الآيات: " 2 بِمُقْتَضَى عِلْمِ اللهِ الآبِ السَّابِقِ، فِي تَقْدِيسِ الرُّوحِ لِلطَّاعَةِ، وَرَشِّ دَمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ. لِتُكْثَرْ لَكُمُ النِّعْمَةُ وَالسَّلاَمُ."
مقارنة مع يوحنا 17 " 17 قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كلاَمُكَ هُوَ حَقٌّ."
الاعتراض: هل المؤمنين بالمسيح يتقدسون بالروح القدس، كما في 1 بطرس؛ أو بالحق الذي هو كلمة الله، بحسب يوحنا 17؟
الرد: إن المؤمنين بالمسيح يتقدسون بالروح والحق معًا؛ كما أكد المسيح للمرأة السامرية وقال لها: "23 وَلَكِنْ تَأْتِي سَاعَةٌ وَهِيَ الآنَ حِينَ السَّاجِدُونَ الْحَقِيقِيُّونَ يَسْجُدُونَ لِلآبِ بِالرُّوحِ وَالْحَقِّ لأَنَّ الآبَ طَالِبٌ مِثْلَ هَؤُلاَءِ السَّاجِدِينَ لَهُ." يوحنا 4. فالتقديس يأتي من علاقة المؤمن بالله، لأن الله هو مصدر القداسة؛ والعلاقة مع الله، مرتكزة ليس على الروح وحده، أو الحق وحده؛ بل على الروح الحق معًا. لأن كلمة الله تطهرنا وتساعدنا لكي نسلك بالحق، والروح القدس يعطيها قدرة وفهم لكي نختبر عمل الله في حياتنا بحسب كلامه، كما علم الوحي عن عمل الله في كنيسته: "26 لِكَيْ يُقَدِّسَهَا، مُطَهِّراً إِيَّاهَا بِغَسْلِ الْمَاءِ بِالْكَلِمَةِ" أفسس 5. فلا يوجد أي تناقض بين الآيتين.
باسم أدرنلي
الآيات: " 18 فَإِنَّ الْمَسِيحَ أَيْضاً تَأَلَّمَ مَرَّةً وَاحِدَةً مِنْ أَجْلِ الْخَطَايَا، الْبَارُّ مِنْ أَجْلِ الأَثَمَةِ، لِكَيْ يُقَرِّبَنَا إِلَى اللهِ، مُمَاتاً فِي الْجَسَدِ وَلَكِنْ مُحْيىً فِي الرُّوحِ."
مقارنة مع لوقا 24 "39 اُنْظُرُوا يَدَيَّ وَرِجْلَيَّ: إِنِّي أَنَا هُوَ! جُسُّونِي وَانْظُرُوا، فَإِنَّ الرُّوحَ لَيْسَ لَهُ لَحْمٌ وَعِظَامٌ كَمَا تَرَوْنَ لِي"
الاعتراض: ألا توحي هذه الآية أن قيامة المسيح لم تكن في الجسد، بل بالروح؛ وهي تعارض آية لوقا؟؟
الرد: إن هذا ليس صحيح، فالآية لا تتكلم عن القيامة إطلاقًا، بل لتؤكد أن موت المسيح قد ماته فقط في الجسد وليس بالروح. فالآية التي تليها، تفسر قصد الوحي من عبارة "محيً بالروح"، حيث يقول بعدها تمامًا: "19 الَّذِي فِيهِ أَيْضاً ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ، 20 إِذْ عَصَتْ قَدِيماً، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ." وهذا يؤكد أن روح المسيح لم تمت، بل كانت لها مهمة الكرازة لجميع الذين ماتوا من آدم لخلاص المسيح. فكفارة المسيح كانت لجميع البشرية، من آدم إلى آخر نفس ستطأ الأرض قبيل مجيء المسيح الثاني. الكتاب يوضح أن جميع النفوس التي ماتت قبل المسيح، وجدت في مكان أنتظار في قلب الأرض أو الهاوية. إما في الفردوس الأرضي، و يسمى أيضًا بحضن إبراهيم؛ أو في الجحيم الأرضي (راجع لوقا 16: 19-31 و23: 43). وكان عند الناس الذين سيموتون إدراك أنهم سينزلون للهاوية الأرضية؛ كما قال يعقوب عندما أتاه خبر موت يوسف ابنه: " 35 فَقَامَ جَمِيعُ بَنِيهِ وَجَمِيعُ بَنَاتِهِ لِيُعَزُّوهُ، فَأَبَى أَنْ يَتَعَزَّى وَقَالَ: «إِنِّي أَنْزِلُ إِلَى ابْنِي نَائِحًا إِلَى الْهَاوِيَةِ». وَبَكَى عَلَيْهِ أَبُوهُ." (تكوين 37). لكن في نفس الوقت، كان عند شعب الله في القديم رجاء ووعد أنه سيأتي مخلص، ويفدي الصالحين من الهاوية، ويخرجهم من أعماق الأرض: "14 (عن الأشرار) مِثْلَ الْغَنَمِ لِلْهَاوِيَةِ يُسَاقُونَ. الْمَوْتُ يَرْعَاهُمْ، وَيَسُودُهُمُ الْمُسْتَقِيمُونَ. غَدَاةً وَصُورَتُهُمْ تَبْلَى. الْهَاوِيَةُ مَسْكَنٌ لَهُمْ. 15 إِنَّمَا اللهُ يَفْدِي نَفْسِي مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ لأَنَّهُ يَأْخُذُنِي." مزمور 49. لذلك صرخ داود بثقة وقال: "20 أَنْتَ الَّذِي أَرَيْتَنَا ضِيقَاتٍ كَثِيرَةً وَرَدِيئَةً، تَعُودُ فَتُحْيِينَا، وَمِنْ أَعْمَاقِ الأَرْضِ تَعُودُ فَتُصْعِدُنَا." مزمور 71. لذلك أتى المخلص يسوع المسيح، مات على الصليب ليقدم كفارة عن خطايا البشرية؛ ودفن في القبر؛ وفي الوقت الذي قضاه في قبره، ذهب إلى أقسام الأرض السفلى:"9 وَأَمَّا أَنَّهُ «صَعِدَ»، فَمَا هُوَ إِلاَّ إِنَّهُ نَزَلَ أَيْضًا أَوَّلاً إِلَى أَقْسَامِ الأَرْضِ السُّفْلَى." أفسس ٤. فالمسيح بعدما مات بجسده البشري فقط،، ذهب لعالم الموتى بروحه، وبشرهم بكفارته، وأخذ جميع الذي آمنوا به إلى الفردوس السماوي: "6 فَإِنَّهُ لأَجْلِ هذَا بُشِّرَ الْمَوْتى أَيْضًا، لِكَيْ يُدَانُوا حَسَبَ النَّاسِ بِالْجَسَدِ، وَلكِنْ لِيَحْيَوْا حَسَبَ اللهِ بِالرُّوحِ." 1 بطرس 4. وحتى الناس التي ماتت بالطوفان، أعطاها الله فرصة بكفارة المسيح لأن تحيى في الجنة، إذا تابت: "19 الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ، 20 إِذْ عَصَتْ قَدِيمًا، حِينَ كَانَتْ أَنَاةُ اللهِ تَنْتَظِرُ مَرَّةً فِي أَيَّامِ نُوحٍ، إِذْ كَانَ الْفُلْكُ يُبْنَى، الَّذِي فِيهِ خَلَصَ قَلِيلُونَ، أَيْ ثَمَانِي أَنْفُسٍ بِالْمَاءِ." 1 بطرس 3.
باسم ادرنلي
الآيات: " 19 الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ."
الاعتراض: هل بطرس يدعم الفكر أن المؤمن ممكن أن يؤمن بعدما يموت؟ حيث هنا يقول أن المسيح ذهب وكرز لأرواح الموتى؟
الرد: إن تفسير الكنائس التقليدية للآية يتكلم فقط عن نفوس الناس التي تابت وآمنت في العهد القديم على رجاء خلاص المسيح العتيد أن يحمل؛ حيث لم يكن المسيح قد أتى بعد. فهذه الآية لا تتكلم عن نفوس الناس التي أتت بعد المسيح، والتي نالت فرصة لتسمع عن خلاص المسيح، ولم تقبله!
الوحي يؤكد أنه لن تخلص نفس أي إنسان قديمًا وحديثًا، بدون خلاص المسيح:
"12 وَلَيْسَ بِأَحَدٍ غَيْرِهِ الْخَلاَصُ. لأَنْ لَيْسَ اسْمٌ آخَرُ تَحْتَ السَّمَاءِ، قَدْ أُعْطِيَ بَيْنَ النَّاسِ، بِهِ يَنْبَغِي أَنْ نَخْلُصَ" أعمال 4؛ وقال المسيح أيضًا "ليس أحد يأتي إلى الآب إلا بي" (يوحنا 14: 6).
فجميع نفوس المؤمنين التائبين الذين عاشو قبل المسيح، نالوا فرصة أعلن لهم فيها أنه قد تم الخلاص الموعود به لهم، بواسطة المسيح شخصيًا. وهذه الوعودات مشمولة مثلا بقول داود:
"20 أَنْتَ الَّذِي أَرَيْتَنَا ضِيقَاتٍ كَثِيرَةً وَرَدِيئَةً، تَعُودُ فَتُحْيِينَا، وَمِنْ أَعْمَاقِ الأَرْضِ تَعُودُ فَتُصْعِدُنَا." مزمور 71.
وصار بإمكانهم أن يتحرروا من انتظارهم في الهاوية، ليذهبوا مع المسيح للفردوس السماوي.
جدير بالذكر أن معظم المفسرين الإنجيليين من أمثال كالفين وغيره، لا يقبلون هذا التفسير؛ لكني شخصيًا أرجحه.
(ولفهم السبب في أن كرازة المسيح للموتى لم تشمل فقط الذين ماتوا بالطوفان، بل جميع الموتى الذين ماتوا قبل خلاص المسيح، ارجع لتعليقي تحت 4: 6، من نفس الرسالة).
باسم ادرنلي
الآيات: " 6 فَإِنَّهُ لأَجْلِ هَذَا بُشِّرَ الْمَوْتَى أَيْضاً، لِكَيْ يُدَانُوا حَسَبَ النَّاسِ بِالْجَسَدِ، وَلَكِنْ لِيَحْيُوا حَسَبَ اللهِ بِالرُّوحِ"
مقارنة مع عبرانيين 9 " 27 وَكَمَا وُضِعَ لِلنَّاسِ أَنْ يَمُوتُوا مَرَّةً ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ الدَّيْنُونَةُ"
الاعتراض: إن رسالة بطرس الأولى تقول أن المسيح بشَّر الموتى؛ لكن أليس هذا يناقض آية العبرانيين، حيث يؤكد أنه بعد موت الإنسان الدينونة؟
الرد:
إن معظم المفسرين يفسرون هذه الآية على أن الله بأنبياءه، بشر "الموتى"؛ أي بشر الناس الذين ماتوا قبل خلاص المسيح، عندما كانوا أحياء وليس بعد موتهم. وفيها يجب أن ندرك عدة ملاحظات:
إولا: كلمة بشَّر تتكلم عن بشرى سارة، وهي تختلف عن كلمة "كرز" في العدد 19 من الأصحاح السابق. وكلمة بشر، تستخدم فقط للأحياء، وليس للأموات.
ثانيًا: من سياق آية 1 بطرس أعلاه، نعرف أن الوحي فيها يرجع لنص سابق، وهو الأصحاح السابق " 19 الَّذِي فِيهِ أَيْضًا ذَهَبَ فَكَرَزَ لِلأَرْوَاحِ الَّتِي فِي السِّجْنِ."، ويتكلم عن روح المسيح الذي كرز أي أعلن أنه هو المخلص المنتظر الذين سمعوا عنه.
ثالثًا: من جهة عبارة "بشَّر الموتى"، كما قلنا أن جميع النفوس التي ماتت قبل خلاص المسيح، قد بشرت قبل موتها، أنه سيات الله بطريقة ما، عن طريق مخلص، يخلصهم من الهاوية؛ وماتوا على هذا الرجاء. نعرف هذا من خلال نصوص كثيرة جدًا في العهد القديم، منها:
"3 يَا رَبُّ، أَصْعَدْتَ مِنَ الْهَاوِيَةِ نَفْسِي. أَحْيَيْتَنِي مِنْ بَيْنِ الْهَابِطِينَ فِي الْجُبِّ" مزمور 30.
"15 إِنَّمَا اللهُ يَفْدِي نَفْسِي مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ لأَنَّهُ يَأْخُذُنِي." مزمور 49.
أيضًا أعلن داود عن هذه البشرى بثقة وقال:
"20 أَنْتَ الَّذِي أَرَيْتَنَا ضِيقَاتٍ كَثِيرَةً وَرَدِيئَةً، تَعُودُ فَتُحْيِينَا، وَمِنْ أَعْمَاقِ الأَرْضِ تَعُودُ فَتُصْعِدُنَا." مزمور 71.
"13 لأَنَّ رَحْمَتَكَ عَظِيمَةٌ نَحْوِي، وَقَدْ نَجَّيْتَ نَفْسِي مِنَ الْهَاوِيَةِ السُّفْلَى" مزمور 86.
"14 مِنْ يَدِ الْهَاوِيَةِ أَفْدِيهِمْ. مِنَ الْمَوْتِ أُخَلِّصُهُمْ. أَيْنَ أَوْبَاؤُكَ يَا مَوْتُ؟ أَيْنَ شَوْكَتُكِ يَا هَاوِيَةُ؟ تَخْتَفِي النَّدَامَةُ عَنْ عَيْنَيَّ" هوشع 13.
إذًا عبارة "بشَّر الموتى" تتكلم على أن جميع النفوس التي ماتت قبل الخلاص، قد بُشرت قبل موتها، أنه سيأتي مُخلِّص، وينقذ نفوسهم من الهاوية، ويأخذهم للفردوس والنعيم الأبدي، والآية أعلاه لا تتكلم عن تبشير الأموات إطلاقًا. أيضًا آية المعترض والشرح السابق وآيات العهد القديم، تؤكد جميعًا على أن كرازة المسيح لم تكن فقط للذين ماتوا بالطوفان، بل لجميع الذين ماتوا قبل خلاصه.
باسم ادرنلي