل الأخوين اللذين قتل أحدهم الآخر (2 صموئيل 14)؛ ومثل العوسج وأرز لبنان (2 ملوك 14: 9-10)... إلخ. أما وضع قصة رمزية، ومن ثم تذنيب شخصية وهمية فيها بذنب لعن الأرض، وإدخال الخطية والموت للعالم، فهذا هراء خالص وخالي من أي منطق، لا يمكن لعقل سليم قبوله!!

الاعتراض الثاني: الله يقول في آية تكوين 2، أنه يوم يأخذ من الشجرة يموت؛ لكنه لم يمت، بل عاش 930 سنة، أليس هذا تناقض واضح؟
الرد: لا يوجد أي تعارض بين قول الله لآدم أعلاه: "لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوت" (تكوين 2: 17)؛ وبين عدم موته بالحال. حيث الله قصد من قوله هذا، أنه سيموت موت روحي وجسدي. الموت الروحي، هو انفصال فوري عن الله؛ والموت الجسدي، يعني أن آدم وحواء فقدا خلودهما، ودخل الموت على حياتها. أي أن الإنسان أصبح يعيش في الجسد الفاسد؛ الذي سيمرض، يتوجع، يهرم، ويومًا ما سيموت. كما أعلن له الله بعدما أخذ من الشجرة: "حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ»" (تكوين 3: 19). وهي آية واضحة تؤكد أن موت الجسد لن يحدث حالاً كما تظن أخي الناقد!
الموت الروحي:
وهو انفصال الإنسان عن الله. حيث نراه فعلا حدث حالاً كما قال الله "يوم تأكد..". وذلك عندما طرد الله آدم وحواء من الجنة في الحال؛ وهي مكان حضور الله. وذلك في نفس أصحاح تكوين 3: "23 فَأَخْرَجَهُ الرَّبُّ الإِلهُ مِنْ جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَ الأَرْضَ الَّتِي أُخِذَ مِنْهَا. 24 فَطَرَدَ الإِنْسَانَ، وَأَقَامَ شَرْقِيَّ جَنَّةِ عَدْنٍ الْكَرُوبِيمَ، وَلَهِيبَ سَيْفٍ مُتَقَلِّبٍ لِحِرَاسَةِ طَرِيقِ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ."
لذلك أتى المسيح ليحل مشكلة موتنا الروحي، وينقلنا من هذا الموت للحياة الروحية مع الله من جديد:
"24 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كَلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ، بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ." يوحنا 5.
كما نرى من الآية، يسمي حالتنا قبل قبولنا لكفارة المسيح، "موت"؛ وحالتنا بعد توبتنا، وقبول المسيح كمنقذ، هي "الحياة"؛ التي خسرها آدم يوم أخذ من الشجرة. فكيف تكون حالتنا قبل قبولنا للمسيح حالة موت، ونحن بعد أحياء!؟ نرى هذا بوضوح من الآية "من يسمح كلامي ويؤمن... قد انتقل من الموت للحياة". إذا يكلم في الآية إناس أحياء! لذلك الموت هنا هو موت روحي بسبب الخطية؛ وهو الانفصال عن الله، لأنه هو حياتنا. كما قال الله لموسى: "إِذْ تُحِبُّ الرَّبَّ إِلهَكَ وَتَسْمَعُ لِصَوْتِهِ وَتَلْتَصِقُ بِهِ، لأَنَّهُ هُوَ حَيَاتُكَ" تثنية 30: 20.
لا تُفَوِّت الفرضة أخي الناقد، اقبل يد الله الممتدة لك من خلال كفارة المسيح؛ حيث لا نجاه من الموت الأبدي، إلا فيه.
كما قلنا في المقدمة، هذا الموت حدث في الحال، كما قال الله لآدم بدقة: "لأَنَّكَ يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا مَوْتًا تَمُوت." فما قاله الله لآدم، صدق فيه، بخلاف ظن الناقد، وفعلا في الحال.
الموت الجسدي:
أما الموت الجسدي، كما قلنا في المقدمة، فأعلنه الله لآدم: "حَتَّى تَعُودَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أُخِذْتَ مِنْهَا. لأَنَّكَ تُرَابٌ، وَإِلَى تُرَابٍ تَعُودُ»."
وهذه العبارة "حتى تعود إلى الأرض" تؤكد أنه لن يموت في الحال، كما طرح المعترض.
ونرى العهد الجديد يؤكد أيضًا فقدان آدم لحالة خلوده، ودخول الموت الجسدي على آدم ونسله، حيث يقول:
"12 مِنْ أَجْلِ ذلِكَ كَأَنَّمَا بِإِنْسَانٍ وَاحِدٍ دَخَلَتِ الْخَطِيَّةُ إِلَى الْعَالَمِ، وَبِالْخَطِيَّةِ الْمَوْتُ، وَهكَذَا اجْتَازَ الْمَوْتُ إِلَى جَمِيعِ النَّاسِ، إِذْ أَخْطَأَ الْجَمِيعُ ... 14 لكِنْ قَدْ مَلَكَ الْمَوْتُ مِنْ آدَمَ إِلَى مُوسَى، وَذلِكَ عَلَى الَّذِينَ لَمْ يُخْطِئُوا عَلَى شِبْهِ تَعَدِّي آدَمَ.." رومية 5.
إذا مات آدم موتًا روحيًا في الحال، كما قال الله في تكوين 2: 17؛ وأيضًا فقد خلوده، ودخل الموت جسدي على حياته، بعد أن عاش 930 سنة. فلا يوجد أي تناقض بين الموتين.

باسم أدرنلي

3: 14

الآيات:  "14 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ"
الاعتراض الأول:  هل تأكل الحية التراب!! أي خرافة هذه؟؟
الرد:  للرد على الاعتراض المنطقي جدًا، يجب أن نوضح الآتي:
أولا: إن الخطاب الموجه للحية في النص، يختلف عن الخطاب الموجه لآدم وحواء. الخطاب لآدم وحواء كان حرفي، لازم معناه. أما الخطاب للحية، فنرى فيه أنه يحتوي على العواقب الحرفية، وأيضًا العواقب الرمزية، المجازية. والسبب في هذا هو أن الرب لا يتكلم عن الحية كحيوان فقط، بل ككائن آخر في نفس الوقت متقمص شخصية الحية، وهو إبليس.
لأن الوحي يوضح أن الذي ظهر لحواء هو إبليس بشكل حية (راجع رؤيا 12: 9  و20: 2).
لذلك نجد في النص لعنة حرفية على الحية كحيوان:
"14..مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ.." تكوين 3.
ونجد أيضًا في النص لعنة مجازية، عن الحية كإبليس، الشيطان:
"14.. وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. 15 وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ" تكوين 3.
أكيد الخطاب المجازي في آخر 14 و15، فيه الله لا يكلم الحية كحيوان. فأكل التراب هو تعبير مجازي على هزيمة إبليس وعاره، والعداوة بينه وبين والمرأة ونسلها؛ هي عواقب لا تخص الحية كحيوان إطلاقًا، بل إبليس.
ثانيًا: إن مصطلح "أكل التراب"، لا يقصد به المعنى الحرفي كما قلنا، بل المجازي. وهو يعني أن إبليس سيكون ملعونًا ومذلولاً، محاط بالشر والعار والخوف...إلخ. نعلم هذا من تعابير الكتاب نفسه، الذي أشار للتراب كصورة عن حياة الشر:
"9 أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ، وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ" مزمور 72. 
وكلمة "يلحسون" بالعبري هي "لكك" وهي نفس الكلمة التي استخدمها النبي ميخا عن الحية، في نفس التعبير، فيقول: "17 يَلْحَسُونَ التُّرَابَ كَالْحَيَّةِ، كَزَوَاحِفِ الأَرْضِ. يَخْرُجُونَ بِالرِّعْدَةِ مِنْ حُصُونِهِمْ، يَأْتُونَ بِالرُّعْبِ إِلَى الرَّبِّ إِلهِنَا وَيَخَافُونَ مِنْكَ" ميخا 7.
هنا يتكلم عن الناس التي أعطت إبليس سلطة قيادة حياتها. وهذا يبرهن بشكل قاطع المعنى، وهو الذل والهوان.
أيضًا الالتصاق بالتراب يعبر عن الذل والهوان:
"5 ... وَلْيَحُطَّ إِلَى التُّرَابِ مَجْدِي" مزمور 7
"39 نَقَضْتَ عَهْدَ عَبْدِكَ نَجَّسْتَ تَاجَهُ فِي التُّرَابِ" مزمور 89 
"25 لَصِقَتْ بِالتُّرَابِ نَفْسِي فَأَحْيِنِي حَسَبَ كَلِمَتِكَ" مزمور 119.
لكن يؤكد الوحي أن الله قادر أن يخرج من الذل نفس الإنسان، أي من التراب: 
"7 الْمُقِيمِ الْمَسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ، الرَّافِعِ الْبَائِسَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ" مزمور 113.  
وهذا وعد عظيم من الله الأمين لكل إنسان تائب، يقبل يد الله الممتدة له من خلال كفارة المسيح.

الاعتراض الثاني:  لماذا يصنف الحية من البهائم، البهائم هي الثديات؟؟
الرد:  يحب أن ندرك هنا أننا نتكلم هنا على لغة تعود إلى قرابة ستة آلاف سنة بحسب التقليد اليهودي. فيه الله بلغة العالم القديم، صنف الحيوانات إلى ثلاث فئات فقط. سمك بحر، طير سماء، وكل حيوان كائن يعيش على الأرض.
"28.. وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ" تكوين 1.
من جهة الحيوانات التي تيعش على الأرض، استخدم نص التكوين ثلاث كلمات:
(1) التنانين العظام "הַתַּנִּינִם הַגְּדֹלִים "، وهي أول ما خلق واستخرجها من الماء (وهذا أعظم إعجاز علمي، لأنه علميًا فعلا الحياة بدأت من المياه)؛ وعلى الأرجع يتكلم في النص عن الدايناصورات؛ وذلك من كلمة "العظام". خلقها الله في اليوم الخامس.
(2) كلمة بهائم، "הַבְּהֵמָה" "بهماه"، أي كائن حي أرضي، في نص سفر التكوين؛ أول ما ذكرت هذه الكلمة كان في العدد 24، والبهائم نعم تشمل جميع الحيوانات، ما عدا الحشرات.
(3) الحشرات، وهي مشمولة بتعبير "כָל-חַיָּה" أي "كل حي"، يقصد به كل مظاهر الحياة المتبقية.
فتصنيف الحية هو من البهائم؛ كلام سليم مئة بالمئة.

باسم أدرنلي
 

3: 16

الآيات: "16 وَقَالَ لِلْمَرْأَةِ: تَكْثِيرًا أُكَثِّرُ أَتْعَابَ حَبَلِكِ، بِالْوَجَعِ تَلِدِينَ أَوْلاَدًا. وَإِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ"
الاعتراض: هل عقوبة وجع الحمل والولادة وُضعت على المرأة للأبد، أم إلى حين حل قضية الخطية بالمسيح؟ وإذا وُضع حل لها بالتكفير عن الخطايا بواسطة المسيح، لماذا لم ينتهي وجع الحمل والولادة لدى جميع المؤمنات بالمسيح؟؟
الرد: إن الناقد بنقده السابق، يقدم افتراضين خاطئين:
الأول: أن فداء المسيح يعني رد للإنسان كل عواقب الخطية التي خلفها آدم، بشكل حالي وفوري، وبمجيء المسيح الأول!! ففي هذا، نرى عدم إدراك لما يوضحه الكتاب عن الفداء والسبب لمجيء المسيح الأول، ولماذا لم يُكمل عمل الله في حياة البشر في مجيئه الأول، لذلك أعلن الوحي أنه سيأتي المسيح مرة ثانية.
الثاني: إن الناقد يفترض أنه إذا لم يكن رد كل خير للإنسان حالي وفوري، هذا ‏يعني أن الفداء ليس حقيقي!!  
إن كلا الافتراضين خاطئين؛ فكون المؤمن لم ينل كل ميراثه، هذا لا يعني أن الخلاص وهمي! فإذا كان لأب ابن وحيد، وكتب الأب في وصيته كل شيء لابنه؛ فإذا ‏لم يستطع الولد أن يتمتع في الميراث في الحال وأبوه حي، هل هذا يعني أن الوصية وهمية؟؟ ‏بالطبع لا، فهذا المنطق مغلوط كليًا. 
إن المسيح فدى الإنسان من الخطية ومن جميع نتائج الخطية؛ لكن تخليص البشر والعالم من نتائج الخطية، مرتبط في تغيير جسد الإنسان الترابي وطبيعة العالم الساقط. وبخصوص هذا، اختار الرب ألا يحلها في مجيء المسيح الأول. لذلك يخبرنا الوحي أن المسيح سيأتي ثانية ويرد كل شيء خسره آدم في حياة البشر والأرض، وهذا سيكون من جميع الذين سيقبلون يد الله الممتدة لهم من خلال خلاص المسيح:
"1 ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ. 2 وَأَنَا يُوحَنَّا رَأَيْتُ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةَ نَازِلَةً مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ اللهِ مُهَيَّأَةً كَعَرُوسٍ مُزَيَّنَةٍ لِرَجُلِهَا. 3 وَسَمِعْتُ صَوْتًا عَظِيمًا مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «هُوَذَا مَسْكَنُ اللهِ مَعَ النَّاسِ، وَهُوَ سَيَسْكُنُ مَعَهُمْ، وَهُمْ يَكُونُونَ لَهُ شَعْبًا، وَاللهُ نَفْسُهُ يَكُونُ مَعَهُمْ إِلهًا لَهُمْ. 4 وَسَيَمْسَحُ اللهُ كُلَّ دَمْعَةٍ مِنْ عُيُونِهِمْ، وَالْمَوْتُ لاَ يَكُونُ فِي مَا بَعْدُ، وَلاَ يَكُونُ حُزْنٌ وَلاَ صُرَاخٌ وَلاَ وَجَعٌ (هذا هو توقيت الله لإنهاء الوجع، وكل سلبيات عالمنا) فِي مَا بَعْدُ، لأَنَّ الأُمُورَ الأُولَى قَدْ مَضَتْ». 5 وَقَالَ الْجَالِسُ عَلَى الْعَرْشِ: «هَا أَنَا أَصْنَعُ كُلَّ شَيْءٍ جَدِيدًا!». وَقَالَ لِيَ: «اكْتُبْ: فَإِنَّ هذِهِ الأَقْوَالَ صَادِقَةٌ وَأَمِينَةٌ»." رؤيا 21.
باسم أدرنلي

3: 22

الآيات:  "22 وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَد"
الاعتراض:  لماذا يستخدم الكتاب هنا صيغة الجمع عن الله؟
الرد:  للرد على السؤال، هناك ثلاث نقاط:
أولا من الناحية اللغوية: في اللغة العبرية، لا يجوز أن تطلق صيغة مفردة على إسم الله وهو "إلوهيم" بالجمع. فلا يجوز أن يقول النص "أعمل الإنسان على صورتي.."، والكلمة "إلوهيم" بالجمع، أي تعني حرفيًا جمع إله!! 
ثانيًا، فيه إشارة للثالوث الإلهي: إن اللفظ لا يحمل فقط البعد اللغوي، بل أيضًا يصور الله كإله واحد، لكنه جامع. مثلا في آية تكوين 3 "22  وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ..." في هذا النص، يقول إن الانسان قد صار "كواحدٍ منَّا" أي واحد من جمع، ولهذا يوضح العهد الجديد فكرة الثالوث؛ أن الله واحد في ثلاث أقانيم؛ الآب، الابن والروح القدس. فلو كان الله هنا مثلا يتكلم بصيغة الإجلال لذلك يتكلم بالجمع، لقال "قد صار مثلنا" وليس "كواحدٍ منَّا". هذا القول يكسر فكرة أن استخدام صيغة الجمع هي من أجل تعظيم الله، بل هنا في هذه الآية مثلا، الله يريد أن يشير للإنسان أنه صار كواحد من الأقانيم الثلاثة، وليس كألله بشكل.
ثالثًا، فيه إشارة نبوية للحل الإلهي: وهو بأن يصير الإنسان كأقنوم الابن، أي يسوع المسيح، لكي ينال الحياة من جديد. لذلك يقول "هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا" وليس "قد صار مثلنا"؛ أي سيصير كواحد منا؛ أي كأقنوم الله الابن، يسوع المسيح بعمل الفداء: "29 لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ" رومية 8؛ وأيضًا في 1 يوحنا 3 "2.. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ". بكلمات أخرى، "قد صار كواحد منا" تعني، أنه لكي يستطيع أن يأخذ الإنسان من شجرة الحياة مرة أخرى ويحيى إلى الأبد، كما أكد المسيح: "7.. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ" رؤيا 2، يجب أن يرجع لنفس طبيعة المسيح من جديد (التي خلق عليها)؛ لذلك منع الله آدم من الوصول لشجرة الحياة حالا بعد سقوطه، لكيلا يحيى بخطيته إلى الأبد؛ بل أراد الله أن يحيى إلى الأبد، بالطبيعة المبررة، طبيعة المسيح (الأعداد 22-24).
باسم ادرنلي

4: 17

الآيات:  " 17وَعَرَفَ قَايِينُ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوكَ. وَكَانَ يَبْنِي مَدِينَةً فَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ كَاسْمِ ابْنِهِ حَنُوكَ."
الاعتراض:  من أين أتت امرأة قايين، وهل كان يعيش أناس آخرين على الأرض، غير عائلة آدم؟
الرد:  للرد على هذا الاعتراض يجب أن نوضح عدة نقاط:
أولا:  إن الكتاب يوضح أن جميع البشر على الأرض هم نسل آدم؛ سواء كانوا من شعب الرب أم لا: "5 فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا (أي برج بابل)" تكوين 11؛ أيضًا "26 وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ..." أعمال 17.  
ثانيًا: الكتاب لا يوضح كم كان عمر آدم حينما أنجب قايين وهابيل، لكنه يقول فقط أنه كان عمر آدم 130 سنة حينما أنجب، شيثًا (تكوين 5: 3).  حتى لا يوضح الكتاب هل كان قايين أول ولد ولده آدم أم لا.  بل ببساطة يقول: " 1  وَعَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. وَقَالَتِ: «اقْتَنَيْتُ رَجُلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ». 2  ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَخَاهُ هَابِيلَ...". فهل ممكن أن يكون آدم قد أنجب قايين مثلا وعمره 100 عام، وولد أولاد وبنات كثيرين قبله؟ بالطبع ممكن.
ثالثًأ:  واضح عندنا هنا أن قايين قتل هابيل، ليس قبل مولد شيث بزمن كبير، حيث قالت امرأة آدم حينما ولد شيث: " 25  وَعَرَفَ آدَمُ امْرَأَتَهُ أَيْضاً فَوَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ شِيثاً قَائِلَةً: «لأَنَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ لِي نَسْلاً آخَرَ عِوَضاً عَنْ هَابِيلَ». لأَنَّ قَايِينَ كَانَ قَدْ قَتَلَهُ"؛ ومن هذا القول نستطيع أن نستنتج أنها كانت لا زالت متألمة من تلك الجريمة؛ فلا يمكن أن يكون قد مضى على تلك الجريمة مثلا 100 عام.  وواضح أيضًا من النصوص، أن قايين تزوج بعدما قتل أخاه (تكوين 4: 17).
وجميع ما ورد يقودنا لاحتمالين:
الاحتمال الأول: أن يكون قايين هو ابن آدم البكر فعلا، فيكون أن قايين قد قتل هابيل وعمره على الأقل 120 عام. وهنا لا يعقل أن يكون آدم قد عاش 120 سنة دون أن ينجب أولاد وبنات آخرين؛ خاصة أن وصية الله لهم كانت "28... أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ"؟؟  في وقت لم يكن فيه أي وسائل لتحديد النسل؟ فيكون قد خرج من آدم شعوب وقبائل في الـ 120 عام؛ ومنها يكون قايين قد تزوج.
الاحتمال الثاني: أن لا يكون قايين ابن آدم البكر، ويكون عمر آدم 100 عام مثلا حينما أنجبه؛ فيكون أيضًأ أن آدم أنجب بنين وبنات كثيرين قبل قايين في الـ 100 عام التي قبله، لنفس السبب في الاحتمال الأول. فنرى أنه في الحالتين، كان قد خرج من آدم وحواء شعوب وقبائل؛ يكون قد تزوج منهم قايين فيما بعد، فلا يوجد أي نسل آخر على الأرض، ليس من آدم؛ وتزوج قايين بأحد أخواته التي خرجت من نسل آدم.

جدير بالذكر هنا،  أنه لم يكن الزواج بالأخت ممنوعًا منذ البدء، لأننا نعرف مثلا أن إبراهيم كان زوج سارة، أخته من الأب (تكوين 20: 12). أما نهي الله عن الزواج من الأخوات، فقد أتى في شريعة موسى التي أتت بعد إبراهيم بحوالي 600 عام؛ وبعد آدم وحواء بحوالي 2600 سنة (تثنية 27: 22).

باسم ادرنلي

5: 24

الآيات:  "24 وَسَارَ أَخْنُوخُ مَعَ اللهِ، وَلَمْ يُوجَدْ لأَنَّ اللهَ أَخَذَهُ "
مقارنة مع يوحنا 3 "13 وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ الَّذِي هُوَ فِي السَّمَاءِ."
مقارنة مع 2 ملوك 2 "11 وَفِيمَا هُمَا يَسِيرَانِ وَيَتَكَلَّمَانِ إِذَا مَرْكَبَةٌ مِنْ نَارٍ وَخَيْلٌ مِنْ نَارٍ فَصَلَتْ بَيْنَهُمَا، فَصَعِدَ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ."
الاعتراض: إن المسيح هنا في يوحنا 3، يقول أنه ليس أحد صعد إلى السماء إلى هو، لكن في تكوين 5، نرى أن أخنوخ صعد للسماء، وفي 2 ملوك 2، إيليا صعد للسماء؛ فهل المسيح أخطأ في هذا القول!؟
الرد: أكيد قول المسيح بأقصى درجات الدقة، ونعم لم يخطئ بالقول. للرد على هذا الاعتراض المنطقي جدًا، نقول:
أولا: يوجد اختلاف شاسع بين إيليا  وأخنوخ والمسيح، إيليا وأخنوخ أصعدا من الله إلى السماء؛ ولم يصعدا إلى السماء بذاتهما. فيقول عن أخنوخ: "اللهَ أَخَذَهُ"، أي أصعده. ويقول في آية أخفاها الناقد من أول الأصحاح نفسه الذي استشهد منه: " وَكَانَ عِنْدَ إِصْعَادِ الرَّبِّ إِيلِيَّا فِي الْعَاصِفَةِ إِلَى السَّمَاءِ.." (2 ملوك 2: 1). أي أن كلا أخنوم وإيليا، الله هو من أصعدهما، ولم يصعدا من ذاتهما. أما المسيح فيقول آية يوحنا 3، أعلاه: "وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ.."، فلم يقل "وليس أحد أصعد إلى السماء..." فالمسيح ذاته من صعد ونزل، لم يصعده الله. فكلام المسيح في أقصى درجات الدقة.
ثانيًا: إن المسيح هنا أراد يبرز أنه هو الله المتجسد؛ فبعد أن أعلن لنقوديموس بدرايته الكاملة بالأمور السماوية والأرضية، التي تفوق مستوى للأنبياء والبشر. وذلك بقوله قبل الآية أعلاه: 
"11 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكَ: إِنَّنَا إِنَّمَا نَتَكَلَّمُ بِمَا نَعْلَمُ وَنَشْهَدُ بِمَا رَأَيْنَا وَلَسْتُمْ تَقْبَلُونَ شَهَادَتَنَا. 12 إِنْ كُنْتُ قُلْتُ لَكُمُ الأَرْضِيَّاتِ وَلَسْتُمْ تُؤْمِنُونَ فَكَيْفَ تُؤْمِنُونَ إِنْ قُلْتُ لَكُمُ السَّمَاوِيَّاتِ؟" يوحنا 3 
بعدها يُعلن المسيح أنه هو الله مستخدمًا آية معروفة، ومن المفترض أن نيقوديموس يعرفها جيدًا؛ من سفر الأمثال 30، عن الله: 
"4 مَن صَعِدَ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَنَزَلَ؟ (الجواب البديهي: الله) مَن جَمَعَ الرِّيحَ في حُفْنَتَيْهِ؟ (الله) مَن صَرَّ الْمِيَاهَ في ثَوْبٍ؟ (الله) مَن ثَبَّتَ جَمِيعَ أَطْرَافِ الأَرْضِ؟ (الله) مَا اسْمُهُ وَمَا اسْمُ ابْنِهِ إِنْ عَرَفْتَ؟ (أقنوم الكلمة، الابن)" أمثال 30.
الآية تعكس أسلوب أدبي معروف للأمم السامية؛ فيه يطرح النص أسئلة بديهية وجوابها بديهي (لذلك أضيف الجواب في اللون الأزرق).
نعم ذاك هو الله الذي نزل وصعد، كناية لظهوره في العالم بشخص أقنوم الابن. إن الله له اسم، وابنه له إسم، وهو ابن الإنسان. فشتان بين إيليا وأخنوخ والمسيح؛ إيليا وأخنوم لم يصعدا للسماء، بل أصعدا من قبل الله إلى السماء، بخلاف المسيح، أقنوم الكلمة، الابن. 
ثالثًا: المسيح صعد بالماضي!!
انتبه أخي الكريم لآية يوحنا أعلاه، هو يقول أنه صعد للسماء في الماضي:
"وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ.."
فمتى صعد المسيح إلى السماء في الماضي، وهو على الرض؟ إلا إذا صعد قبل تجسده؟
لذلك يؤكد الوحي أن أقنوم الابن ظهر مرارًا وتكرارًا على الأرض، بطرق عديدة. وهو أيضًا في السماء؛ كما قال الوحي من خلال يوحنا في بداية وحيه؛ أن المسيح هو النور الحقيقي، الذي كان آتيًا للعالم؛ لكنه في نفس الوقت، "كان في العالم"، أي قبل تجسده!!
"9 كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ. 10 كَانَ فِي الْعَالَمِ، وَكُوِّنَ الْعَالَمُ بِهِ، وَلَمْ يَعْرِفْهُ الْعَالَمُ" يوحنا 1
وعندما أعلن صعوده للسماء، قال شيء في غاية الأهمية:
"62 فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً!" يوحنا 6.
نعم عندما صعد المسيح للسماء، صعد حيث كان أولا (قبل التجسد)، أي في السماء. فهنا يقول تمامًا ما يقوله في آية يوحنا 3، لكن بالعكس. هو سيصعد، حيث كان – أي في السماء.
لأنه ليس أحد صعد إلى السماء، إلى الذي نزل من السماء – أقنوم الكلمة، الابن! 
وهذا يقودنا للنقطة الأخيرة:
رابعًا: المسيح يتميز عن أخنوخ وإيليا، ليس فقط أنه صعد للسماء بذاته، بل أيضًا في أنه نزل من السماء!! حيث قال أعلاه: "وَلَيْسَ أَحَدٌ صَعِدَ إِلَى السَّمَاءِ إِلاَّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ ابْنُ الإِنْسَانِ.."
فبالإضالة لجميع الامتيازات السابقة، لم ينزل من السماء أحدٌ قط، منذ خلق آدم، سوى المسيح، أقنوم الابن. وها آيات تؤكد هذا:
"9 كَانَ النُّورُ الْحَقِيقِيُّ الَّذِي يُنِيرُ كُلَّ إِنْسَانٍ آتِيًا إِلَى الْعَالَمِ" يوحنا 1
"35 فَقَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ خُبْزُ الْحَيَاةِ. مَنْ يُقْبِلْ إِلَيَّ فَلاَ يَجُوعُ، وَمَنْ يُؤْمِنْ بِي فَلاَ يَعْطَشُ أَبَدًا... 38 لأَنِّي قَدْ نَزَلْتُ مِنَ السَّمَاءِ، لَيْسَ لأَعْمَلَ مَشِيئَتِي، بَلْ مَشِيئَةَ الَّذِي أَرْسَلَنِي... 51 أَنَا هُوَ الْخُبْزُ الْحَيُّ الَّذِي نَزَلَ مِنَ السَّمَاءِ. إِنْ أَكَلَ أَحَدٌ مِنْ هذَا الْخُبْزِ يَحْيَا إِلَى الأَبَدِ. وَالْخُبْزُ الَّذِي أَنَا أُعْطِي هُوَ جَسَدِي الَّذِي أَبْذِلُهُ مِنْ أَجْلِ حَيَاةِ الْعَالَمِ»... 62 فَإِنْ رَأَيْتُمُ ابْنَ الإِنْسَانِ صَاعِدًا إِلَى حَيْثُ كَانَ أَوَّلاً!" يوحنا 6.
باسم أدرنلي

6: 3

الآيات:  "3 فَقَالَ الرَّبُّ: لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَة"

الاعتراض:  لماذا قرر الله بعدها أن يسكن بروحه في البشر مناقضًا الآية؛ مثل شاول، داود، وجميع أتباع المسيح!! ألا يتبيَّن من هذا أن الله قد غير رأيه ونقضه؟

الرد:  هناك أمور عديدة لم ينتبه لها المعترض؛ أولا قرينة للآية، حيث يتابع الله بعد العبارة ويقول: "هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَة"؛ فعبارة لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد، تتكلم عن نسمة حياة البشر، والقرينة تؤكد هذا. حيث يفسر الله القصد من العبارة، بأنه سيقصر عمر الإنسان، إلى مئة وعشرين، بسبب شره، كما أكد بعدها بعددين: "5 وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ". أيضًا كلمة "לְעֹלָם"، "لعولام" المترجمة بـ "للأبد" لا تعني في جميع النصوص للأبد، بل قد تعني لفترة طويلة، مثل قول أيوب عن ذاته "لا إلى الأبد أحيا" (أيوب 7: 16). أي أنه يمكن أن نقرأ الآية كالتالي:
"لن أطول نسمة حياتي في الإنسان للأبد (أو لفترة طويلة)؛ هو بشر، وسأجعل أيامه مئة وعشرين سنة"؛ فلا علاقة بين هذه الآية، وحلول روح الرب في رجاله في القديم، الذي يستخدم الوحي فيه كلمة أخرى "صلاح" أي "حلَّ"، مثل: "6 فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ الرَّبِّ فَتَتَنَبَّأُ.." (1 صموئيل 10)؛ ويختلف عن سكنى الروح القدس في جميع المؤمنين بالمسيح" في العهد الجديد (أي كلمة "مشكان" بالعبري، "سكنى"!!!!

باسم ادرنلي

10: 5-31

الآيات: "5 مِنْ هؤُلاَءِ تَفَرَّقَتْ جَزَائِرُ الأُمَمِ بِأَرَاضِيهِمْ، كُلُّ إِنْسَانٍ كَلِسَانِهِ حَسَبَ قَبَائِلِهِمْ بِأُمَمِهِمْ... (أيضًا 20 " قَبَائِلِهِمْ كَأَلْسِنَتِهِمْ" و31 "قَبَائِلِهِمْ كَأَلْسِنَتِهِمْ")"
وأيضًا تكوين 11 "1 وَكَانَتِ الأَرْضُ كُلُّهَا لِسَانًا وَاحِدًا وَلُغَةً وَاحِدَةً"
الاعتراض: كيف تكوين 10 يقول إن الشعوب كان لها ألسنة كثيرة (أي لغات)، وفي تكوين 11، يقول إن جميع الأرض كانت لغة واحدة؟؟
الرد: إن سفر التكوين هو سفر بداية كل شيء نراه في عالمنا. ففي تكوين 10 يستعرض لنا بداية كل شعوب العالم والدول؛ وفيه نرى أيضًا مستقبل نسل سام، حام ويافث. وهو يسرد خلاصة سردية مستقبلية للأرض قبل وبعد حدث برج بابل. 
أما تكوين 11، فيظهر لنا بداية تفرع الشعوب واللغات في عالمنا. فينقل حدث برج بابل، كيف بلبل الله ألسنة الشعب المتمردة عليه، وحوله لشعوب وألسنة (تكوين 11: 4-9). وهو حدث نرى من خلاله كيف شتت الله الشعوب؛ بعدما كانوا مجتمعين حول بابل في أشور الكبرى. وبعدها، كيف أدخل الله لغات مختلفة عليهم وشتتهم، فانتشروا وملأوا الأرض:
"8 فَبَدَّدَهُمُ الرَّبُّ مِنْ هُنَاكَ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ، فَكَفُّوا عَنْ بُنْيَانِ الْمَدِينَةِ 9 لِذلِكَ دُعِيَ اسْمُهَا «بَابِلَ» لأَنَّ الرَّبَّ هُنَاكَ بَلْبَلَ لِسَانَ كُلِّ الأَرْضِ. وَمِنْ هُنَاكَ بَدَّدَهُمُ الرَّبُّ عَلَى وَجْهِ كُلِّ الأَرْضِ" تكوين 11.
بينما نرى في تكوين 10، يطرح إلى أي بقاع ودول تفرعت شعوب وألسنة من سام، حام، ويافث، بعدما بددها الرب وبلبل ألسنتهم. أي يشمل خلاصة تشتيت الشعوب على الأرض. وطبعًا تشمل الفترة من أولاد نوح وأحفاده، والتي قبل برج بابل؛ لكن تشمل أيضًا الفترة التي بعد برج بابل. لذلك يذكر مختلف الشعوب والألسنة التي في العالم. 
ولتبسيط الأمور من جهة كيفية توزع الشعوب:
نرى كيف تفرع من نسل سام معظم شعوب كل شبة الجزيرة العربية ما عدا اليمن (تكوين 10: 22-31). 
ومن نسل حام تفرعت كل الشعوب التي في قارة أفريقيا واليمن (تكوين 10: 6-20).
ومن نسل يافث تفرعت الشعوب من أقصى الشرق، الصين، الهند، دول ستان، إيران، تركيا وأوروبا (تكوين 10: 2-5).
إذا لا تناقض بين الآيتين. برج بابل يشرح لنا كيف كان سكان الأرض شعب واحد ولغة واحدة، وكيف الله بددهم وجعلهم شعوب ولغات. وتكوين 10، يحدد لنا كل شعوب العالم من نسل مَنْ مِنْ أولاد نوح أتت؛ وفي أي بقاع ودول من الأرض استوطنت.
باسم أدرنلي

17: 13

الآيات: "13 يُخْتَنُ خِتَانًا وَلِيدُ بَيْتِكَ وَالْمُبْتَاعُ بِفِضَّتِكَ، فَيَكُونُ عَهْدِي فِي لَحْمِكُمْ عَهْدًا أَبَدِيًّا" 
وأيضًا غلاطية 6 "15 لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ"
الاعتراض: كيف يقول في آية تكوين 17، أن عهد الختان أبدي، وآية غلاطية، تقول أن الختان لا ينفع!! أيهما نصدق؟
الرد: للرد على هذا الاعتراض، نحتاج أن نتعرف على بعض الأمور، التي يبدو أن المعترض لا يعلمها: 
أولا: توجد هناك معاني المختلفة لكلمة "עוֹלָם عولام"، المترجمة في آية تكوين 17 بـ كلمة "أبديًا". فكلمة "عولام، لِعولام" "أبد، للأبد"، قد تعني إلى الأبد كما ترجمت أو نهاية الحياة على الأرض. لكن أيضًا قد تعني لفترة طويلة أو محددة فقط. 
مثلا إذا رأينا تحليل نفس الكلمة تمامًا في تكوين 6:
"3 فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ (لِعولام)، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً»." 
بعض المفسرين يفسرون هذا النص، بأن الله سيبقي الإنسان على قيد الحياة، لغاية الطوفان فقط (الذي سيأتي بعد 120 سنة). والبعض الآخر، يفسرها بقوله، أن الله سيقصر عمر الإنسان، أي سيكون لفترة أقصر من الزمن المقصر (كون الإنسان خسر خلوده بالخطية). والبعض يفسرها، بأن الله لن يحاول أن يبكت أو يستميل قلب الإنسان ليتوب؛ بل سيتركه لدينونة الطوفان. فجميع التفاسير معًا، تؤكد أن معنى كلمة "لعولام" في الآية، تعني لفترة زمنية معينة، وليس إلى الأبد، بمعنى أنها بلا نهاية.
ففي آية المعترض، تكوين 17 مثلا؛ مستحيل أن تعني إلى الأبد! فهي أكيد غير فاعلة في السماء أو الجنة مثلا!! لأننا سنخلع جسدنا هذا الترابي، الفاني، ونلبس الجسد السماوي، كامل، لا يضاف عليه شيء، ولا ينقَّص منه شيء، فلا يمكن أن يختن (1 كورنثوس 15: 52-53)! ونكون مع الله ليس في عهد بين طرفين متباعدين كما نحن الآن؛ بل أمام عرشه وفي أحضانه الأبدية إلى الأبد، بعدما يكمل كل شيء (مزمور 27: 4).
ثانيًا: الآية الثانية، غلاطية 6، لا تنفي الختان إطلاقًا؛ فهي لا تقول أنه من الآن فصاعدًا يجب أن توقفوا الختان! بل ببساطة، تؤكد أن الله ينتظر شيء أعمق من علامة في الجسد: "15 لأَنَّهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ، بَلِ الْخَلِيقَةُ الْجَدِيدَةُ" غلاطية 6.
فالآية تفتح أعين الإنسان، خاصة اليهود، أن الله يريد أن يحقق أعظم من مجرد طقس جسدي تقوم به. الله يريد أن يمنحك حياة جديدة في المسيح يسوع، فيها يضع هو علامة عهده داخل قلبك، وليس في جسدك. وهذا وعد موجود كنبوءة في العهد القديم، عما سيحقق المسيح في مجيئه الأول – العهد الجديد:
"31 هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا... 33 بَلْ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا" إرميا 31.
فالعهد لم ينتهي مع شعب إسرائيل، لكن الله عمقه وفتحه لجميع الشعوب؛ ليشمل تجديد متكامل لقلوبهم وحياتهم بشكل تام. 
فعندما تقول آية غلاطية 6 "لَيْسَ الْخِتَانُ يَنْفَعُ شَيْئًا وَلاَ الْغُرْلَةُ"؛ الهدف منها هو فتح أعين اليهود، بأن علامة الختان المرئية بالعين، دون تبعية الله شخصيًا في العهد الصادق معه، بلا منفعة ولا فائدة؛ لأنها تقول ختان وغير ختان لا ينفع (وليس فقط ختان)!! 
فماذا أفعل إذًا؟
إتبع المسيح، الذي به قد عظَّم الله هذا العهد، لكي يركز على حب الله من كل الكيان، وحب الإنسان. ركز كل تعليمه وعمله على قلب الإنسان؛ وهذا نراه حتى في العهد القديم ذاته، حيث نرى كيف الله شخصيًا يصف شعب إسرائيل بأنهم غير مختونين بالقلوب، مع أننهم مختونين بالجسد! "كُلَّ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ غُلْفُ الْقُلُوبِ" إرميا 9: 26. 
فكأن الله يقول لهم: "ماذا ينفعني ختانكم وأنتم متمردين وبعيدين عني، فأنتم غُلف بالنسبة لي"!

تفسير موسع:

إن عهد الختان هو فوق وقبل شريعة موسى؛ حيث أعطيَ لإبراهيم حوالي 600 سنة قبل شريعة موسى (تكوين 17: 13). وأكد الله لموسى على وجوب ممارسة الختان على شعب الرب والغريب الساكن في وسطهم، قبل عهد الناموس (خروج 12: 48)؛ وبعده أيضًا (لاويين 12: 3). لكن مع هذا، أكد موسى للشعب أن قصد الله من خلال علامة الختان، هو ختان القلب والداخل:
"6 وَيَخْتِنُ الرَّبُّ إِلهُكَ قَلْبَكَ وَقَلْبَ نَسْلِكَ، لِكَيْ تُحِبَّ الرَّبَّ إِلهَكَ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ وَمِنْ كُلِّ نَفْسِكَ لِتَحْيَا" تثنية 30.
وبخلاف الختان المرئي الجسدي؛ موسى فهم أن الله سيقوم بختان قلبي للشعب؛ وهذه عملية فقط الرب يقدر أن يقوم بها!!
وهذا وعد موجود كنبوءة في العهد القديم، عما سيحقق المسيح في مجيئه الأول – العهد الجديد:
"31 هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا... 33 بَلْ هذَا هُوَ الْعَهْدُ الَّذِي أَقْطَعُهُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ بَعْدَ تِلْكَ الأَيَّامِ، يَقُولُ الرَّبُّ: أَجْعَلُ شَرِيعَتِي فِي دَاخِلِهِمْ وَأَكْتُبُهَا عَلَى قُلُوبِهِمْ، وَأَكُونُ لَهُمْ إِلهًا وَهُمْ يَكُونُونَ لِي شَعْبًا" إرميا 31.
فالعهد لن ينتهي مع شعب إسرائيل؛ لكن الله عمقه وفتحه لجميع الشعوب؛ ليشمل تجديد متكامل لقلوبهم وحياتهم بشكل تام، بالروح القدس. 

الله يغير علامة العهد مع الله، من الختان للمعمودية!

كما نعلم، المسيح جاء لتحقيق الوعد الابراهيمي العالمي: "وَتَتَبَارَكُ فِيكَ جَمِيعُ قَبَائِلِ الأَرْضِ" (تكوين 12: 3)؛ وتحقق فعلا بالمسيح:
"14 لِتَصِيرَ بَرَكَةُ إِبْرَاهِيمَ لِلأُمَمِ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، لِنَنَالَ بِالإِيمَانِ مَوْعِدَ الرُّوحِ (الذي يختن القلوب)" غلاطية 3: 14. 
فالله لم يغير عهده مع إبراهيم بل كمَّله بالمسيح؛ وغير فقط علامة العهد من الختان للمعمودية. وحققه عندما فتح الباب من جديد لسكنى الله، بروحه القدوس، في قلوب المؤمنين به. وذلك بتقديم نفسه ككفارة عن خطايا جميع البشرية. وانتصاره على الموت الذي ابتلانا به آدم، وجعل الحياة الأبدية من نصيب كل شخص يؤمن به ويقبل يده المُنقِذة وحياة المسيح فيه. فغلب المسيح الموت، وهو أكبر عدو للإنسان؛ ووضع إشارة الموت والقيامة في علامة العهد الجديدة – المعمودية: 
"11 وَبِهِ أَيْضًا خُتِنْتُمْ خِتَانًا غَيْرَ مَصْنُوعٍ بِيَدٍ، بِخَلْعِ جِسْمِ خَطَايَا الْبَشَرِيَّةِ، بِخِتَانِ الْمَسِيحِ 12 مَدْفُونِينَ مَعَهُ فِي الْمَعْمُودِيَّةِ، الَّتِي فِيهَا أُقِمْتُمْ أَيْضًا مَعَهُ بِإِيمَانِ عَمَلِ اللهِ، الَّذِي أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ." كولوسي 2.
فالآية تقول إننا خُتنا ختانًا غير مصنوع بيد، ختان المسيح! أي الله لم ينهِ عهد الختان، لكن كمَّله ورفَّعه، فغير علامته، واستبدلها بالمعمودية.

وهنا نأتي لسؤال هام: 
لماذا كان يجب أن يغير المسيح علامة العهد من الختان للمعمودية؟

إن عهد الختان الذي أبرمه الله مع إبراهيم، كان يعكس محدودية كبيرة؛ وهي أنه يُصنع في الجسد (الذي مفترض أن يكون مات مع المسيح، رومية 7: 4)؛ وفقط مع الرجال! فماذا عن النساء؟؟ 
نعلم أنه بعدما أخطأ آدم وحواء، حدثت عواقب كثيرة للخطية، مذكورة في تكوين 3 و4. أحدها هو سيادة الرجل الأثيمة على المرأة:
" إِلَى رَجُلِكِ يَكُونُ اشْتِيَاقُكِ وَهُوَ يَسُودُ عَلَيْكِ" تكوين 3: 16.
نتكلم هنا عن سيادة أثيمة، لم تكن في نموذج خلق الله من البدء.* وهي ظاهرة موجودة في كل الحضارات، وعبر كل الديانات، بطريقة أم بأخرى.
وعندما أتى المسيح وتمم الخلاص لجميع البشر، وأصبح الخلاص متاح للجميع. قام بإصلاح الكثير من العواقب الأثيمة للخطية. منها تثبيت المساواة بين الرجل والمرأة بالقيمة والحقوق (وليس بالأدوار):
"28 لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." غلاطية 3.
لذلك غير المسيح علامة العهد من الختان، الذي يعطي علامة في الجسد، وفقط مع الرجال؛ إلى المعمودية التي تعطي علامة بالروح وليس بالجسد (أي تُرى فقط في العالم الروحاني)؛ وهي للنساء، مثلهم مثل الرجال تمامًا.

* إن سيادة الرجل على المرأة، كأحد عواقب الخطية المذكورة في تكوين 3: 16؛ فيها يتكلم الوحي عن ظاهرة سلبية، وليس إيجابية. لذلك ليست لها أي صلة مع وصية: "22 أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ" (أفسس 5). بل هي تعرض ببساطة أحد عواقب الخطية الأثيمة. أما الطلب من كل طرف، أن يوفي العدل والحق للطرف المقابل (في أية أفسس 5 السابقة)، هي قضية مختلفة. فيها نرى افتداء لهذه اللعنة؛ حيث تعطي المرأة خيار الخضوع الطوعي للرجل؛ وأن يمنح الرجل المحبة لامرأته، حتى الموت. أي أن المسيح انتشل الرجل من حالة التسلط على المرأة، والتي جعلته يشعر بالحق في تَمَلُّكها؛ إلى جعله يعيش ليبذل ذاته ونفسه لأجل امرأته.

باسم أدرنلي

18: 27

الآيات: " 27 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ."
مقارنة مع يوحنا 1 "12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ."
ومع 1 أخبار 6 " 49 ... حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى عَبْدُ اللهِ."؛
ومع دانيال 6 " 20 .. يَا دَانِيآلُ عَبْدَ اللهِ الْحَيِّ..".
الاعتراض: كيف يمكن أن نقول أننا إولاد الله، كما في يوحنا، مع أننا بشر؟  خاصة أنه في آية تكوين، إبراهيم يقول أنه تراب ورماد، أمام عظمة الله؛ أليس القول أننا عبيد الله، كما في آيات 1 أخبار ودانيال، فيه إجلال وإكرام أكثر لله؛ ويظهر تعبد وخضوع البشر أمامه كبشر؟
الرد:  الكثير من الناس يعترضون على فكرة أننا أبناء لله، ويؤمنون أن هذا كُفرًا، لأن من هو الإنسان حتى يكون إبن لله. ومعظم هؤلاء يؤمنون أن الإنسان هو عبد لله وليس إبن، لأنهم يرون في فكرة الابن كأنها تُرفِّع من شأن الإنسان ليصير في مستوى الله؛ وهذا بالنسبة لهم مرفوض تمامًا. والسؤال الهام الذي ربما نحتاج أن نبدأ به للرد على هذا الاعتراض هو:
هل نستحق نحن كبشر أن نكون عبيد لله؟  أليس العبد يحمل نفس طبيعة سيده  كالابن تمامًا؟
فلماذا يمكن أن نقول أننا عبيد لله وليس أبناء إذًا ؟
وهل كلمة عبيد لله في فحواها تختلف عن كلمة ابن لله، حيث أن أنثاهما يفترضان أننا نحمل نفس طبيعة الله؟
الادعاء أننا عبيد الله، ليس له أساس قانوني:
إن كلمة عبد لا تستخدم لتصوير العلاقة بين إنسان وبهيمته، بل تستخدم للتعبير عن العلاقة بين إنسانين يحملان نفس الطبيعة البشرية، أحدهما السيد، والثاني العبد، أي الخادم.
لقد صور الكتاب المقدس دقة متناهية في التعبير عن العلاقة ما بين الإنسان والله. فمن الناحية الأولى، أظهر مقدار الإنسان بأنه لا شيء أمام الله وعظمته كمخلوق، وذلك بِصُوَرْ عديدة منها:
قول داود: "... إِنَّمَا نَفْخَةً كُلُّ إِنْسَانٍ قَدْ جُعِلَ.." مزمور 39: 5. وقال إبراهيم أبو المؤمنين عن نفسه عندما تكلم مع الله: "..قد شرعت أكلم المولى (الله) وأنا ترابٌ ورماد." تكوين 18: 27.  وقال آساف عندما تواجه مع بر الله: "..أنا بليد لا أعرف، صرت كبهيم عندك." مزمور 73: 22.
لكن من الناحية الثانية، أبرز الكتاب أناس مميزين، كالكهنة والأنبياء والملوك، بأنهم عبيد لله، مثل موسى (1 أخبار 6: 49  ونحميا 10: 29) ودانيال (دانيال 6: 20). فالكتاب تجرأ أن يدعو أناس مميزين عبيد لله على أساس قانوني وكتابي واضح، وهو أننا في الأصل مخلوقين على صورة الله (تكوين 1: 27). فسؤالي للذين يعتقدون أننا عبيد لله وليس أبناء:
على أي أساس تتدعي أنك عبد لله؟ وهل تؤمن أنك مخلوق على صورة الله؟ أي أنك تحمل نفس طبيعة الله؟
كلمة عبد، ليس لها أساس لغوي باللغة العربية:
المشكلة الأخرى هنا، هي أن كلمة "عبد" هي ليست عربية الأصل، بل عبرية، لذلك لا نجد في أصلها الثلاثي "عَبَدَ" بمعنى عمل أو خدم. فنرى اختلاطًا وتضاربًا في اللغة العربية في استخداماتها، ما بين العبد الذي يخدم سيده والتي ليس لها أصلٌ ثلاثي، فتتعامل معها المعاجم ككلمة "العبد"، كمعجم لسان العرب: " العبد: الإِنسان، حرّاً كان أَو رقيقاً." والأصل الثلاثي "عَبَدَ"، التي تستخدم لعبادة الله، يقول معجم لسان العرب: "وعَبَدَ اللَّهَ يَعْبُدُه عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدَةً: تأَلَّه له؛ ورجل عابد من قوم عَبَدَةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّادٍ. والتَّعَبُّدُ التَّنَسُّكُ."
أما عن أصل كلمة "العبد"، فقال معجم مقاييس اللغة عن أصلها الثلاثي الآتي:
" ولم  نسمَعْهم  يشتقُّون  منه  فعلاً، ولو اشتق لقيل عَبُد، أي صار عبداً وأقرَّ بالعُبُودة، ولكنّه أُمِيت الفعلُ فلم يُستعمل."
هل الفعل أُميتَ ولم يُستعمل؟ أم ليس موجودًا أصلاً؟ فإذا صح التعبير، لم يوجد الأصل الثلاثي لكلمة "العبد"، لأنها ليست عربية بل عبرية الأصل. جدير بالذكر أيضًا أن المعنى العربي الصحيح المعاصر المقبول لوصف جماعة الناس الذين يعبدون الله هو: "عباد الله" وليس "عبيد الله". أما الكلمة في أصلها العبري التي أُخذت منه فهو: "עבד" "عَبَدْ" أي عمل أو خدم، وعبد الله تعني خادم الله، فهي منسجمة تمامًا في معانيها دون أي تناقض أو تضارب، والخادم يحمل نفس طبيعة سيده، ولها أساس كتابي واضحًا بأننا مخلوقين على صورة الله كما رأينا. وبالتأكيد لا تستخدم بمعنى عبادة، كما هي في العربية، وفي نفس الوقت تستخدم كعبيد التي لا تمت للأصل "عَبَدَ" في أي صلة.
فربطهما ببعضهما البعض، بحسب معجم لسان العرب، هو أن العبد يخضع لسيده، ومن هنا أتت فكرة تعبدنا، أي خضوعنا لله. لكننا نعرف بحسب علم اللغة، لا يربطون الأفعال مع بعضها البعض فقط على أساس الحرف أو المعنى، بل بحسب القواعد والأصول اللغوية، فقد تجد العشرات من الأفعال التي تحمل نفس المعنى أوالحرف، لكنها كلمات مختلفة تمامًا، فالمعنى لا يعطينا الحق لربطها تحت أصل واحد.
نعم أخي القارئ، إن الله يطلب الإنسان الخاطئ ليرجعه إلى حضنه ويتبناه بقبوله ليد الله الممتدة إليه من خلال خلال خلاص الرب يسوع المسيح، كما قال الكتاب:
" وأمَّا كل الذين قبلوهُ (أي قبلوا المسيح كَمُخَلِّص) فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمِهِ." يوحنا 1: 12
وهذا لا يقلل من مقدار شأن الله أبدًا، الذي يقلل من شأن الله (والعياذ بالله) هي الخطية وليست الرحمة والاحسان. بل بالعكس تمامًا، عندما ينعم علينا الله بعطية التبني، هذا يًرَفِّع من شأن الله لأبعد الحدود.
عندما يمر الموكب الملكي من مكان، فيأتي رجل ويشتم الملك، وفي المقابل يقول الملك لحرسه: "أحضروا لي هذا الرجل"، فيحضرونه إليه وهو يظن أنه سيُقتل. فبدلا من عقابه، يبدي الملك رحمة ونعمه له ليتغيره عن شره، فيقول له: "سأسامحك على شرك الذي فعلت، لكن أريد أن أرى تغييرًا في حياتك، سأمنحك مالاً وغنى، وستكون كولد من أولادي منذ الآن". هل صنيع الملك يقلل من شأنه، أم يرفع من شأنه؟ وهل سيشعر ذلك الرجل بالامتياز والافتخار، أم بأقصى درجات الاحراج والانكسار على ذلك الاحسان الذي لا يستحقه؟
نعم عندما يتبنانا الله بنعمته، هذا لا يمنحنا الافتخار والامتياز بأنفسنا، بل بكم الله مميز وعظيم ومُحب. وهذا يميز الله ويمجده لأقصى الحدود التي ممكن أن نتخيلها. إن الله ليس الإله الغضوب الذي يريد أن يمسك عليك ذنب لكي يعاقبك ويلقيك في جهنم، فهذه صورة مشوهه عن الله، ولا تمجده، بل بالعكس تصوره في صورة لا تختلف كثيرًا عن أي رئيس دكتاتور في الشرق الأوسط. إن الإله الحقيقي، هو الإله الذي يطلبك ليردك إلى حضنه الإلهي كالابن الضال، الإله الذي يبحث عن الانسان ليرده من الموت الأبدي إلى الحياة.

باسم ادرنلي

25: 8-9

الآيات: "8 وَأَسْلَمَ إِبْرَاهِيمُ رُوحَهُ وَمَاتَ بِشَيْبَةٍ صَالِحَةٍ، شَيْخًا وَشَبْعَانَ أَيَّامًا، وَانْضَمَّ إِلَى قَوْمِهِ 9 وَدَفَنَهُ إِسْحَاقُ وَإِسْمَاعِيلُ ابْنَاهُ فِي مَغَارَةِ الْمَكْفِيلَةِ فِي حَقْلِ عِفْرُونَ بْنِ صُوحَرَ الْحِثِّيِّ الَّذِي أَمَامَ مَمْرَا"
أيضًا عبرانيين 11 "17 بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ. قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ"
الاعتراض: كيف تقول آية تكوين 21 إنه كان لإبراهيم ابنان، إسماعيل واسحاق؛ وآية عبرانيين تقول إنه يوجد لإبراهيم ولد وحيد، وهو إسحاق! أليس هذا تزييف للحقائق؟
الرد: لا يوجد أي تزييف للحقائق، لإبراهيم من هاجر وسارة فعلا يوجد ولدان، إسماعيل وإسحاق (وولد أيضًا فيما بعد لإبراهيم ستة أولاد من قطورة؛ لكن بعد وفاة سارة، تكوين 25: 1-2).
إن الوحي في آية سفر العبرانيين 11، يستشهد بنفس نص سفر التكوين:
"1 وَحَدَثَ بَعْدَ هذِهِ الأُمُورِ أَنَّ اللهَ امْتَحَنَ إِبْرَاهِيمَ، فَقَالَ لَهُ: «يَا إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: «هأَنَذَا». 2 فَقَالَ: «خُذِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ، الَّذِي تُحِبُّهُ، إِسْحَاقَ، وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ الْمُرِيَّا، وَأَصْعِدْهُ هُنَاكَ مُحْرَقَةً عَلَى أَحَدِ الْجِبَالِ الَّذِي أَقُولُ لَكَ»" تكوين 22.
فالوحي يقول وحيدك، لأن إبراهيم كان قد صرف هاجر وإسماعيل قبلها (تكوين 21: 9-21). وفي الآيات السابقة، عندما الله دعا إبراهيم أن يقرب إسحاق وحيده، كان فعلا في تلك المرحلة، إسحاق وحيده؛ أي الابن الوحيد الذي يعيش معه.
فلا تناقض بين الآيات، التي يوضحها كتابنا الشامل الكامل والواضح.

باسم أدرنلي

32:24-29

الآيات:  " 24  فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25  وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26  وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27  فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28  فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29  وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ."

الاعتراض: هل يُعقل أن يتصارع إنسان مع الله؟  اي خرافة هذه، وهي مهينة بحق الله!؟

الرد: إن النص يبين بوضوح أن الصراع الذي يتكلم عنه هو ليس صراع بدني، بل جدل كلامي؛ والكلمة في العبري لصراع "أباك"، تستخدم للاثنين؛ فالله يتصارع مع الإنسان كل حياته في أمور كثيرة، ربما يتصارع مع إنسان ليحثه لترك الدخان، الزنى، الخطية...إلخ.  فعندما استخدم الكتاب عبارة "وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ"، تعني أن الله يتركنا ويحترم الإرادة الحرة التي أعطانا اياها؛ لكن في نفس الوقت، يأخذ إجراء التأديب لنا عندما نستمر بالعناد في الشر، لذلك يقول بعدها "وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ".  وهذا يبرهن قطعيًا أن الذي صارعه، لم يصارعه بدنيًا، لأن النص يُظهر بشكل بديهي أنه بدنيًا قادر عليه بسهولة، لكن كان يتحاجج معه ليغير ما كان في حياته من التواء. وبعد استمراره في الرفض، أجرى الله التأديب في رِجل يعقوب؛ فتمسك يعقوب به، لذلك قال له الرب: "«أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27  فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ»".  وعندما طلب يعقوب البركة من الرب، سأله عن اسمه؛ لكن لماذا؟؟ هو طبعًا يعرف اسمه!!! فنرى أنه بهذا أرجع يعقوب إلى الموقف الذي بدأ ينحرف فيه عن الاستقامة، عندما دخل على أبوه مُنتحِلاً لشخصية أخيه عيسو؛ فسأله أبوه يعقوب: "32... مَنْ أَنْتَ؟  فَقَالَ: أَنَا ابْنُكَ بِكْرُكَ عِيسُو" تكوين 27.   أي أن الله بارك يعقوب عندما قرر أن يتوب ويستسلم ليد الله المُغيِّرة، عن طريق إرجاعه للنقطة التي سقط منها وكذب قائلا عن نفسه عيسو، ومنها بدأت حياته بالانحراف. إذا الصراع الذي يتكلم عنه الكتاب، هو ليس صراع بدني، بل صراع الله مع إرادة يعقوب وتحويلها من إرادته الذاتية البشرية، لإطاعة إرادة الله الإلهية؛ لذلك غير اسمه من يعقوب (أي يتعقب الناس) إلى إسرائيل (أي أمير الله).

لكن مرة أخرى، كيف يظهر له الله كإنسان؟؟
إن الكتاب يصف الذي ظهر له بثلاث صفات:
الأولى، إنسان: من قول النص أعلاه: "24 ... وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ".
الثانية، الله: وذلك من إشارتين، عندما قال في النص أعلاه: "28 .. لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ" وأيضًا مما فهمه وفسره يعقوب ذاته: "30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي»" تكوين 30.
الثالثة، ملاك: وذلك من نص نبوي يعقب على نص تكوين 32، وهو: "2 فَلِلرَّبِّ خِصَامٌ مَعَ يَهُوذَا، وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يُعَاقِبَ يَعْقُوبَ... 4 جَاهَدَ مَعَ الْمَلاَكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَاسْتَرْحَمَهُ.." هوشع 12.

إذَا نستنتج مما سبق، أن الذي صارع يعقوب هو ملاك، ظهر على صورة البشر، وكان الله ذاته!!! إذا من يكون؟؟ بحسب ما أظهره لنا الوحي الإلهي في العهد الجديد، هو أقنوم الله الابن، ودوره في الثالوث الإلهي؛ هو الإعلان المرئي والتعبيري والتنفيذي للذات الإلهية. مثل أقنوم الجسد في الإنسان المثلث الأقانيم (روح، نفس وجسد)؛ فأقنوم الجسد في الإنسان المثلث الأقانيم، هو الذي يعبر وينفذ مشيئة الروح والنفس. فأقنوم الله الابن ظهر للكثير من الأنبياء والقديسين في العهد القديم، مئات وألوف السنين قبل تجليه في جسد من لحم ودم؛ لكن ظهوره كان في جسد سماوي على صورة البشر.
للمزيد من المعرفة، اطلع على الرد تحت: 32: 30.
وأيضًا للمزيد من المعلومات اطلع على كتيبي: "تجلي الله في شخص المسيح".

تعقيب على معنى كملة " וַיִּגַּע " في أية رقم 25:
العبري يقول "וַיִּגַּע, בְּכַף-יְרֵכוֹ" "ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ" يطب، يلمس، وتأتي بمعنى يضرب، لكن المعنى الأقرب، يطب، يمس "To touch"
وهي نفس الكلمة المستخدمة في تكوين 3: 3 "ولا تمساه"
وتأتي بمعنى يضرب، مثل تكوين 12: 17 "فَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَوْنَ وَبَيْتَهُ"
وتأتي بمعنى يلمس، مثل تكوين 20: 6 "لِذلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا
تكوين 26: 11 "الَّذِي يَمَسُّ هذَا الرَّجُلَ " و29 "كَمَا لَمْ نَمَسَّكَ وَكَمَا"
والمساس المذكور، لا يحمل فقط المعنى السلبي، بل المعنى المحايد؛ وممكن أيضًا أن يأتي بالمعنى الإيجابي، مثل تكوين 28: 12 عن رؤية يعقول للسماء والسلم المنصوب عليها: "وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ" وتتكرر في نفس تكوين 32، عدد 32 "لِذلِكَ لاَ يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِرْقَ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخِذِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهُ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا"
باسم ادرنلي

32: 30

الآيات: " 30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي."
بالإضافة إلى خروج 33 "11 وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهاً لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ....20  وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ»."
وخروج 24 " 9 ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَرُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، 10  وَرَأَوْا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ قَدَمَيْهِ أَرْضِيَّةٌ كَأَنَّهَا مَصْنُوعَةٌ مِنَ الْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ تُمَاثِلُ السَّمَاءَ فِي النَّقَاءِ، 11 وَلَكِنَّ اللهَ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ لِيُهْلِكَ أَشْرَافَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوُا وَشَرِبُو."
مقارنة مع يوحنا 1 "18 اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ."
الاعتراض:  كيف يقول وحي يوحنا، أن الله لم يره أحد قط؛ ونرى من خلال جميع الآيات الأخرى أن الكثيرين رأوه وجهًا لوجه؟؟ فموسى كان الله يكلمه وجهًا لوجه؛ ويعقوب كذلك قال أنه قد شاهد الله وجهًا لوجه؛ وأيضًا أكثر من سبعين من شيوخ أسرائيل رأوا الله جميعًا؛ فما هو التفسير المنطقي لهذه النصوص المتضاربة كليًا ؟
الرد: إن هذه كانت معضلة صعبة لليهود في القديم؛ حيث أن جميع الآيات الواردة أعلاه، ما عدى يوحنا، هي من العهد القديم، ويرجع تاريخها لأكثر من 1400 عام قبل المسيح. لكن الله في آية يوحنا 1: 18، قد فسر لنا تلك المعضلة التي لم تكن معلنة للبشر آنذاك؛ فالمعترض نسي الشطر الثاني من آية يوحنا، الذي يقول: " اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ". أي أن جميع إظهارات االله المرئية في العهد القديم للذات الإلهية، كانت ظهورًا لأقنوم الابن وليس لأقنوم الآب؛ لأنه فعلا لا يقدر أحد أن يرى أقنوم الآب ويعيش. لأن أقنوم الابن هو:

" صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ" (كولوسي 1: 15)؛ أي أن الله الآب غير منظور وأقنوم الابن هو صورة الله الذي لا يمكن أن يُرى. 

فكما أن الإنسان المخلوق على صورة الله، المثلث الأقانيم (أي له روح، نفس وجسد؛ 1 تسالونيكي 5: 23)؛ لا ترى روحه؛ فالجسد، في الثالوث البشري، هو التعبير المرئي لأقنومي الروح والنفس في الإنسان.

كذلك الله المثلث الأقانيم، أقنوم الآب فيه لا يُرى؛  فالذي يُرى للبشر هو أقنوم الابن؛ كما يعبر عنه الوحي المقدس:

"..هو بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ.." (عبرانيين 1: 3).  وكان يظهر للبشر بصورتين؛ الأولى بصورة مجده السماوي؛ والثانية بصورة بشر مثلنا (حتى آلاف السنين قبل تجليه في المسيح بجسد من لحم ودم كالبشر فعلاً).  فيوحنا رأى أيضًا أقنوم الابن بمجده ووصفه كذلك: " 12 فَالْتَفَتُّ لأَنْظُرَ الصَّوْتَ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعِي. وَلَمَّا الْتَفَتُّ رَأَيْتُ سَبْعَ مَنَايِرَ مِنْ ذَهَبٍ، 13 وَفِي وَسَطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، مُتَسَرْبِلاً بِثَوْبٍ إِلَى الرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقاً عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ. 14 وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَالصُّوفِ الأَبْيَضِ كَالثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ. 15 وَرِجْلاَهُ شِبْهُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ، كَأَنَّهُمَا مَحْمِيَّتَانِ فِي أَتُونٍ. وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. 16 وَمَعَهُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا. 17 فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، 18 وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ."   فلم يظهر له، كما ظهر في شخص المسيح البشري؛ بل ظهر ليوحنا في مجده كما ظهر له على جبل التجلي. كذلك في العهد القديم، الله لم يره أحد قط، لكن اقنوم الابن هو الذي كان يعلن عن ذاته؛ تارة يظهر بمجده، كما ظهر لشيوخ أسرائيل وليوحنا؛ وتارة يظهر بصورة بشر، كما ظهر ليعقوب ولموسى عندما كان يكلمه وجهًا لوجه. لمزيد من الفهم، راجع كتيبي بعنوان "تجلي الله في شخص المسيح".

باسم ادرنلي

46: 27

الآيات:  "27  وَابْنَا يُوسُفَ اللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ."
مقارنة مع أعمال 7 "14 فَأَرْسَلَ يُوسُفُ وَاسْتَدْعَى أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَجَمِيعَ عَشِيرَتِهِ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ نَفْساً."
الاعتراض: لماذا يذكر استفانوس، عشيرة يعقوب 75 نفس، بينما تكوين يذكر 70 نفس؛ أليس هذا تناقض؟
الرد:  للرد على هذا الاعتراض المنطقي، نقول الآتي:
أولاً، كيف عد سفر التكوين 70 نفس: 
إن الآية التي قبل تكوين 46: 27 المذكورة، عدد 26 يقول: " جَمِيعُ النُّفُوسِ لِيَعْقُوبَ الَّتِي أَتَتْ إِلَى مِصْرَ.. مَا عَدَا نِسَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ، جَمِيعُ النُّفُوسِ سِتٌّ وَسِتُّونَ نَفْسًا". فتذكر أن جميع النفوس التي أتت إلى مصر، ما عدا النساء، كانت  66 نفس. وبعدها يعد إبنا يوسف، مع يوسف ويعقوب؛ لتصل إلى العدد 70: "27  وَابْنَا يُوسُفَ اللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ". فهو يحسب مجيء يوسف وعائلته قبلهم، كجزء لا يتجزأ من النفوس التي أتت إلى مصر: 66 + يعقوب+ ولدا يوسف+ يوسف = 70 نفس.
ثانيًا، كيف عد استيفانوس: 
أما العدد الذي يورده استفانوس هو 76 مع يعقوب، لا يشمل يوسف وأولاده؛ لأنه عدد عشيرة يعقوب الذي استدعاه يوسف لمصر. إذًا هو يشمل العدد الذي يورده الوحي في تكوين 46: 26؛ أي 67 مع يعقوب؛ وليس 70.  ويقول نص تكوين 46: 26 "مَا عَدَا نِسَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ". 
أما نص أعمال، فيقول يعقوب وجميع عشيرته؛ وهذا يشمل يعقوب، أولاده ونساء أولاده طبعًا. إذًا بقي عندنا أن نعرف كم عدد نساء أولاده.  فللأسف لا نرى إجابة واضحة في نفس أصحاح تكوين؛ كما هي عليه في إصحاح تكوين 46: 8-26؛ التي تفصل بالتدقيق عدد الأنفس، ما عدا نساء أولاد يعقوب.  فيبقى عدد نساء أولاده مجهول. نعرف مثلاً أن امرأة يهوذا ماتت (تكوين 38: 12)؛ وإذا اعتبرنا أن عدد نساء أولاده كامل، وجميعهم متزوجون؛ يكون عددهم 10 نساء. فنصل إلى العدد مع يعقوب 77 (يوسف لم نعده، لأنه لم يصعد إلى مصر مع يعقوب). لكن من الممكن فقدان امرأة أخرى واحدة لأولاده؟ أو أن يكون بنيامين الصغير لم يتزوج بعد؟ ممكن أن نستوحي هذا، من دعوة يوسف له: "ابني"؛ وئلك في تكوين 43: 29؛ وهو أخوه الوحيد من أمه راحيل. لكن الوحي دقيق في وصفه، ويحدد أن عدد الأنفس الذين استدعاهم يوسف إلى مصر مع يعقوب أبوه، هو 67؛ ومع نساء أولاد يعقوب 76. فهو عدد حقيقي ومنطقي وصادق؛ إذا نفترض أن عائلة يعقوب فقدت امرأة واحدة أخرى، من نساء بنيه بالإضافة إلى إمرأة يهوذا؛ أو أن يكون بنيامين لم يتزوج بعد. فكان عدد الذين أتوا إلى مصر 75، ومع يعقوب 76؛ فلا تناقض بين النصوص أبدًا.
باسم أدرنلي