الآيات: " 2 اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَّوِعَةٍ."
مقارنة مع متى 26 "41 اِسْهَرُوا وَصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ... "
الاعتراض: ألم يكن أصح ليعقوب أن يحث المؤمنين بأن يصلوا لكي لا يقعوا في تجربة، كما علم المسيح؟؟ وكيف ممكن أن يكون مفرح عندما نقع في تجارب معينة؟؟
الرد: إن الآيتان تتكلمان عن أمرين مختلفين؛ آية متى تتكلم عن ماذا ينبغي أن نفعل قبل أن ندخل في تجربة، وهو "َصَلُّوا لِئَلاَّ تَدْخُلُوا فِي تَجْرِبَةٍ"؛ أما آية يعقوب تتكلم عن كيف يجب أن تكون ردود أفعالنا عندما نقع في تجارب متنوعة؛ فلا تناقض بين الآيتين. مثل 1 يوحنا 2: 1 مثلا، يدعو المؤمنين أن لا يخطئوا، لكن في نفس الوقت يطرح لهم الحل إذا أخطأوا؛ فلا يوجد أي تضارب بين الاثنين.
أما من جهة الفرح في الضيقات، فالمقصود بها أنه طالما الرب سائد على حياتنا، يجب أن لا نكتئب بسبب الضيق؛ عالمين أنه سيكون للخير وليس للشر. فهو سيمتحن إيماننا وبه سيقوي صبرنا؛ وسيثبتنا الضيف في حياتنا الروحية، إذا صبرنا إلى النهاية. فأفضل ما أستطيع أن أورده بخصوص هذا، بعض الآيات:
"28 وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" رومية 8. أيضًا: "13 لَمْ تُصِبْكُمْ تَجْرِبَةٌ إِلاَّ بَشَرِيَّةٌ. وَلكِنَّ اللهَ أَمِينٌ، الَّذِي لاَ يَدَعُكُمْ تُجَرَّبُونَ فَوْقَ مَا تَسْتَطِيعُونَ، بَلْ سَيَجْعَلُ مَعَ التَّجْرِبَةِ أَيْضًا الْمَنْفَذَ، لِتَسْتَطِيعُوا أَنْ تَحْتَمِلُوا" 1 كورنثوس 10.
والسبب المبارك من وراء هذه التعزيات، الذي يستدعي الفرح، هو أن الله سيستخدمها في النهاية لمجده، لكي يعزي أناس آخرين يمرون في نفس الضيقات التي مررنا بها، وانتصرنا عليها:
"3 مُبَارَكٌ اللهُ أَبُو رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، أَبُو الرَّأْفَةِ وَإِلهُ كُلِّ تَعْزِيَةٍ، 4 الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ" 2 كورنثوس 1.
باسم ادرنلي
الآيات: " 13 لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً."
مقارنة مع عبرانيين 11 "17 بِالإِيمَانِ قَدَّمَ إِبْرَاهِيمُ إِسْحَاقَ وَهُوَ مُجَرَّبٌ. قَدَّمَ الَّذِي قَبِلَ الْمَوَاعِيدَ، وَحِيدَهُ"
الاعتراض: كيف يقول يعقوب أن الله لا يجرب أحد، لكن في عبرانيين الله جرب إبراهيم؟
الرد: إن يعقوب لم يقل أن الله لا يجرب أحد بشكل عام؛ بل لقد حدد الوحي من خلال يعقوب، أن الله لا يجرب البشر بالشرور " اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ". فعندما أقول لك أن فلان لا يسوق السيارة بالليل، هذا لا يعني أنه لا يسوق إطلاقًا. فالله لا يجرب بالشرور تعني أنه لا يضع أمامك شهوة ويجربك فيها؛ الله لا يضع أمامك مبلغ من المال، ليرى هل ستسرقه أم لا؛ بل إبليس الذي يجرب الإنسان بالشرور وليس الله. لذلك طلب منها الرب أن نصلي باستمرار لكي يحفظنا من تجارب الشرير (متى 6: 13 ولوقا 11: 4) . إن الله يجرب الإنسان أو يمتحنه بالأمور الصالحة فقط؛ وهي تخص قضايا الإيمان والالتزام الروحي والسلوكي؛ وذلك لكي يبرز له مدى نجاحه وفشله، بهدف البناء والإصلاح. مثلا يصلي المؤمن ويعلن لله أنه مستعد بأن يقدم حياته له؛ وبعد ذلك يمتحنه الله بوضع أخ محتاج أمامه، طالب مساعدة بمقدار 20 دينار؛ بعدها يكتشف ذلك الشخص أنه لا يقدر حتى أن يضحي بـ 20 دينار لأجل الرب، فكيف يقدم حياته له؟؟ تارة أخرى يعلن إنسان مؤمن أمام الله بصلاته أنه سامح فلان على ما عمله نحوه؛ بعدها يمتحنه الله بوضع نفس الأخ أمامه بموقف صعب؛ لكي يبرز له أنه لم يسامحه بعد...إلخ. وكما يقول المثل العربي الشهير: "عند الامتحان يُكرم المرء أو يُهان"، فيُظهر الله للإنسان ضعفاته، وأين يحتاج لبناء؛ ليس ليعري عوراته، بل لكي يجعله يكتشفها بنفسه، لكي يطلب من الله ليشفيه ويقوِّيه. إذا الله يجرب أو يمتحن الإنسان من نحو إيمانه وسلوكه؛ لكنَّه لا يُجرب الإنسان بالشرور، فلا يوجد أي أدنى تناقض بين الآيات.
باسم ادرنلي
الآيات: "17 كُلُّ عَطِيَّةٍ صَالِحَةٍ وَكُلُّ مَوْهِبَةٍ تَامَّةٍ هِيَ مِنْ فَوْقُ، نَازِلَةٌ مِنْ عِنْدِ أَبِي الأَنْوَارِ، الَّذِي لَيْسَ عِنْدَهُ تَغْيِيرٌ وَلاَ ظِلُّ دَوَرَانٍ. "
مقارنة مع 1 صموئيل 16 "14 وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ، وَبَغَتَهُ رُوحٌ رَدِيءٌ مِنْ قِبَلِ الرَّبِّ"
الاعتراض: كيف تقول آية 1 صموئيل أن الرب أرسل لشاول روح رديء، أي روح شرير؛ وفي نفس الوقت، تقول آية يعقوب أن عطايا الله صالحة؟؟
الرد: إن آية يعقوب صحيحة وسليمة؛ فالكتاب يميز بشكل واضح بين إذن الله ومشيئة الله. أن لله السيادة التامة على كل ما يحدث على الأرض، وكل شيء حدث، يحدث، وسيحدث في كل الأزمنة والأوقات، يحدث بإذنه (متى 10: 29 ومزمور 145: 13 وعاموس 3: 6 ومراثي 3: 37). وعندما نقول يحدث بإذن الله، هذا لا يعني أنه بالضرورة موافق عليه (أي بحسب مشيئته الصالحة)؛ بل لأن الله أعطى حرية أدبية للإنسان ليختار، إمَّا أن يختار الحياة والخير، أم الموت والشر (تثنية 30: 15 و19). فبالرغم من أن الله في معظم الأوقات من محبته للبشر، يمنع الشر الناتج عن الاختيارات الشريرة وغير الحكيمة للبشر. كاختيارات إنسان كشاول مثلا، المعاند الذي يعرف إرادة الله، لأن صموئل النبي قال لها له: "28 فَقَالَ لَهُ صَمُوئِيلُ: «يُمَزِّقُ الرَّبُّ مَمْلَكَةَ إِسْرَائِيلَ عَنْكَ الْيَوْمَ وَيُعْطِيهَا لِصَاحِبِكَ الَّذِي هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ." 1 صموئيل 15؛ لكنه يقاوم إرادة الله!! فنرى من خلال الوحي الكتابي، أن الله أحيانًا، يأذن للأشرار أن ينالوا إرادتهم الشريرة التي تؤدي للشر؛ مما يؤثر سلبًا عليهم ويؤذيهم. فنرى من القصة أن شاول أصر على اختيار الشر والموت والتمرد؛ لذلك نستنتج من الآيتين، أن الله قد رفع يد الحماية عن شاول، كما تقول الآية في أولها " وَذَهَبَ رُوحُ الرَّبِّ مِنْ عِنْدِ شَاوُلَ"، وبعدها تمكن الشيطان منه، فإذن من الله "فبغته روح رديء من قبل الرب (أي بإذن الله، وليس بحسب مشيئته). فالله كما يؤكد الوحي "17 الرَّبُّ بَارٌّ فِي كُلِّ طُرُقِهِ، وَرَحِيمٌ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ" مزمور 145.
باسم ادرنلي
الآيات: " 12 هَكَذَا تَكَلَّمُوا وَهَكَذَا افْعَلُوا كَعَتِيدِينَ أَنْ تُحَاكَمُوا بِنَامُوسِ الْحُرِّيَّةِ."
مقارنة مع غلاطية 4 " 24 وَكُلُّ ذَلِكَ رَمْزٌ، لأَنَّ هَاتَيْنِ هُمَا الْعَهْدَانِ، أَحَدُهُمَا مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ الْوَالِدُ لِلْعُبُودِيَّةِ، الَّذِي هُوَ هَاجَرُ"
الاعتراض: هل الناموس أتى بالحرية، كما في يعقوب؛ أم أتى بالعبودية كما في غلاطية؟؟
الرد: إن الآيتين تتكلمان عن نفس الموضوع، فالمعترض طن خاطئًا أن عبارة "ناموس روح الحرية" تتكلم عن ناموس موسى!! لكن هذا خطأ، فيقصد بها النص ناموس العهد الجديد الذي أعطانا حرية من ناموس موسى. وهذا ما يقوله بكل دقة في نفس نص غلاطية 4؛ ففي عدد 22 يشبه أبناء العهد الجديد، بأبناء سارة الحرة، وأبناء ناموس موسى، بأبناء هاجر العبدة: " 22 فَإِنَّهُ مَكْتُوبٌ أَنَّهُ كَانَ لابْرَاهِيمَ ابْنَانِ، وَاحِدٌ مِنَ الْجَارِيَةِ وَالآخَرُ مِنَ الْحُرَّةِ.". فيشبه اليهود الذين لم يؤمنوا بالمسيح بأبناء العبدة هاجر، ويربطهم بأبناء أورشليم الحالية الذين أولادها عبيد لها. أما أبناء العهد الجديد، فيشبههم بأبناء أورشليم السماوية، وهم أبناء الحرة: " 24 وَكُلُّ ذَلِكَ رَمْزٌ، لأَنَّ هَاتَيْنِ هُمَا الْعَهْدَانِ، أَحَدُهُمَا مِنْ جَبَلِ سِينَاءَ الْوَالِدُ لِلْعُبُودِيَّةِ، الَّذِي هُوَ هَاجَرُ. 25 لأَنَّ هَاجَرَ جَبَلُ سِينَاءَ فِي الْعَرَبِيَّةِ. وَلَكِنَّهُ يُقَابِلُ أُورُشَلِيمَ الْحَاضِرَةَ، فَإِنَّهَا مُسْتَعْبَدَةٌ مَعَ بَنِيهَا. 26 وَأَمَّا أُورُشَلِيمُ الْعُلْيَا، الَّتِي هِيَ أُمُّنَا جَمِيعاً، فَهِيَ حُرَّةٌ." إذًا المسيح قد أعتقنا من عبودية الناموس؛ وهذا تؤكده عبارة "ناموس روح الحرية" أعلاه، التي لا يتكلم عن ناموس موسى؛ بل على العهد الجديد؛ فلا يوجد تناقض بين الآيات.
باسم ادرنلي
الآيات: " 14 مَا الْمَنْفَعَةُ يَا إِخْوَتِي إِنْ قَالَ أَحَدٌ إِنَّ لَهُ إِيمَاناً وَلَكِنْ لَيْسَ لَهُ أَعْمَالٌ؟ هَلْ يَقْدِرُ الإِيمَانُ أَنْ يُخَلِّصَهُ؟ 15 إِنْ كَانَ أَخٌ وَأُخْتٌ عُرْيَانَيْنِ وَمُعْتَازَيْنِ لِلْقُوتِ الْيَوْمِيِّ، 16 فَقَالَ لَهُمَا أَحَدُكُمُ: «امْضِيَا بِسَلاَمٍ، اسْتَدْفِئَا وَاشْبَعَا» وَلَكِنْ لَمْ تُعْطُوهُمَا حَاجَاتِ الْجَسَدِ، فَمَا الْمَنْفَعَةُ؟ 17 هَكَذَا الإِيمَانُ أَيْضاً، إِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ أَعْمَالٌ، مَيِّتٌ فِي ذَاتِهِ."
مقارنة مع أفسس 2 "8 لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذَلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ. 9 لَيْسَ مِنْ أَعْمَالٍ كَيْلاَ يَفْتَخِرَ أَحَدٌ."
الاعتراض :إن يعقوب يعلم أن الإيمان لا يقدر أن يخلص الإنسان، وفي أفسس، يعلم بوضوح أن الخلاص هو بالإيمان وليس بالأعمال؛ فلو كان هذا وحيٌ من عند الله، كيف يعارض نفسه في هذه؟؟
الرد: إن آيات يعقوب لا تعارض أيات أفسس إطلاقًا؛ وهي غير مناقضة لتعاليم المسيح؛ فالمسيح علم عن الخلاص بالإيمان: " 24 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ .... (و في نفس والوقت، علم أيضًا عن ضرورة الأعمال)28 لاَ تَتَعَجَّبُوا مِنْ هَذَا فَإِنَّهُ تَأْتِي سَاعَةٌ فِيهَا يَسْمَعُ جَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْقُبُورِ صَوْتَهُ 29 فَيَخْرُجُ الَّذِينَ فَعَلُوا الصَّالِحَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الْحَيَاةِ وَالَّذِينَ عَمِلُوا السَّيِّئَاتِ إِلَى قِيَامَةِ الدَّيْنُونَةِ." يوحنا 5. فالاثنين، الإيمان والأعمال، يكملان أحدهما الآخر. المسيح يتكلم عن نيل المؤمن للخلاص المبني على الإيمان بعمله على الصليب لأجله؛ وبعد أن يختار المؤمن أن يدخل باب الخلاص، يوجد من المسيح له أعمال صالحة أعدها لكي يعملها، كما يتابع الوحي في نفس أفسس 2 أعلاه، ويقول: " 10 لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." فآية أفسس أعلاه، مأخوذه خارج سياقها، إن باب الخلاص الذي أدخله بالنعمة وبالإيمان، يجب أن يقودني للسلوك بالأعمال الصالحة التي أعدها لي المسيح، لأعملها. فإذا بعدما نال المؤمن الخلاص، تمرد على الله، وعاش حياة الخطية ورفض أن يطيعه في الأعمال التي أعدها له؛ يوجد هنا رأيين؛ الأول: إما أن يفقد المؤمن خلاصه الذي وهبه اياه المسيح بالإيمان. والثاني: هو أو أن يكون المؤمن لم ينل الخلاص بدايةً، بل كان إيمانه بالمسيح مجرد قناعة فكرية وشعور؛ وغير مؤيد بختم الله للمؤمن، بسكنى الروح القدس فيه. لكن في الحالتين، من المستحيل أن يكمل المؤمن الطريق مع المسيح، دون أن يطيعه في الأعمال الصالحة التي أعدها له لكي يسلك فيها؛ كما يوضح الوحي أيضًا: "19 أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20 وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟" يعقوب 2. فإيمان بدون أعمال هو إيمان نظري؛ ومطابق لإيمان الشيطان بالله؛ فالشيطان يؤمن بالله، وهو موحد، لكن سلوكه وقلبه جامج وبعيد عنه. كذلك كل إنسان يؤمن بوحدانية الله، وبحقيقة أن المسيح مات لأجل البشر، لكن لا يقبل عمل المسيح في حياته الخاصة ليغيره، سيهلك؛ وسوف لا يفيده إيمانه النظري والفكري بالمسيح أبدًا.
باسم أدرنلي
الآيات: " 19 أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ!"
مقارنة مع
الاعتراض: هل الشياطين تؤمن بوحدانية الله؟؟ كيف تكون شياطين إذًا؟
الرد: إن يعقوب يتكلم عن الإيمان النظري أو الفكري؛ والذي فيه يؤمن الشخص بأن القضية الفلانية حقيقية، لكن لا تعني شيء بالنسبة لحياته من ناحية تطبيقية. فإبليس يؤمن بأن الله واحد، ويؤمن بأن المسيح مات على الصليب وقام، ويؤمن بأن الكتاب المقدس هو كلمة الله، اي يؤمن بأن كل ما هو مكتوب فيه هو حقيقي؛ لكن ماذا يعني كل هذا لحياته؟؟ لا شيء. بل بالعكس هو يحارب جميع تلك الحقائق. فالله يطلب إيمان أبعد من مجرد أن تؤمن بأن الأمر صحيح وحقيقي. وإذا أردت أن أورد مثال للإيمان أقول؛ كان هناك رجل مريض يحتضر، فتقول له: "يوجد طبيب واحد يستطيع أن يشفيك؛ اسمه المسيح". فيوجد عندنا هنا ثلاث احتمالات لرده على الأمر:
الأول: يقول لك: "هذا كلام فارغ، فالدواء الذي أتناوله الآن، هو أفضل حل موجود".
الثاني: "نعم أنت على حق، لا يوجد أي طبيب في العالم قادر أن يشفيني، غير المسيح"
فتقول له: "أذهب إليه لكي يعالجك"
فيقول لك: "ليس الآن، ربما أذهب فيما بعد." وبالتالي سوف لا يشفى.
الثالث: يقول لك: "نعم أنا أؤمن بأن المسيح هو الوحيد القادر على شفائي" ومن ثم يقوم ويذهب بالفعل إليه، فيشفى من دائه ويحيى.
فيعقوب في الآية أعلاه، يتكلم عن النمط الثاني؛ وفيه يؤمن الشخص بالحقائق، لكن إيمانه بأنها حقيقية سوف لا يساعده على تغيير مصيره الأبدي. وحتى لو أحضر جميع كتب طب، ودرس عن مرضه وعرف دائه تمامًا (أي حفظ الكتاب المقدس عن ظهر قلب)؛ حتى هذا سوف لا يشفيه، دون أن يذهب للمسيح الوحيد القادر على شفائه.
باسم ادرنلي
الآيات: " 21 أَلَمْ يَتَبَرَّرْ إِبْرَاهِيمُ أَبُونَا بِالأَعْمَالِ، إِذْ قَدَّمَ إِسْحَاقَ ابْنَهُ عَلَى الْمَذْبَحِ؟"
مقارنة مع رومية 4 " 2 لأَنَّهُ إِنْ كَانَ إِبْرَاهِيمُ قَدْ تَبَرَّرَ بِالأَعْمَالِ فَلَهُ فَخْرٌ - وَلَكِنْ لَيْسَ لَدَى اللهِ. 3 لأَنَّهُ مَاذَا يَقُولُ الْكِتَابُ؟ «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً."
الاعتراض: هل تبرر إبراهيم بالأعمال، كما في يعقوب؟ أم بالإيمان، كما في رومية ؟؟
الرد: لا يوجد أي تناقض بين الآيات، فوحي يعقوب يتكلم عن الإيمان أيضًا مثل رومية؛ لكن يميز بين الإيمان الحقيقي والإيمان النظري (كما أوردنا في تعليقنا تحت عدد 19 من نفس الأصحاح). فيبرز الوحي أن إيمان إبراهيم لم يقتصر على الموافقة الكلامية على تقديم ابنه لله فقط؛ بل العملية أيضًا. أي لم يقل للرب نعم يا رب، ولم يذهب ليقدم ابنه؛ لكنه أطاع الله ووثق به. وهذا يوضحه نفس وحي يعقوب في الآيات التي بعدها، فيقول: " 22 فَتَرَى أَنَّ الإِيمَانَ عَمِلَ مَعَ أَعْمَالِهِ، وَبِالأَعْمَالِ أُكْمِلَ الإِيمَانُ، 23 وَتَمَّ الْكِتَابُ الْقَائِلُ: «فَآمَنَ إِبْرَاهِيمُ بِاللَّهِ فَحُسِبَ لَهُ بِرّاً» وَدُعِيَ خَلِيلَ اللَّهِ." إذا يعقوب أيضًا يتكلم عن الإيمان الحقيقي؛ وكيف يعمل الإيمان فيه مع الأعمال.
تفسير موسع:
من الناحية الثانية؛ العهد الجديد تكلم عن خلاص الإنسان على محورين:
الأول، نيل الخلاص: إن المسيح علم أن الخلاص هو بالإيمان؛ مثل: " 24 اَلْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ مَنْ يَسْمَعُ كلاَمِي وَيُؤْمِنُ بِالَّذِي أَرْسَلَنِي فَلَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ وَلاَ يَأْتِي إِلَى دَيْنُونَةٍ بَلْ قَدِ انْتَقَلَ مِنَ الْمَوْتِ إِلَى الْحَيَاةِ." (يوحنا 5). وفيه أكد أن الإنسان لا يقدر أن يفعل شيء، لكي يؤهله للخلاص؛ غير الإيمان بنعمة الله، التي قدمها للإنسان من خلال كفارة المسيح. لذلك الفقرة التي في رومية تؤكد على أن إبراهيم لم يعمل أي عمل يؤهله للخلاص، بل نال الخلاص بإيمانه بعمل الله لأجله.
الثاني، حياة الخلاص: وبعد أن أختار أن أدخل باب الخلاص وأسير في طريق الخلاص؛ يوجد من الله لي خطة كاملة مليئة بالأعمال الصالحة التي أعدها لي لكي أعملها، كما يقول في أفسس 2: " 10 لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَالٍ صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا." فإن باب الخلاص الذي أدخله بالنعمة وبالإيمان، يجب أن يقودني للسلوك في طريق الخلاص وأطيعه بالأعمال الصالحة التي أعدها لي المسيح، لأعملها. فإذا بعدما نلت الخلاص، تمردت على الله، وعشت حياة الخطية ورفضت أن أطيعه في الأعمال التي أعدها لي؛ يوجد هنا رأيان:
الأول: إما أن أفقد خلاصي الذي وهبني اياه المسيح بالإيمان، ويكون مصيري الهلاك.
الثاني: هو أن أكون أصلا لم أناله، بل كان إيماني به مجرد شعور، وغير مؤيد بسكنى الروح القدس فيّ. لكن في الحالتين، من المستحيل أن أكمل الطريق مع المسيح، دون أن أطيعه في الأعمال الصالحة التي أعدها لي لكي أسلك فيها؛ كما يوضح الوحي أيضًا: "19 أَنْتَ تُؤْمِنُ أَنَّ اللَّهَ وَاحِدٌ. حَسَناً تَفْعَلُ. وَالشَّيَاطِينُ يُؤْمِنُونَ وَيَقْشَعِرُّونَ! 20 وَلَكِنْ هَلْ تُرِيدُ أَنْ تَعْلَمَ أَيُّهَا الإِنْسَانُ الْبَاطِلُ أَنَّ الإِيمَانَ بِدُونِ أَعْمَالٍ مَيِّتٌ؟" يعقوب 2. فإيمان بدون أعمال هو إيمان نظري؛ ومطابق لإيمان الشيطان بالله، فالشيطان يؤمن بالله، أي مُوحِّد؛ لكن سلوكه وقلبه جامج وبعيد عن الله. كذلك كل إنسان يؤمن بحقيقة أن المسيح مات لأجل البشر، لكن لا يقبل عمل المسيح في حياته ليغيره، سيهلك؛ وسوف لا يفيده إيمانه النظري أبدًا. والآن بعدما يؤمن الإنسان بعمل الله لأجله في المسيح، ويقبل كفارته ويخلُص؛ يجب أن يعيش حياة الإيمان العملية بالمسيح؛ والتي يجب أن تكون حياة إيمان عامل بالمحبة.
باسم ادرنلي
الآيات: " 12 وَلَكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي لاَ تَحْلِفُوا لاَ بِالسَّمَاءِ وَلاَ بِالأَرْضِ وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ."
أيضًا متى 5 " 33 أَيْضاً سَمِعْتُمْ أَنَّهُ قِيلَ لِلْقُدَمَاءِ:لاَ تَحْنَثْ بَلْ أَوْفِ لِلرَّبِّ أَقْسَامَكَ 34 وَأَمَّا أَنَا فَأَقُولُ لَكُمْ: لاَ تَحْلِفُوا الْبَتَّةَ لاَ بِالسَّمَاءِ لأَنَّهَا كُرْسِيُّ اللَّهِ 35 وَلاَ بِالأَرْضِ لأَنَّهَا مَوْطِئُ قَدَمَيْهِ وَلاَ بِأُورُشَلِيمَ لأَنَّهَا مَدِينَةُ الْمَلِكِ الْعَظِيمِ 36 وَلاَ تَحْلِفْ بِرَأْسِكَ لأَنَّكَ لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَجْعَلَ شَعْرَةً وَاحِدَةً بَيْضَاءَ أَوْ سَوْدَاءَ. 37 بَلْ لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لا.َ وَمَا زادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ."
الاعتراض: يتسائل الكثير من الناس، هل يجوز أن نحلف في المحكمة مثلا؟ ولماذا ممنوع الحلفان!! وفي نفس الوقت نرى أناس يحلفون باسم الله في العهد القديم مثل إبراهيم (تكوين 21: 24) ونرى أن الله حلل الحلفان (تثنية 6: 13)؛ ونرى أيضًا الملائكة حلفت باسم الله (رؤيا 10: 5-6)؛ والله نفسه حلف بذاته (عبرانيين 6: 13)؛ فما هو الصح؟؟
الرد: يجب أن ندرس أقوال المسيح ووحي يعقوب على عدة أصعدة:
أولاً: سياق النص الوارد أعلاه، قاله المسيح ليتعامل مع مشكلة عانى منها اليهود آنذاك، ونعاني منها اليوم في المجتمعات العربية. وهي أن الكذب أصبح أمر معتاد في المجتمع؛ وقول الصدق أصبح أمر غير معتاد؛ لذلك تجد أمثالا شعبية عربية تمدح الكذب، مثل: الكذب ملح الرجال"... "الرجل بلا كذب، مثل الدالية بلا عنب"... إلخ. وأصبح الإنسان الذي يريد أن يؤكد في تلك اللحظة فقط، إن ما يقول هو الصدق، يضطر لأن يحلف. مما يجعله يعتقد أنه ملزم بقول الصدق، فقط عندما يحلف (هذا إذا صدق). فالمسيح أراد أن يفتح إدراك التلاميذ أنه كل كلمة تخرج من فمهم، يجب أن ينظروا لها بأقصى درجات الجدية؛ كأنها حلفان.
ثانيًا: إن المسيح كان يعقب على الوصية الثانية وهي: " 7 لا تنطق باسم الرب إلهك باطلاً.." خروج 20. فالمفهوم السائد عند اليهود لمن ينطق باسم الرب باطلاً كان؛ أن تقول قول، وتثبته باسم الرب – هذا ما عُرف لاحقًا بالحلفان. أما المفهوم الذي أراد المسيح أن يدخله، هو أننا أولاد الرب، وكل كلمة تخرج من أفواهنا، ننطقها باسم الرب؛ لأننا أولاده وسفراءه على الأرض؛ وروحه ساكن فينا. وباطلاً تعني ليس لمجد الله؛ مثل الحلفان لكي أبرهن أن كلامي صحيح؛ أو لكي أبرر نفسي...إلخ. فأراد المسيح أن يوضح أن هذا يشمل أيضًا أي حديث نتكلمه كأولاد للرب، نتكلمه باسم الرب في كل مكان؛ وهو قائم في حضرة الله والملائكة؛ وأمام شهادة البشر أيضًا. كما قال المسيح: " 36 إنَّ كُلَّ كَلِمَةٍ بَطَّالَةٍ يَتَكَلَّمُ بِهَا النَّاسُ سَوْفَ يُعْطُونَ عَنْهَا حِسَابًا يَوْمَ الدِّينِ" متى 12. وأيضًا " 12 وَلَكِنْ قَبْلَ كُلِّ شَيْءٍ يَا إِخْوَتِي لاَ تَحْلِفُوا لاَ بِالسَّمَاءِ وَلاَ بِالأَرْضِ وَلاَ بِقَسَمٍ آخَرَ. بَلْ لِتَكُنْ نَعَمْكُمْ نَعَمْ وَلاَكُمْ لاَ، لِئَلاَّ تَقَعُوا تَحْتَ دَيْنُونَةٍ" يعقوب 5.
ثالثًا: أن المسيح أيضًا تكلم عن لغة عدم الوضوح؛ والتي ممكن أن يستخدمها الشيطان، ليخلق تشويش وشر. هذا ما يقصده المسيح بـ "لِيَكُنْ كَلاَمُكُمْ: نَعَمْ نَعَمْ لاَ لاَ. وَمَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ فَهُوَ مِنَ الشِّرِّيرِ" أي أن لغة الله، هي لغة وضوح، بعيدة عن التمويه والأقوال التي ممكن أن تقرأ بطرق مختلفة؛ مثل التلميح، تسميع الحكي، المزاح الذي أريد بواسطته أن أخرج كلام في قلبي ليس لي الشجاعة أن أواجه الشخص فيه بوضوح...إلخ.
لذلك أعتقد أن النطق باسم الرب، هو أمر كتابي، ونحن يجب أن نقوم به؛ لكن النهي هو عن النطق باسم الرب إلهنا باطلا (كما وضحنا أعلاه). لذلك لا نجد نهي عن الحلفان في العهد القديم (كما نفهمه اليوم). وأيضًا نرى الحلفان موجود في العهد الجديد، بواسطة الملائكة في رؤيا 10 "5 وَالْمَلاَكُ..... 6 وَأَقْسَمَ بِالْحَيِّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ، الَّذِي خَلَقَ السَّمَاءَ وَمَا فِيهَا وَالأَرْضَ .."؛ لذلك أعتقد أن الحلفان في المحكمة بأن نقول الحق، كل الحق، ولا شيء غير الحق، يجوز؛ انما لا يجوز أن ننطق أي كلام باسم الله، ليس لمجد الله: " 11 إِنْ كَانَ يَتَكَلَّمُ أَحَدٌ فَكَأَقْوَالِ اللهِ. وَإِنْ كَانَ يَخْدِمُ أَحَدٌ فَكَأَنَّهُ مِنْ قُوَّةٍ يَمْنَحُهَا اللهُ، لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ..." 1 بطرس 4.
باسم ادرنلي
الآيات: " 17 كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَاناً تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ."
مقارنة مع 1 ملوك 18 "1 وَبَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ: اذْهَبْ وَتَرَاءَ لأَخْآبَ فَأُعْطِيَ مَطَراً عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ."
الاعتراض: هل كان الجفاف ثلاث سنوات ونصف، كما في يعقوب؛ أن ثلاث سنين فقط، كما في 1 ملوك؟؟
الرد: لا يوجد تناقض بين يعقوب و1 ملوك؛ حيث لم يحدد سفر الملوك الأول المدة بالتدقيق؛ ففي آية 1 ملوك 18، يقول أن الله كلم إيليا أن يذهب لآخاب في السنة الثالثة. لكن بعدها يقول الوحي " 2 فَذَهَبَ إِيلِيَّا لِيَتَرَاءَى لأَخْآبَ...". ففي الحقيقة لا نعرف كم من الزمن مضى من اللحظة التي كلم بها الرب إيليا، للحظة التي ذهب فيها ليتراءى لأخاب. لكن في بداية 1 ملوك 17، يقول "1 ... إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي"؛ فمن قوله "هذه السنين"، هذا يعني أنه هنا يتكلم عن ثلاث سنين على الأقل؛ لأنه لو كان قد مضى سنتين لقال "هذه السنتين". إذا نستنتج أنه مضى على الأقل ثلاث سنين؛ لكن كما قلنا، لا يوضح الوحي كم من الوقت مضى حتى ذهب إيليا لآخاب فعلا، ونزل المطر. أما وحي العهد الجديد، فحدد لنا لمدة بالتمام، فمصدر الوحيين واحد، وهو الله؛ لذلك قال: " ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ". فالمسيح نفسه هو الذي أكد هذه المعلومة خلال البشير لوقا؛ حينما قال: "25 وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا " لوقا 4. فكون سفر الملوك الأول لم يحدد المدة؛ لكن حددها فيما بعد وحي العهد الجديد؛ هذا بالعكس يؤكد مصداقية العهد الجديد الغيبية؛ فلا يوجد أي تناقض بين الاثنين.
باسم ادرنلي